صوت أمريكا: حريق "نطنز" انتكاسة لطموح إيران النووي
المعدات الموجودة داخل الورشة كانت تستخدم في أخذ قياسات دقيقة خلال تجميع أجهزة الطرد المركزي التي تعتبر أجهزة حساسة ويصعب بناؤها
وصفت إذاعة "صوت أمريكا"، الجمعة، حريق منشأة "نطنز" النووية الواقعة بمحافظة أصفهان الإيرانية (وسط) بأنه انتكاسة كبرى لطموح طهران النووي.
جاء ذلك خلال مقابلة للإذاعة مع الباحثة سارة بوركهارد من معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن.
وحدد معهد "العلوم والأمن الدولي" المبنى الذي طاله الحريق بأنه ورشة لتجميع أجهزة الطرد المركزي بمحطة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
واستخدم المعهد صورة للمبنى الذي دمرته النيران نشرتها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في وقت سابق؛ لتحديد مكانه جغرافيًا عبر صور الأقمار الصناعية لجوجل إرث.
وقال المعهد إنه كان قد اعتبر المبنى ورشة تجميع لأجهزة الطرد المركزي عام 2017.
وإلى جانب نشر الصور الخاصة بالمبنى المتضرر، قلل متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أثناء مقابلة مع مراسل إحدى القنوات الإيرانية، من فداحة الحريق، معتبرًا إياه "حادثا" ألحق بعض الضرر بورشة فوق الأرض قال إنها قيد التشييد.
وقال المتحدث بهروز كمالوندي إنه لم تحدث أي عراقيل لأعمال تخصيب اليورانيوم التي تتضمن أجهزة الطرد المركزي العاملة تحت الأرض.
لكن الباحثة سارة بوركهارد من معهد العلوم والأمن الدولي قالت خلال مقابلة مع إذاعة "صوت أمريكا" إن إيران استغرقت وقتًا طويلًا لبناء هذه الورشة، حيث بدأت أعمال التشييد عام 2012، ووصلوا لنقطة قدرتهم على بدء العمل هناك عام 2018.
وأشارت إلى أن المنشأة مهمة للغاية، مضيفة: "يمكنك رؤية ذلك من مدى فخر إيران بهذا الموقع."
وأظهرت صورة المنظمة الإيرانية لآثار الحريق، التي قالت إنه وقع الساعة الثانية من صباح الخميس بالتوقيت المحلي، أضرارًا جسيمة بأحد أطراف الورشة، وسقفا متفحما، وجدرانا متشققة، نتيجة مدى قوة الانفجار على ما يبدو.
وقالت بوركهارد إن المعدات الموجودة داخل الورشة كانت تستخدم في أخذ قياسات دقيقة خلال تجميع أجهزة الطرد المركزي التي تعتبر أجهزة حساسة ويصعب بناؤها؛ لأنه يتعين عليك التأكد من أنها متطابقة.
وأعربت عن اعتقادها بأن المعدات على الأرجح لا يمكن استبدالها بسهولة؛ لأن المكونات ستكون عرضة لضوابط التصدير الدولية.
وبموجب اتفاق 2015 بين إيران لتقليص أنشطتها النووية التي قد تستخدم في تصنيع أسلحة نووية، جرى تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة شراء طهران لمواد نووية بعينها ومواد مزدوجة الاستخدام لضمان بقاء عملها النووي ضمن الحدود المتفق عليها.
بوركهارد أشارت إلى أن أحد الانتهاكات التي ارتكبتها إيران تضمن البحث وتطوير أجهزة طرد متقدمة بمنشآت مثل الورشة التي دمرتها النيران في نطنز، لافتة إلى أن معهد العلوم والأمن الدولي لا يعلم ما إن كان هناك ورشة أخرى مشابهة في إيران.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تراقب التقارير بشأن الحريق، مشيرة خلال بيان أرسلته لإذاعة "صوت أمريكا" أن الحادث هو رسالة تذكير أخرى على مواصلة النظام الإيراني إيلاء الأولوية لبرنامجه النووي المضلل على حاجة الشعب.