الجمهورية الانفصالية الثالثة.. ماذا يحدث في خيرسون الأوكرانية؟
على خطى منطقتي دونيتسك ولوهانسك بعد اعتراف روسيا بهما جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، يبدو أن موسكو رسمت خارطة طريق مماثلة لـ"خيرسون".
خلال الساعات القليلة الماضية رفع المسؤولون الأوكرانيون من تحذيراتهم بشأن مساعٍ روسية لإجراء استفتاء لإنشاء جمهورية مستقلة في مدينة خيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم.
وخيرسون هي أول مدينة كبيرة وضعت القوات الروسية يدها عليها بعد بدء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
ونجحت القوات الروسية في السيطرة على المدينة المتاخمة لشبه جزير القرم في الثالث من مارس/أذار الجاري.
وأطلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا "صرخة دبلوماسية" عبر حسابه على تويتر حذر فيه من المحاولات الروسية لإقامة "جمهورية شعبية ذائفة" ثالثة ببلاده.
وغرد كوليبا قائلا: "بعد سيناريو عام 2014، يقوم الروس بمحاولات يائسة لتنظيم استفتاء زائف لإنشاء جمهورية شعبية زائفة في خيرسون".
وفي عام 2014 شهدت شبه جزيرة القرم - التي ضمتها موسكو - استفتاء للانفصال عن أوكرانيا لكن كييف اعتبرته "غير قانوني".
وبعد مطالبته بفرض مزيد من العقوبات الغربية الصارمة على موكو، علق كوليبا على التحركات الروسية قائلا: "بالنظر إلى حقيقة غياب أي دعم شعبي، سيكون ذلك مهزلة كاملة.. خيرسون أوكرانية وستظل دائماً".
وبحسب الممثلة البرلمانية الأوكرانية لحقوق الإنسان ليودميلا دينيسوفا فإن التحركات الروسية تجري على الأرض بدعوة نواب المجلس الإقليمي لإنشاء جمهورية مستقلة.
وتقع خيرسون في جنوب أوكرانيا، وتعتبر ميناء مهما على البحر الأسود وعلى نهر دينبر ويعيش يها نحو 300 ألف نسمة وهي عاصمة مقاطعة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في 2014.
ويعد تاريخ بنائها إلى عام 1778 وتعتبر مركزا رئيسيا لصناعة بناء السفن في أوكرانيا وتتحكم في معظم مصادر المياه الصالحة للشرب والزراعة في شبه جزيرة القرم.
ودخلت الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت الخميس 24 فبراير/شباط الماضي أسبوعها الثالث في وقت يشتد الخناق الغربي على موسكو مع فرض عقوبات اقتصادية موسعة.
ورغم إجراء جولات مباحثات بين الجانبين الروسي والأوكراني في بيلاروسيا خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الأزمة تراوح مكانها دون أي تقدم يذكر، في ظل أوضاع إنسانية تزداد سوءا مع ارتفاع عدد اللاجئين الأوكرانيين إلى أكثر من مليونين.
وحول حصيلة الخسائر لدى الجانبين، قد اشتدت رحى الحرب بين كييف وموسكو وأعلن طرفا الصراع حصيلة القتلى التي تضاربت أرقامهم كالعادة، حيث يحاول كل طرف فيها إثبات التفوق على الآخر.
وفي الـ24 من فبراير/شباط الماضي، اعترفت روسيا رسميا، بمنطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك"، كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وتأكيدا لقراره وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقات تعاون وصداقة مع جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك، وطلب من مجلس الدوما (البرلمان) دعم قراره بالاعتراف باستقلالهما وهو ما تم لاحقا.
بدأ حراك الانفصال في منطقتي "دونيتسك ولوهانسك" أوائل أبريل/نيسان 2014، بعد أحداث "القرم" وهروب الرئيس الأوكراني السابق إلى روسيا.
وأعلن الانفصاليون استقلال الجمهوريتين في أبريل/نيسان 2014، ولكن لم يَعترف بهما أي طرف، وطمحتا سريعًا إلى عضوية الاتحاد الروسي، وحاولتا الوحدة فيما بينهما باسم "روسيا الجديدة".
وبعد سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا على تلك المناطق، تحولت إلى نمط الحياة الروسية، بدءًا من الاتصالات، والخدمات، والاعتماد على العملة الروسية، حيث يحصل السكان على رواتب شهرية وتقاعدية بدعم روسي غير معلن.