في الثالثة من عُمرها أمسكت بمضرب كرة التنس، تدربت لساعات طويلة، بدت لكل من حولها معجزة.
وهو ما حدث على مدار عقدين ونصف من الزمن؛ نُسجت حكاية واحدة من أعظم اللاعبات على الإطلاق، التي غيّرت من وجه كرة التنس النسائية.. إنها سيرينا ويليامز، الملكة المُتوَّجة على عرش "التنس".
وُلِدَت سيرينا ويليامز عام 1981 في ميشيجان الأمريكية، كان لوالدها المزارع دورا جوهريا في أن تصير أسطورة للتنس، إذ ساعدها هي وشقيقتها فينوس في دخول عالم الرّياضة، آمن بقدراتهما، وتعهد بأن تُصبحا من أفضل اللاعبات على مر التاريخ.
عام 1995 بدأت مسيرتها الاحترافية في التنس، وفي عمر الـ17، وتحديدا عام 1999 اقتنصت أول ألقابها في البطولات الكبرى، ومنذ تلك اللحظة لم ينقطع هدير الجوائز المختلفة عن مسيرتها.
كانت إنجازات سيرينا أبعد من ملاعب الكرة الصفراء؛ شقّت طريقها وسط صعوبات بالغة، واجهت بكل قوة العنصرية على أساس اللون والجنس، كسرت احتكارها على الأثرياء من أصحاب البشرة البيضاء، وصارت رمزاً مُلهماً لتحقيق الأحلام.
قدّمت سيرينا كل ما يمكن فعله في اللعبة؛ حققت 39 لقباً في البطولات الـ4 الكبرى؛ هي 23 لقباً فردياً و14 لقباً في الزوجي ولقبان في الزوجي المختلط.
لكن لكل حكاية نهاية؛ سطرت سيرينا ويليامز الفصل الأخير في مشوارها الفذ، ودّعها الجمهور بحرارة، بكت في حضرة اللحظة، ومن حيث بدأت، اعتزلت بعد بطولة أمريكا للتنس التي كانت أول ألقابها الكبرى، لتترك عالم الملاعب الصفراء، والجميع موقن بأنه لن يحظى بمثلها أبداً.