بالرصاص والحرق والأسوار.. غول الاستيطان يلتهم أراضي الفلسطينيين
"العين الإخبارية" تسلط الضوء بالمعطيات على منظومة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967
أعادت مداهمة مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، السبت، أرضا في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، والاعتداء على مزارعين فلسطينيين كانوا يحرثون أرضهم، التذكير بمأساة الاستيطان والتهامه للأراضي الفلسطينية.
أمين أبوعليا، رئيس مجلس قروي قرية المغير، قال لـ"العين الإخبارية": إن "المستوطنين أقدموا على طرد المزارعين الفلسطينيين من أرضهم وأضرموا النار في تراكتور (آلة زراعية) كانوا يستخدمونه في عملية الحراثة".
تفاصيل الواقعة
"على الفور توجه المزارعون إلى ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عند نقطة مراقبة قريبة وأبلغوه بأن المستوطنين اعتدوا عليهم، فقال لهم: اليوم السبت اذهبوا إلى الشرطة، وعندما عادوا إلى الأرض وجدوا المعتدين وقد انضم إليهم آخرون حاصروا بيتا يبعد قليلا عن البلدة، ويعيش فيه نساء وأطفال، ثم شرعوا في إطلاق النار على المنزل".. بحسب رواية أبوعليا.
- هيئة الأسرى الفلسطينية: 6 آلاف معتقل بسجون الاحتلال الإسرائيلي
- أبوالغيط يرحب برفض الأمم المتحدة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس
وتابع: "اتصل مالك المنزل بنا وأبلغنا بأن المستوطنين يطلقون النار على منزله، وقد سمعت صوت الرصاص في خلفية الاتصال، فتجمعنا وتوجهنا إلى مكان المنزل ولكن المستوطنين بدأوا بإطلاق النار علينا".
ولفت أبوعليا إلى أن عدد المستوطنين مطلقي النار كان أربعة أو خمسة معتدين، مضيفا: "كان هناك أيضا مستوطنون غير مسلحين وكان هناك جنود إسرائيليون على سطح منزل قريب وآخرون خلف المستوطنين".
وأضاف: "عندما تدخل السكان لإنقاذ أهل المنزل بدأ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاههم بما في ذلك قنابل الغاز على سيارات الإسعاف".
وأدى إطلاق المستوطنين النار إلى استشهاد حمدي نعسان (38 عاما)، إثر إصابته برصاصة في ظهره، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
رئيس مجلس قروي قرية المغير أكد أن الشهيد كان ينقل الجرحى إلى سيارات الإسعاف، وقد نقل أول جريح ثم أسعف ثانيا، وعندما كان يهم بنقل الجريح الثالث أصيب برصاصة حية أدت إلى استشهاده.
ويبلغ عدد سكان قرية المغير 3500 نسمة وسبق للمستوطنين أن أحرقوا مسجدا فيها، وخطوا شعارات معادية للفلسطينيين واعتدوا على ممتلكات.
إرهاب المزارعين
وقال أبوعليا: "مساحة الأرض التابعة للقرية حوالي 30 ألف دونم لكن مساحة البناء فيها صغيرة جدا؛ لأن سلطات الاحتلال أقامت شارعا التفافيا لصالح المستوطنين على حساب الأراضي لتصبح 98% من الأرض خلف هذا الشارع ومن الصعب جدا على المزارعين الوصول إليها".
وأضاف: "هدف المستوطنين وسلطات الاحتلال واضح وهو إرهاب المزارعين عن الوصول إلى أرضهم ومن ثم مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات عليها".
- فلسطين تطالب بتحقيق دولي في مخططات الأنفاق الاستيطانية
- عام على قرار ترامب بشأن القدس.. الاستيطان يتوسع والانتهاكات تتوحش
لم يكن هذا هو الهجوم الاستيطاني الوحيد على السكان في الضفة الغربية؛ إذ سبقه هجمات عديدة في شمالي الضفة الغربية بعضها كان دمويا للغاية بما فيها استشهاد نعسان.
أكثر الهجمات دموية كانت إحراق عائلة دوابشة وهي نائمة في منزلها ببلدة دوما، شمالي الضفة الغربية، في تموز/يوليو 2015 ما أدى إلى مقتل سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما الرضيع علي وإحراق ابنهما أحمد.
ورغم اعتبار الحكومة الإسرائيلية الهجوم أنه "إرهابي" فإنها لم تحاكم المستوطنين الذين أحرقوا المنزل بمواد شديدة الاشتعال حتى الآن.
ووصف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف هجوم المستوطنين على قرية المغير بأنه "إرهاب"، قائلا إن "العنف الذي وقع في قرية المغير صادم وغير مقبول! يجب على إسرائيل وضع حد لعنف المستوطنين وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.. دعواتي وصلواتي إلى عائلة الرجل الفلسطيني القتيل والجرحى.. يجب على الجميع إدانة العنف والوقوف في وجه الإرهاب".
وبدوره، قال د. صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن "مواصلة إرهاب المستوطنين لأبناء شعبنا المدنيين بحماية مطلقة من جيش الاحتلال، وقتل الشهيد حمدي نعسان من قرية المغير شرق رام الله وإصابة ما لا يقل عن 30 فلسطينيا بينهم حالات خطرة للغاية، يتطلب توفير الحماية الدولية العاجلة وفتح تحقيق جنائي فوري بجرائم الاحتلال ومستوطنيه ورفع الحصانة عن الاحتلال وتحقيق العدالة التي تعتبر مسؤولية دولية".
ولم يصدر أي تعليق عن الحكومة الإسرائيلية عن الهجوم.
وأمام الإدانة الأممية، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له: "نشب احتكاك بين إسرائيليين وفلسطينيين في المنطقة قام خلاله السكان الإسرائيليون بإطلاق النار"، في إشارة إلى المستوطنين.
627 ألف مستوطن بالضفة والقدس
الاستيطان بالقدس الشرقية
إقامة مسؤولين إسرائيليين
ويقول مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" إنه "في سنوات الاحتلال الأولى كانت الآليّة الأساسيّة التي استخدمتها إسرائيل للسيطرة على الأراضي لأجل إقامة المستوطنات (وضع اليد على أراضٍ لأغراض عسكريّة)".