انتكاسات تطارد بعض لقاحات كورونا.. القصة الكاملة
على مدار الأشهر الماضية ظل العالم يحبس أنفاسه بانتظار بارقة ضوء في نهاية النفق المظلم للخروج من أزمة فيروس كورونا.
وأخيرا بدأ الجميع يتنفس الصعداء مع ظهور لقاحات تعد بالأمل في عودة الحياة لطبيعتها. لكن هل باستطاعة هذه اللقاحات إعادة الحياة بالفعل لتُطوى بذلك تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟
ونشرت وكالة "بلومبرج" للأنباء تقريرا حول "انتكاسات" تعاني منها بعض الشركات المصنعة للقاحات، ما أجبرها على تأخير طرح اللقاحات بعيدا عن المواعيد الأولية التي كانت تتوقعها.
وتقول "بلومبرج" إن شركات إنتاج اللقاحات، ومن بينها اثنتان من أكبر شركات العالم، واجهت انتكاسات في محاولة توفير المزيد من جرعات اللقاحات بعد أن نجحت أخيرا في التوصل للقاح، وهو ما أخذ يخفف من وتيرة الأخبار الإيجابية.
وأخّرت شركة "سانوفي" و"جلاكسو سميث كلاين" التجارب المتقدمة لجرعاتهما التجريبية للقاح مضاد لمرض "كوفيد -1 9" الناجم عن فيروس كورونا المستجد، بعد أن فشلت تلك الجرعات في إحداث استجابة قوية بما فيه الكفاية لدى كبار السن، مشيرة إلى إمكانية توفرها نهاية العام المقبل.
ويعني التأجيل للقاح "سانوفي – جلاكسو سميث كلاين" أنه قد لا يصل الأسواق قبل الربع الأخير من عام 2021 بدلا من منتصف ذلك العام.
وفي صفعة أخرى، واجهت تجارب اللقاح الذي تطوره شركة "سي إس إل ليمتد" وجامعة كوينزلاند في أستراليا، صعوبات.
وستبدأ "سانوفي" وشريكتها في المملكة المتحدة دراسة المرحلة الثانية الجديدة بمواد محفزة للاستجابة المناعية ضد الفيروس أكثر تركيزا في فبراير/شباط المقبل بعد أن قالتا إن الجرعة الحالية فشلت في توليد استجابة مناعية جيدة لدى الأشخاص ممن هم في سن الخمسين أو أكبر. وأظهر البالغون الأصغر سنا استجابة مماثلة للمرضى الذين تعافوا من المرض.
وقالت سانوفي في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن المشكلة نشأت بعد استخدام مادتين مختلفتين لقياس تركيبات اللقاح التي قدمت معلومات غير دقيقة حول تركيز المواد المحفزة للاستجابة المناعية ضد الفيروس. وأخطرت الشركتان المسؤولين الأمريكيين بهذا الأمر.
وذكرت "بلومبرج" أن هذا التأخير يسلط الضوء على الصعوبات والشكوك التي تواجهها الشركات في تطوير الجرعات في وقت قياسي ضد المرض.
كما أن هذا يعد أيضا صفعة للحكومات التي تعتمد على الإمدادات من الشركتين العملاقتين في إنتاج اللقاحات وسط توقعات بأن العالم سيحتاج إلى لقاحات متعددة لوقف انتشار الفيروس المسبب للمرض.
وفي الوقت نفسه، ألغت أستراليا طلبا للحصول على 51 مليون جرعة لقاحات لـ(كوفيد–19) يجري تطويرها من جانب شركة "سي إس إل" والجامعة الأسترالية. ويأتي أحد مكونات اللقاح من فيروس نقص المناعة البشرية.
وفي حين أن ذلك لا يشكل أي خطر بالنسبة للإصابة بالعدوى، فإن بعض المشاركين في التجارب كانت لديهم اختبارات إيجابية زائفة لفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في).
في المقابل، فإن هناك عدة تجارب إيجابية حول لقاحات كورونا من شركة فايزر الأمريكية وشركة موديرنا الأمريكية. فيما بدأت الصين وروسيا بالفعل في استخدام اللقاحات الخاصة بهما.
ووافقت المملكة المتحدة وكندا وأمريكا بالفعل على الحصول على الاستخدام الطارئ للقاح شركة فايزر وشريكتها الألمانية "بيونتيك".
ويبدو أن لقاحا آخر من شركة "أسترازينكا" وجامعة أكسفورد واعدا أيضا، على الرغم من الشكوك حول فعاليته لدى كبار السن.