أشباه الموصلات تفرض سطوتها.. واشنطن تخطب ود تايوان رغم تحذيرات بكين
دفعت أزمة نقص أشباه الموصلات، أمريكا إلى فتح جبهة جديدة في الحرب التجارية مع الصين، محورها تايوان التي تعتبر من أكبر المنتجين لها.
وأجرت كاثرين تاي، ممثلة التجارة في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اجتماعا عبر الإنترنت مع وزير تايواني لمناقشة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وتايوان، في تحد لتحذيرات الصين.
إحياء هيئة الحوار التجاري
ولفت بيان صدر عن مكتب تاي، إلى تأكيدها أمام وزير الدولة التايواني جون دنغ "أهمية العلاقة التجارية والاستثمارات الأمريكية-التايوانية".
وحسب وكالة فرانس برس، تعهد المسؤولان إحياء هيئة الحوار التجاري بين واشنطن وتايبه التي توقف عملها العام 2016.
أكبر مسبك عالمي
ويتعامل العالم مع تايوان (التي تعدُّها الصين مقاطعة) لقدرتها على تصنيع رقائق كمبيوتر رائدة، وهي من أكبر المنتجين لها عالميا.
وحسب وكالة "بلومبرج" للأنباء، يعود ذلك في الغالب إلى شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)، أكبر مسبك عالمي، ومنتِجة رقائق الهواتف الذكية لشركة "آبل"، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء.
وانعقد اللقاء بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، الإثنين، أنّ بلاده ستشرع "قريباً" في إجراء "مباحثات مع تايوان" على "شكل اتفاق اطار" في المجال التجاري.
وأثار التصريح استياء الصين التي تعتبر تايوان جزءا منها وتهدد باللجوء إلى القوة في حال إعلان الجزيرة استقلالها من جانب واحد.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان قد دعا واشنطن الثلاثاء إلى "وقف أيّ شكل من أشكال التواصل الرسمي مع تايوان، وتناول مسألة تايوان بحذر والامتناع عن توجيه إشارات خاطئة إلى القوى الاستقلالية التايوانية".
سيطرة تايونية
وبالرغم من وقوعها تحت تهديد مستمر من غزو صيني، تحكم تايوان قبضتها على صناعة أشبه الموصلات.
وهذا يخنق أيضاً سلسلة التوريد العالمية، مما يجدد من ضرورة التعجيل بخطط طوكيو، وواشنطن، وبكين من أجل زيادة اعتمادهم على الذات.
وكان دور تايوان في الاقتصاد العالمي هامشياً لحد كبير، إلى أن برز مؤخراً على السطح بعد معاناة صناعة السيارات من نقص في الرقائق التي تستخدم في كل شيء بدءاً من أجهزة استشعار وقوف السيارات إلى تقليل الانبعاثات.
وأصبح من الصعب تجاهل أهمية تايوان المفاجئة بعد إجبار مصنِّعي السيارات على وقف الإنتاج، وتعطيل المصانع، بما في ذلك "فولكسفاجن" الألمانية، و"فورد موتور" الأمريكية، و"تويوتا موتور" اليابانية .
"رقائق" لأجل أمريكا
وحظرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، بكين من الوصول إلى جميع تقنيات الرقائق الأمريكية وتصميمها، كما تمكَّنت أيضاً من حرمان حصول "هواووي تكنولوجيز" على أشباه الموصلات من شركة "تايوان لأشباه الموصلات" وغيرها من المسابك، مما أدَّى إلى إعاقة تقدُّم أكبر شركة تقنية في الصين.
كما تفاوضت أمريكا مع الشركة التايوانية لإنشاء مصنع لتصنيع الرقائق بقيمة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا.
ومن المقرر أن تقوم شركة "سامسونج إلكترونيكس" الكورية الجنوبية، بإنشاء مصنع مماثل منشأة بقيمة 10 مليارات دولار في مدينة أوستن بولاية تكساس.
ويهدف قانون "تشيبس فور أمرييكا" (CHIPS for America)، الذي تمَّ تقديمه إلى الكونجرس في العام الماضي، إلى تشجيع إنشاء المزيد من المصانع في الولايات المتحدة.
ويخطط الجمهوري مايكل ماكول من تكساس إلى إعادة تقديم مشروع قانون مشترك بين الحزبين هذا العام، بهدف تأمين 25 مليار دولار من الأموال الفيدرالية، والحوافز الضريبية.
وقال ماكول في بيان رسمي، إنَّه يعمل مع زملائه في مجلسي النواب والشيوخ "لإعطاء الأولوية إلى توقيع الأحكام المتبقِّية من مشروع (تشيبس) في أسرع وقت ممكن".
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز