المواقع الإباحية في الجزائر.. إقبال شبابي وارتباك حكومي
الجزائر تحتل المرتبة الخامسة بين الدول العربية في قائمة الأكثر تصفحا للمواقع الإباحية.. ماذا فعلت الحكومة؟ وما سر الارتباك؟
تبدو الجزائر في حيرة من أمرها في كيفية التعامل مع المواقع الإباحية، فعلى الرغم من إبداء السلطات الرسمية وضع حد لانتشار المواد الجنسية بين الشباب، إلا أنها لم تجد الطريقة المناسبة بعد في ترجمة ذلك على الواقع.
وقد عبرت وزيرة البريد والمواصلات، هدى إيمان فرعون، بوضوح عن هذه الحيرة التي يعيشها القطاع الذي تشرف عليه، في ردها مؤخرا على سؤال نائب في البرلمان عن سبب تأخر حجب المواقع الإباحية.
ورمت الوزيرة المشرفة عن تسيير تدفق الإنترنت في الجزائر، بالكرة في مرمى نواب البرلمان، حيث دعتهم إلى التفكير في إيجاد قانون يسمح لوزارتها بحجب أي مواقع إباحية أو تدعو إلى العنف أو العنصرية".
وبحسب هدى فرعون، وهي أصغر وزيرة في الحكومة الجزائرية، فإن وزارتها "لا تملك الأداة القانونية الكفيلة بحجب المواقع الإباحية على الرغم من وجود نية لدى الوزارة في حجب ما اعتبرته مواقع مضرة بالمجتمع".
وللتصدي لخطر المواقع الإباحية، أبرزت الوزيرة أن ثمة تقنيات وضعت تحت تصرف الأولياء لوقاية أطفالهم من الخطر، فيما اعتبرت أن البالغين حاليا لا رقابة عليهم إلا من خلال ضمائرهم.
غير أن هذا الجواب غير الحاسم من السلطات الرسمية، أثار الجدل من الجديد في الجزائر حول ما يعتبره البعض مماطلة في التعامل بحزم مع الانتشار المخيف لإدمان المواقع الإباحية بين الشباب.
وباتت تتكرر أسئلة النواب تحت قبة البرلمان حول الموضوع، لأن الشباب الجزائري –بحسبهم– صار مثل اللعبة بين مروجي هذه المواقع، إذ تشير إحصائيات موقع "ألكسا" إلى أن الجزائر خامس دولة عربية يقبل شبابها على هذه المواقع.
وازداد مؤخرا الوعي لدى نشطاء على الفيسبوك، أنشأوا صفحات تدعو لحجب المواقع الإباحية وصمموا شعارات لذلك تمت مشاركتها من عدد واسع بين رواد الإنترنت.
ووفق الخبير في تقنيات الإعلام والاتصال، فريد فرح، فإن السلطات الجزائرية أصبحت مطالبة اليوم أمام ضغط المجتمع بحسم موضوع التعامل مع المواقع الإباحية من خلال إيجاد إطار تشريعي لذلك ثم الاختيار بين حجبها أو مراقبتها.
وأبرز فرح لبوابة "العين" الإخبارية، أن طريقة الحجب هي الأيسر على السلطات الوصية وقد طبقتها عدة دول، لأنها لا تتطلب إمكانيات كبيرة عكس المراقبة التي تتطلب ترسانة هائلة من الموارد المالية والبشرية.
وحذر الخبير من وجود مخاطر أخرى كبيرة لهذه المواقع عدا الجانب الأخلاقي، إذ تعد منصات لاصطياد الكلمات السرية وقرصنة المعلومات الشخصية، مما يجعلها تشكل هاجسا أمنيا معلوماتيا كذلك.