الرقائق "المجنونة" تسيل لعاب رؤوس الأموال في ألمانيا
مشاكل توريد أشباه الموصلات "الرقائق" تعد في الوقت الراهن من المشاكل الكبيرة التي يواجهها قطاع مثل قطاع إنتاج السيارات.
وتحول إنتاج الرقائق لدى اقتصادات قليلة حول العالم قادرة على صناعتها، إلى قبلة رئيسة لتعزيز الاستثمار فيها، بالتزامن مع أزمة عالمية في نقص إنتاجها وتوزيعها على صناع السيارات والإلكترونيات بمختلف جنسياتها.
في ألمانيا على سبيل المثال، أعلن وزير الاقتصاد بيتر التماير اعتزام بلاده توسيع نطاق إنتاجها من الرقائق الإلكترونية المهمة على نحو ملحوظ، في ظل أزمة توريد هذه المكونات.
وقال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، الأربعاء، إن الهدف هو تحقيق المزيد من السيادة التكنولوجية والتقليل من الاعتماد على الآخرين.
- "الرقائق المرعبة".. مبيعات "تويوتا" تنجو و"سكانيا" خارج الخدمة
- "جائحة الرقائق".. مخزون أشباه الموصلات لأدنى مستوى تاريخي
وأوضح التماير أن الحصة السوقية لأوروبا في الإنتاج العالمي للرقائق يجب أن تتضاعف لتصل إلى 20% بحلول 2030.
والتقى الوزير الألماني مع ممثلين لنحو 50 شركة من قطاع الرقائق الإلكترونية، وصرح التماير بأن العديد من الشركات رحبت بالاستثمار.
ويجري التخطيط حاليا لتنفيذ مشروع أوروبي كبير ثان، وذلك بعد المشروع الأوروبي الأول في مجال الإلكترونيات الدقيقة والذي بدأ في عام 2018.
وكشف التماير أن الحكومة الألمانية خصصت لهذا الغرض نحو ثلاثة مليارات يورو من الميزانية لتمويل المشروع، لافتا إلى أن من الممكن زيادة هذا المبلغ وفقا للحاجة ليصل إلى خمسة أو عشرة مليارات يورو.
وتدعم برلين 18 شركة ألمانية مشاركة في المشروع الأول من خلال توفير ما يصل إلى مليار يورو حتى عام 2023 لإنشاء مصانع حديثة لإنتاج الرقائق.
ورأى التماير أن هذه خطوة مهمة لتثبيت السوق، وحذر من أنه بدون بذل المزيد من الجهود فإن حصة الإنتاج الأوروبي ستتقلص لأن الإنتاج العالمي آخذ في الارتفاع.
يذكر أن مشاكل توريد أشباه الموصلات تعد في الوقت الراهن من المشاكل الكبيرة التي يواجهها قطاع مثل قطاع إنتاج السيارات.
تعرضت صناعة أشباه الموصلات إلى صدمتين متتاليتين: الأولى كانت بسبب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والأخرى بسبب الإغلاق الاقتصادي وتوقف بعض المصانع تماما، وأخرى عملت بمعدل 60%، خوفا من تفشي الفيروس.
ونتجت عن ذلك فجوة عالمية في سلسلة توريد أشباه الموصلات، دفعت بشركات سيارات وإلكترونيات كبرى إلى تقليص كميات إنتاجها؛ وفي الوقت نفسه زاد الطلب على أجهزة الاتصالات والترفيه بسبب البقاء في المنازل والعمل عن بعد.
وتلك العوامل رفعت مبيعات أشباه الموصلات عام 2020 إلى 464 مليار دولار بزيادة 10.8 في المائة عن 2019، كما توقع تقرير Gartner أن تصل إلى 571 مليار دولار بنهاية 2021.