خبير أمني فرنسي لـ«العين الإخبارية»: حادثة اللوفر كشفت ثغرات مقلقة في منظومة حماية المتاحف

اعترفت لورانس دي كار، رئيسة ومديرة متحف اللوفر في باريس، خلال جلسة مجلس الشيوخ الفرنسي، بأن المتحف يعاني من "فشل أمني كبير"، مؤكدة أنه أصبح من الضروري إقامة وحدة شرطة دائمة لتعزيز الأمن داخل المتحف ومنع أي حوادث مماثلة.
وجاءت تصريحاتها بعد أيام من عملية سطو واسعة هزّت فرنسا، وأسفرت عن سرقة مجوهرات تاريخية بقيمة تقارب 88 مليون يورو، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، وفق ما نشرته صحيفة لونوفل أوبسيرفاتور الفرنسية.
خبير أمني: المتاحف تتعامل بمعايير أقل صرامة من المؤسسات الحكومية
من جانبه، قال إيريك دينيه، الخبير الأمني ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية للأمن الداخلي والمستشار السابق لوزارة الداخلية الفرنسية، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن “حادثة سرقة اللوفر كشفت ثغرات مقلقة في منظومة حماية المواقع الثقافية الفرنسية، إذ تُدار أحيانًا بمعايير أمنية أقل صرامة من تلك المعتمدة في المؤسسات الحكومية أو المالية”.
وأوضح دينيه أن “المتاحف الكبرى، مثل اللوفر، تحتاج إلى نظام أمني متعدد الطبقات، يجمع بين المراقبة الذكية بالذكاء الاصطناعي والاستجابة الميدانية السريعة، إضافة إلى تدريب خاص لحراس الأمن على مواجهة سيناريوهات السطو الحديثة والمعقدة”.
دعوة لإنشاء وحدة شرطة متخصصة داخل المتحف
وأشار دينيه إلى أن “إنشاء وحدة شرطة داخل المتحف سيكون خطوة ردعية مهمة، شرط ألا تكون رمزية فقط، بل أن تمثل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية أمن ثقافي وطني تُشرف عليها وزارتا الثقافة والداخلية معًا”.
كما شدد على أن “التهديدات التي تواجه التراث الفرنسي اليوم لم تعد تقتصر على السرقات المادية، بل تشمل أيضًا محاولات تخريب رقمية تستهدف قواعد بيانات المتاحف والمزادات، وهو ما يستدعي رؤية أمنية شاملة تجمع بين الحماية الميدانية والرقمية في آن واحد”.
استقالة مرفوضة من مديرة المتحف
وكشفت دي كار أن “الخلل في المراقبة الخارجية ونقص الكاميرات والمعدات الأمنية” ساهم في نجاح اللصوص في تنفيذ العملية، مضيفة أنها قدّمت استقالتها إلى وزيرة الثقافة رشيدة داتي، التي رفضتها رسميًا.
وقد جاءت تصريحاتها أمام لجنة الثقافة والتعليم والإعلام والرياضة في مجلس الشيوخ الفرنسي، بعد مرور خمسة أيام فقط على الحادثة التي وُصفت بأنها “أجرأ عملية سرقة في تاريخ المتاحف الفرنسية الحديثة”.
ضغط الزوار وضعف الأنظمة الأمنية
وأوضحت دي كار أن “الأنظمة الأمنية المحيطة بالمتحف تعاني من ضعف هيكلي منذ سنوات، مع وجود شبكة مراقبة فيديو محدودة وعدد غير كافٍ من نقاط الحراسة”.
وأضافت أن “المشكلة لا تكمُن فقط في بنية المتحف، بل تمتد إلى طريقة استقبال الزوار أيضًا”، مشيرة إلى أن “الهرم الزجاجي صُمم عام 1989 ليستوعب نحو أربعة ملايين زائر فقط، بينما يستقبل المتحف اليوم أكثر من عشرة ملايين زائر سنويًا، ما يخلق ضغطًا هائلًا على الموارد البشرية واللوجستية”.
تفاصيل عملية السرقة وأضرار المجوهرات
وفي حديثها عن المجوهرات المسروقة، أوضحت دي كار أن “تاج الإمبراطورة أوجيني تعرض لتلف أثناء انتزاعه من واجهة العرض الزجاجية، لكن عملية ترميم دقيقة تبدو ممكنة رغم خطورتها”.
وأضافت أن الزجاج لم يُكسر بل “تصدّع فقط، مما سمح للّصوص بمد أيديهم وسحب القطع دون تحطيم الواجهة”، ما يدل على أن العملية نُفّذت بدقة عالية وخبرة في تجاوز أنظمة الحماية.
رسوم جديدة لتعزيز الأمن وتمويل الترميمات
من جانبه، أعلن نائب المدير العام للمتحف، فرانسيس شتاينبوك، عن اعتماد تسعيرة جديدة تفاضلية للزوار من خارج أوروبا اعتبارًا من منتصف يناير/كانون الثاني 2026، تهدف إلى تحقيق إيرادات إضافية تُقدّر بـ20 مليون يورو سنويًا، لتُخصص بالكامل لتعزيز الأمن وترميم القطع الأثرية المتضررة من الحادثة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز