بقرار قضائي: المستوطنون يهتفون داخل الأقصى: "الشعب الإسرائيلي حي"
محكمة إسرائيلية سمحت للمستوطنين بترديد هتاف يمجد في الإسرائيلين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، وسط مساع بالسماح لهم بالصلاة فيه
بعد مرور أكثر من 15 عاما على السماح للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى سمحت محكمة إسرائيلية لهم بهتاف يمجد الاحتلال أثناء اقتحاماتهم.
ولكن المستوطنين الذين رحبوا بهذا القرار، قالوا إن هذا ليس نهاية المطاف، وإن الخطوة التالية ستكون استصدار قرار من المحكمة بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد.
فقد قبلت محكمة الصلح "الابتدائية" الإسرائيلية في القدس دعوى تقدم بها الناشط اليميني إيتمار بن غفير للسماح للمستوطنين بإطلاق هتاف "شعب إسرائيل حي" أثناء اقتحاماتهم للمسجد.
واعتبر قاضي المحكمة أن عبارة "شعب إسرائيل حي" ليست صلاة، وبالتالي فهي ليست محظورة في المكان المقدس.
وتسمح الشرطة الإسرائيلية منذ عام 2003 للمستوطنين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة الذي استولت إسرائيل على مفاتيحه إبان الاحتلال عام 1967.
وبعد أن كانت أعداد المستوطنين المقتحمين لا تتجاوز المئات، فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قدرت أعدادهم في 2017 بنحو 25 ألفا.
ولا يسمح للمستوطنين بأداء أي طقوس دينية أثناء اقتحاماتهم، وهم يلزمون بالصمت أثناء الاقتحامات.
وتتم الاقتحامات على الرغم من الاحتجاجات المتاليية من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والسلطة الفلسطينية والمطالبات بوقفها.
ويمثل السماح للمستوطنين بالهتاف أثناء اقتحام المسجد خطوة إضافية باتجاه ما يلوح به المستوطنون وهو الصلاة في المسجد بعد تقسيمه زمانيا ومكانيا مع المسلمين.
و قال بن غفير: "أعتقد أنه آن الأوان لصدور قرار من المحكمة بالسماح لليهود بالصلاة في المكان تماما كما يسمح للمسلمين بالصلاة فيه".
وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك تمييز خاطئ في أهم موقع لشعب إسرائيل".
وكان السماح للمستوطنين باقتحام المسجد قاد إلى موجات احتجاج فلسطينية خلال السنوات الماضية أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح واعتقال المئات.
الخارجية الفلسطينية تحتج
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات قرار محكمة الصلح الإسرائيلية السماح لليهود بالهتاف "شعب إسرائيل حي" في المسجد الأقصى.
واعتبرت في تصريح لـ"العين الإخبارية" القرار بأنه "سابقة خطيرة تتيح للمقتحمين اليهود إطلاق الهتافات الاستفزازية داخل الحرم، وتعكير الصلاة والتعبد على جموع المصلين المسلمين، كما أنه يأتي في إطار المحاولات الرامية إلى تكريس عمليات الاقتحام نفسها، وكأنها أمر واقع ومُسلم به، على طريق تعميق تقسيم المسجد الأقصى المبارك وباحاته زمانيا ريثما يتم تقسيمه مكانياً".
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية نحذر من تداعيات التعامل مع اقتحامات اليهود المتصاعدة للمسجد الأقصى وباحاته كأمر اعتيادي بات مألوفا وروتينيا، ونعتبر أن قرار محكمة الصلح الإسرائيلية تأكيدا جديدا على أن القضاء في إسرائيل جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وانتهاكاته وجرائمه".
وتزداد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى أثناء الأعياد اليهودية.