"أشباه الموصلات" تتحول إلى حرب.. تحالف أوروبي لكسر هيمنة آسيا
تعتزم ألمانيا وفرنسا المضي قدما في تأسيس تحالف أوروبي لإنتاج "أشباه الموصلات" التي تحتكرها آسيا ويؤثر نقصها على صناعات كبرى.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، الخميس، إن أشباه الموصلات تعد "الغاز الطبيعي الجديد".
وبدوره قال وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، بعد انعقاد مجلس اقتصادي ومالي رقمي ألماني-فرنسي، إنه كانت هناك مناقشات مكثفة حول كيفية إنشاء مشروع أوروبي مشترك.
وأشار ألتماير، إلى المحدودية العالمية في أشباه الموصلات، وأكد أهمية تعزيز الاستثمارات في أوروبا وتوسيع نطاق الإنتاج، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.
دعم حكومي بالمليارات
ويتم التخطيط بشكل ملموس لـ "مشروع مهم ذي اهتمام أوروبي مشترك" بدعم حكومي بقيمة المليارات .
يشار إلى أن مثل هذا المشروع متوافر بالفعل لإنتاج خلايا بطاريات للسيارات الكهربائية في أوروبا.
وأضاف الوزيران الألماني والفرنسي، أن هناك أفكارا لتأسيس مثل هذا المشروع أيضا في مجال صناعة الأدوية.
التحرر من آسيا
وكان الوزير الفرنسي، قد صرح في فبراير/ شباط الماضي،:" اعتمادنا على آسيا مفرط ولا يمكن القبول به، وهذا الاعتماد يجعلنا عرضة للخطر"، وطالب بحماية الشركات الأوروبية التي تعمل في المجالات المعتمدة على المكونات الإلكترونية المستوردة من آسيا.
وأحبط لومير، بداية العام الجاري، عملية استحواذ على الشركة الفرنسية العملاقة كارفور من قبل شركة كندية منافسة بدعوى الأهمية الاستراتيجية للشركة.
ويثير نمو الطلب الكثيف على أشباه الموصلات قلقا عالميا بشأن تفاقم أزمة نقص الرقائق التي يتطلب حلها من 2 إلى 3 سنوات.
وحسب خبراء الصناعة، سوف يتأثر جميع الأشخاص حول العالم بنقص الرقائق، بشكل أو بآخر، فلن يستطيعوا شراء بعض السلع التي تحتاج في صناعتها لهذه الرقائق، أو ربما ترتفع الأسعار، نظرا لقلة المعروض.
وتعتبر أشباه الموصلات عنصرا أساسيا في تصنيع السيارات، والأجهزة الإلكترونية، وهي ضرورية لصناعة الاتصالات والحوسبة والرعاية الصحية والأنظمة العسكرية والنقل والطاقة النظيفة.
وتسعى المفوضية الأوروبية إلى أن تصير أكثر استقلالية عن الواردات فيما يتعلق بالمنتجات المهمة استراتيجيا، وذلك كدرس مستفاد من تفشي فيروس كورونا المستجد، ومن ثمّ جعل السوق الأوروبية أكثر قدرة على مقاومة الأزمات.
وفي الوقت ذاته من المقرر المضي قدما في التحول الرقمي والأخضر.
قفزات الربع الأول
وقفزت مبيعات أشباه الموصلات على مستوى كافة الأسواق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وحسب رابطة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية "SIA"، ارتفعت مبيعات أشباه الموصلات خلال الربع الأول من 2021، بنسبة 17.8% إلى 123.1 مليار دولار مقارنة بالربع المقابل من 2020.
وتمثل إيرادات رابطة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية، نحو 98% من حجم السوق في الولايات المتحدة وثلثي شركات الرقائق في بقية أنحاء العالم.
وحسب الرابطة، ارتفعت المبيعات في الربع الأول من 2021، مقارنة بنفس الربع من 2020، بنسبة 25.6% في الصين، كما ارتفعت في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 19.6%، وفي اليابان بنسبة 13%، وفي الأمريكيتين بنسبة 9.2%، وفي أوروبا بنسبة 8.7%.
توقعات "فيتش"
ورجحت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني في مارس/آذار الماضي، أن تستمر زيادة الطلب على الرقائق في الفترة المقبلة.
وتابعت الوكالة الدولية، أن "كوفيد-19" يدفع الشركات إلى تبني أنظمة عمل أكثر مرونة من المنازل، إلى جانب تعزيز التوجه العام نحو الخدمات السحابية، وتسريع نشر، واعتماد تقنيات الجيل الخامس 5G، وهو ما يخلق تأثيرا دائما على الطلب على الالكترونيات الاستهلاكية.
وأضافت "فيتش"، أن النمو القوي في الطلب على الرقائق من قطاع السيارات، المرتبط بزيادة الحصة السوقية للمركبات الإلكترونية وانتشار تقنيات السيارات الأكثر تقدمًا، سيكون دائما وليس ظاهرة مؤقتة.
وتوقعت، استثمار الشركات في مصانع جديدة لمواجهة النقص العالمي في الرقائق على المدى المتوسط، ولكنها أكدت أن المصانع الجديدة تستغرق من سنتين إلى 3 سنوات حتى تصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز