فاعلية لقاحات كورونا.. هل تختلف بحسب العمر؟
عدد من شركات الأدوية زفت أخبارا سارة بشأن لقاحاتها المضادة لكورونا بفاعلية تخطت 90%، فهل تختلف درجة الاستجابة للأمصال حسب العمر؟
وأظهرت نتائج التجارب السريرية للقاح الذي طورته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة أسترازينيكا، استجابة قوية وتعزيزا لمناعة أفراد بالغين تخطوا العقد السادس أو السابع، ما يعني قدرته على حماية الفئات العمرية الأكثر عرضة للخطر.
السر في المناعة
الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية في مصر، قال إن درجة فاعلية بعض اللقاحات تتفاوت من شخص لآخر، ويرجع ذلك لقدرة جهاز المناعة على الاستجابة للمصل وليس بسبب العمر.
وأضاف الطبيب، لـ"العين الإخبارية"، أن الباحثين يحرصون خلال التجارب الإكلينيكية على أن تناسب جرعات اللقاح الجميع، خاصة الفئات الهشة والمعرضة للإصابة، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يعانون من خلل في الجهاز المناعي وغيرهم.
وبشأن لقاحات كورونا، أوضح أن عددا من شركات الأدوية أعلنت نتائج أولية لكن العالم ينتظر اعتماد هيئة الأغذية والدواء الأمريكية لها، مشيرا إلى أن ما نشر لا يتعدى تحاليل أولية لبعض النتائج التي توصلوا إليها لكن ليس جميعها.
وأضاف: "النتائج الإجمالية للقاحات ستوضح هل تختلف درجة الاستجابة للقاحات كورونا باختلاف السن أم لا، لأنها تكون شاملة جميع الأعمار"، لافتا إلى أن التجارب الإكلينيكية للقاحات المعلنة بعضها أجريت على أعمار أقل من 12 عاما وأخرى أكبر، لذا فالجميع في انتظار النتائج النهائية.
وأشاد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء بالنتائج للمعلنة للقاحات باعتبار أن جميعها تخطى 90%، مشيرا إلى أن هناك أمصالا نستخدمها منذ فترة رغم أن نسبة فاعليتها من 40 حتى 60% فقط.
وأضاف: "أتوقع أن يكون هناك تفاوت نسبي لكن لن يؤثر في الاستجابة المثلى للقاحات كورونا، حسب النتائج الأولية".
وأوضح الطبيب المختص أن بعض اللقاحات يختلف فيها حجم المصل حسب العمر، فالأصغر يحصل على جرعة أقل مثل تطعيم فيروس الكبد الوبائي B حيث يأخذ الأطفال جرعة أقل من البالغين.
وأضاف: "بعض اللقاحات عند تصنيعها يراعى فيها السن وقد يصنع للأطفال مصلا وللبالغين آخر، لكن ليس جميع اللقاحات تختلف فيها الجرعة حسب العمر، فمثلا لقاح الإنفلونزا الموسمية لا يختلف من شخص لآخر لكن لمن يحصل عليه لأول مرة في حياته يأخذ جرعتين بفارق 28 يوما".
كبار السن
التحدي الحقيقي الماثل أمام الباحثين هو قدرتهم على تطوير لقاح لـ"كوفيد- 19" يحفز الجسم على إفراز أجسام مضادة ومقاومة الفيروس بغض النظر عن عمر الشخص.
ومؤخرا، أعلنت عدة شركات بينها فايزر/بيونتيك وموديرنا، أن نتائج تجارب المرحلة الثالثة للقاحاتها تخطت 94%، ونجحت في تكوين أجسام مضادة وتوفير الحماية من "كوفيد-19" لدى الأفراد بينهم من تخطى 65 عاما.
لكن يظل لقاح أكسفورد/أسترازينيكا الوحيد الذي أظهر قدرة على توفير حماية لكبار السن مماثلة للشباب، حسبما كشفت نتائج تجاربه السريرية التي راجعها باحثون وعلماء في مجموعة "لانسيت".
وضعف جهاز المناعة لدى كبار السن يعني أن اللقاحات لا تعمل بشكل جيد مقارنة بما يحدث لدى الشباب.
وقال الباحثون إن نتائج المرحلة الثانية من اختبار لقاح أكسفورد، التي شارك فيها 560 متطوعا بالغا يتمتعون بصحة جيدة، جاءت مشجعة.
وأظهرت النتائج أن البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 56 و69 وأكبر من 70 عاما، لديهم استجابة مماثلة للبالغين الأصغر سنا، من حيث المناعة، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما.
وخلال الاختبارات، كان كبار السن أقل عرضة للإصابة بآثار جانبية، ولم تكن هناك مشكلات خطيرة تتعلق بالسلامة.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز