الاتحاد الأوروبي ولبنان.. سردية «الأمن المتبادل» تدر مليار يورو
مواقف مشتركة في مؤتمر صحفي ببيروت أكدت سردية تحقيق "الأمن المتبادل"، للاتحاد الأوروبي ولبنان، وكذلك بيروت وتل أبيب.
تلك المواقف جاءت على لسان ممثلي الاتحاد الأوروبي، ورئيس حكومة تسيير الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، في حدث ينعش خزينة البلد الذي يعاني اقتصاديا، بمليار يورو.
وخلال المؤتمر قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن "أمن لبنان وإسرائيل على المحك، ولا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما".
وتابعت "الاتحاد الأوروبي سيدعم القوات المسلحة اللبنانية بالمعدات والتدريب لإدارة الحدود"، مضيفة "نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتقلب في جنوب لبنان".
ومضت قائلة "لبنان يواجه تحديات كبيرة محليا نتيجة التوترات والحرب في المنطقة".
فيما قال رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، خلال المؤتمر الصحفي "نؤكد ضرورة وأهمية أمن واستقرار لبنان".
في المقابل، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني إن "أمن لبنان من أمن دول أوروبا والعكس صحيح، ونرفض أن يتحول وطننا إلى وطن بديل".
وأضاف "البلاد تحملت العبء الأكبر في موضوع استضافة النازحين السوريين".
سردية الأمن المتبادل في تصريحات قادة لبنان والتكتل الأوروبي مهدت للجزء الآخر من القصة، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعما "لاستقرار" لبنان.
وقالت فون دير لاين خلال المؤتمر "أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءاً من هذا العام حتى 2027" من أجل المساهمة في "الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".
وأضافت مخاطبة السلطات "نعوّل على تعاونكم الجيد لمنع الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين" انطلاقاً من لبنان.
معضلة اللاجئين
وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية في وقت عمدت فيه قبرص في الفترة الأخيرة على إعادة قوارب مهاجرين تنطلق بصورة غير نظامية من السواحل اللبنانية باتجاهها، بينما تكرر السلطات اللبنانية مطالبة المجتمع الدولي بإعادة السوريين إلى بلدهم، بعدما توقفت المعارك في محافظات سورية عدة.
وقال ميقاتي خلال المؤتمر الصحفي ذاته "الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصا أن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية".
ويستضيف لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ عام 2019 نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة.
وتقول قبرص إنها تشهد تدفقا متزايدا للمهاجرين السوريين من لبنان بشكل غير نظامي، خصوصا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتعتبر أن التصعيد عند الحدود بين حزب الله وإسرائيل أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين.
ومنذ مطلع العام حتى الرابع من أبريل/نيسان وصل قبرص أكثر من أربعين قارباً على متنها نحو 2500 شخص، وفق تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي لم تحدد عدد القوارب التي انطلقت من لبنان وتلك التي انطلقت من سوريا.
وأعادت نيقوسيا عدداً من القوارب إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، في عمليات تصر على أنها قانونية، بموجب اتفاقية ثنائية أُبرمت قبل سنوات مع بيروت بشأن إعادة المهاجرين غير النظاميين.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز