الجهل بأصل المشكلة في اليمن يدفع بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية لطرح خطاب بعيد عن الواقع والوقائع.
كون الذين يتناولون هذا الشأن السياسي والميداني المعقد ينطلقون من فكرة دأبت بعض الأوساط السياسية الغربية على تسويقها تحت مفهوم "الحرب الأهلية في اليمن".
ما يجري في اليمن ليس حرباً أهلية، بل هو انقلاب حوثي موثق على السلطة الشرعية في صنعاء المحتلة، وتبعية تلك المليشيات الحوثية لدولة خارجية ونظام معروف بتصدير أزماته إلى البلدان العربية لجعل اليمن خنجراً في خاصرة الأمن العالمي.
وإزاء هاتيك الهجمات الحوثية المدعومة من إيران، والتدفق الدائم للأسلحة المحرمة دولياً عبر موانٍ يسيطر عليها الحوثيون الإرهابيون، قام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، بقصف كثير من النقاط العسكرية المشروعة، بعد اتباع الحوثيين سياسة إرسال المسيرات المحملة بالمتفجرات نحو العمق المدني لدول الجوار اليمني.
لكن في العالم الموازي لمسألة مكافحة الإرهاب الحوثي في اليمن، ينشط البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ويفتحون مساحات صوتية للنقاش والحوار، وهذا أمر مفيد، إن اشتمل على صناعة الوعي والتحذير من خطر التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الحوثيون.. لكن الأزمة أنه يتم إشراك شخصيات داعمة لتلك العصابات الإرهابية والاختباء خلف عبارة: "لنستمع لوجهة نظرهم"!
إن أمن الأوطان ليس وجهة نظر، فالجنود السعوديون يدفعون أرواحهم ثمناً لإنقاذ اليمن، والإمارات قدمت شهداء أبرار من أجل استعادة الشرعية والسلام لليمن الشقيق المنكوب بمليشيا الحوثي الإرهابية.. وحين يصر الحوثيون على استهداف أمن دول عربية، فالقصة هنا ليست محل أخذ ورد، بل هي قصة حياة أو موت، فالإرهابيون الذين يحضرون الطائرات للقصف لهم أتباع في وسائل التواصل الاجتماعي يمارسون "الإرهاب الإعلامي" بكل صنوفه.
ولا تزال المنطقة برمتها تدفع ثمن عمل قنوات إخبارية ارتكبت خلال سنوات مضت الكثير من "الجرائم الإعلامية والإلكترونية"، من قبيل نشر خطابات زعماء تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين، و"جبهة النصرة" ومليشيا "حزب الله" الإرهابي في لبنان.
إن المؤيد لإرهاب الحوثي أو إرهاب "حزب الله"، ليس صاحب وجهة نظر، بل هو إرهابي يجانس في أفكاره وأطروحاته نسق الخطاب المتطرف، الذي دمر عقول الأجيال، وغسل أدمغة الشباب العربي في بلدان عدة، لذا فالمطالبة بضرورة النقاش مع هؤلاء ليس مكانها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أصلا مطالبة باطلة جملة وتفصيلا، فالتحصين للجيل من الفكر الإرهابي عملٌ جماعي يتشارك فيه المواطن مع دولته وقيادته، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، بغية الحد من انتشار الخطب المسمومة والعبارات المليئة بالتحريض على العنف والإرهاب.
وهناك إجماع عربي ودون تحفظ على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية، والذي يطالب بتصنيف "الحوثي" تنظيماً إرهابياً، والذي أعلن خلال الأيام القليلة الماضية في بيان للجامعة العربية، وهو موقف عربي موحد ضد العدوان على الإمارات أو السعودية، بل ويكشف أصوات النشاز المدفوعة بأجندات خارجية، ويعد القرار العربي إنجازاً إيجابياً للدبلوماسية العربية الخليجية، لا سيما السعودية والإماراتية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة