تأثير التكنولوجيا الحديثة على الدراما.. عنوان ندوة بمعرض الكتاب في مصر
الندوة تناقش الأزمات التي تواجهها الدراما، ومن بينها عمليات الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية
شهدت قاعة ثروت عكاشة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في مصر، التي تقام فعاليات دورته الـ50 حاليا، ندوة "الصناعات الثقافية" عن "أزمات الدراما في ظل التطور التكنولوجي (سايبر دراما)"، ضمن فعاليات المعرض التي تمتد حتى 5 فبراير/شباط المقبل.
شارك في الندوة الدكتور محيي عبدالحي، مدير عام المشروعات الثقافية بالهيئة العامة للكتاب بمصر، وأدارتها الدكتورة أحلام أبونوارة، الباحثة في شؤون البادية.
وقال الدكتور محيي عبدالحي إن الدراما المصرية بأنواعها المختلفة السياسية والاجتماعية، وبتصنيفاتها المتنوعة سواء كوميدية وتراجيدية، ومسلسلات منفصلة متصلة ومنفصلة، تتميز بأشكال وقوالب وتنويعات مختلفة، مكنتها من تحقيق مكانة خاصة لدى المتلقي العربي.
وأضاف أن صناعة الدراما والمسرح تطورت بشكل كبير مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، حيث تحولت الدراما إلى دراما تفاعلية يشارك فيها الجمهور من خلال التكنولوجيا الحديثة التي تضع الجمهور في قلب الأحداث، وهذا أدى إلى ثورة في عالم الدراما العالمية، وخاصة في هوليوود الأمريكية وبوليود الهندية.
وأشار إلى أن الدراما أصبحت مؤخراً "مرتعا" لعمليات الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، بالتزامن مع ظهور التقنيات الحديثة، فتجد أن الفيلم أو المسلسل بعد أن يتم إنتاجه يتعرض لعمليات سطو عبر بعض المواقع الإلكترونية التي تعرض الأفلام والمسلسلات دون الحصول على حقوق إذاعتها، وهذا يتطلب ظهور تشريعات رادعة للمعتدين على حقوق الملكية الفكرية في مجال إنتاج الدراما، حتى لا تذوب هوية الدراما المصرية، وهو ما بدأنا نشعر به مؤخراً بعد انتشار عمليات القرصنة على المنتج الدرامي، دون أي مراعاة لحقوق الملكية الفكرية".
وقال إن تعريف مصطلح "سايبر دراما" ينقسم إلى قسمين، الأول "سيبر" ومعناه شبكات الحاسوب، والثاني "الدراما" هي الحركة التي تتكون من مثلث أضلاعه الجمهور والمسرح أو الكاميرا والممثل، وقد مرت الدراما بمراحل تطور كبيرة منذ ظهورها في العصر اليوناني، وبعدها العصر الروماني، حتى وصلت في العصور الحديثة إلى دراما الأشكال المسرحية، حتى حدث خلط في المفهوم مؤخراً بين مفهوم الدراما في السينما والتلفزيون، حتى أصبحنا نقول إن هناك دراما تلفزيونية ودراما سينمائية، وهو ما سبب حالة من الخلط والتخبط.
وأوضح "عبدالحي" أن الدراما في العصر الحالي بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الإلكترونية لم تعد مقصورة على المتخصصين، ولكنها أصبحت في متناول العامة في العصر الحالي، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من فيديوهات درامية من إنتاج أشخاص عاديين على مواقع الإنترنت، عبر اعتمادهم على مشاهد درامية بسيطة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ربطها ببعضها ضمن سياق درامي وعرضها على المواقع الإلكترونية.
وأردف: "هذا بالمناسبة كان في إرهاصات ظهور الأعمال الدرامية الكوميدية البسيطة من نوعية ست كوم، التي كانت تعتمد على مشاهد كوميدية ودرامية بسيطة وربطها ببعضها في سياق بسيط، حتى تمكن هذا النوع من الدراما من تحقيق النجاح".
وأكد "عبدالحي" أن صناعة الدراما تحتاج إلى إعادة النظر في المنظومة بالكامل، وأكبر مشكلات هذا القطاع هو الاحتكار، وهناك تقصير من الأجهزة المختصة بإنتاج الدراما في مصر، ومنها جهاز السينما وشركة صوت القاهرة، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى مثل هذه الجهات لإنتاج أعمال قادرة على تسويق مصر دولياً بشكل لائق.
واختتم: "يجب أن يكون لدى مصر إدارات مختصة للرقابة بشكل أكبر على صناعة الدراما، وحقوق الملكية الفكرية، وحقوق النشر، وجهات الإنتاج، وجهات إشراف متخصصة على صناعة الدراما، تراقب عمليات الإنتاج الدرامي، ليكون لدينا نموذج يطبق معايير إنتاج درامية".