باتت مخاوف اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية أقرب من أي وقت مضى، وسط تصعيد من الجارتين، شمل عقوبات وتعديلات دستورية وتصريحات «ساخنة».
والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أن "سول فرضت عقوبات على فردين و3 كيانات و11 سفينة على صلة ببرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية".
ويأتي إعلان العقوبات بعد أيام من إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت ويعمل بالوقود الصلب، وهو ما نددت به كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشدة باعتباره انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
- تعديل دستوري بكوريا الشمالية.. كيم يتأهب للحرب وتغيير الجنوب
- كوريا الشمالية تطلق أول صواريخها في 2024.. أكثر من مجرد اختبار؟
وقالت الوزارة إن المدرجين الجدد على القائمة السوداء متورطون بشكل رئيسي في تهريب الطاقة بشكل غير قانوني عبر البحر.
وفي مواجهة الجمود في الأمم المتحدة، لجأت سول إلى فرض عقوبات على بيونجيانج بشكل مستقل أو بالاشتراك مع واشنطن وطوكيو سعيا للضغط على مصادر تمويلها.
ومن المقرر أن يعقد مبعوثون معنيون بالملف النووي من اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية محادثات في سول غدا الخميس.
مخاوف الحرب النووية
وصعدت كوريا الشمالية ضغوطها على سول في الأسابيع القليلة الماضية ووصفتها بأنها "العدو الرئيسي".
وأكدت أن "الشطر الشمالي لشبه الجزيرة الكورية لن يتحد مرة أخرى مع الشطر الجنوبي".
وتعهدت أيضا بتعزيز قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في المحيط الهادئ.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن الزعيم كيم دعا إلى تعديل دستوري لـ"تغيير وضع كوريا الجنوبية إلى دولة منفصلة"، وحذر من أن "بلاده لا تسعى إلى الحرب لكنها لا تستبعد هذا الخيار وليس لديها أي نية لتجنبها".
وأوضح كيم أن هذا التعديل الدستوري يأتي ليعكس قضية "احتلال" و"استعادة" و"دمج" الجنوب في أراضيه، إذا اندلعت حرب في شبه الجزيرة الكورية.
كما حلّت بيونغ يانغ رسمياً مجموعة من الوكالات الحكومية المكلّفة تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع الجنوب، وفق ما أفادت الوكالة الكورية الشمالية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح محركات جديدة تعمل بالوقود الصلب مصممة للصواريخ الباليستية متوسطة المدى.
وفي ديسمبر /كانون الأول، قالت بيونغ يانغ إنها اختبرت أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات لقياس مدى الاستعداد الحربي لقوتها النووية في مواجهة العداء الأمريكي المتصاعد، بينما فعلت واشنطن وحلفاؤها نظاما لتبادل البيانات الصاروخية بشكل فوري.
وأعاد الجنود الكوريون الشماليون الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة منزوعة السلاح حول الحدود بين الشمال والجنوب، كما أعادوا مواقع الحراسة التي هدمها البلدان، وذلك بعدما علقت سول جزءا من اتفاق عسكري أبرم عام 2018 احتجاجا على إطلاق بيونجيانج قمرا صناعيا لأغراض التجسس.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية النظرية نظرا لانتهاء الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 باتفاق هدنة بدلا من معاهدة سلام.