ثقافة
بالصور.. "العين" في معبد "بوابة السماء".. شاهد على تاريخ يهود مصر
"العين" تتتجول بالكاميرا في المعبد اليهودي الشهير "بوابة السماء" في القاهرة.. شاهدوا الصور..
من السهل على المارة بشارع عدلي بوسط القاهرة، ملاحظة مبنى ضخم مغلق دائما، تحيطه حراسة شرطية مدججة بالسلاح، تمنع المارة من مجرد السير بجواره، وإذا رفع أحد المارة عينيه إلى أعلى سيصطدم بصره بنجمة داود السداسية ليدرك أنه يقف أمام المعبد اليهودي المعروف باسم "معبد بوابة السماء".
يوما ما كان هذا المعبد يعج بالمصلين من اليهود المصريين.. رأيت هذا بعيني عندما كنت شابة.. الآن لم يتبق من اليهود المصريين سوى ٦ سيدات أنا إحداهن".. هكذا بدأت السيدة (ليلى.ج) وهي إحدى اليهوديات الباقيات في مصر رغم أنها تجاوزت الثمانين من عمرها، ورغم أنها لم تتزوج إلا أنها لم تلحق ببقية عائلتها التي هاجرت إلى خارج مصر.
وتقول ليلى لبوابة "العين"، إن "هذا المعبد شيد عام 1905 بتبرعات من عدد من العائلات الأرستقراطية اليهودية وأشهرها عائلة موصيري، مشيرة إلى أن المعبد يحوي لوحة كتبت عليها أسماء المتبرعين لبنائه، واسمه "معبد بوابة السماء" وكان يمثل المعبد الرئيسي لليهود المصريين، رغم أنه من أحدث المعابد اليهودية في مصر".
وتضيف "كنا نحرص على الاحتفال بالأعياد اليهودية مع عائلاتنا بين جدران هذا المعبد، وأتذكر أني حضرت العديد من الأفراح والزيجات التي عقدت في هذا المكان، كما كنا نحضر للاحتفال بالأعياد ونحن نرتدي شال "الطاليت" المخصص للصلاة".
ماجدة هارون، الرئيسة الحالية للطائفة اليهودية بمصر، قالت لبوابة "العين" إن شال الطاليت يرتديه اليهود أثناء صلاة الصباح وفي صلاة شهر أغسطس/آب من كل عام وفي كل الصلوات في عيد الغفران خاصة صلاة "كل النذور"، ويكون هذا الشال عادة من الحرير الأبيض أو الصوف، وفي كل زاوية من زواياه حلية تسمى "الصيصت" مؤلفة من ثمانية أهداب من الخيط: أربعة بيضاء وأربعة زرقاء رمزا للتعرف على طلوع الفجر يتميز الخيط الأبيض عن الخيط الأزرق.
وتضيف أن الطاليت يرتديه الرجال عند الصلاة صباحا وأحيانا في صلوات المساء وهو يوضع على الرأس والأكتاف بطريقة معينة مع قراءة بعض الصلوات، ويرتدي العريس الطاليت في حفل زفافه كما يكفن به اليهودي أيضا عند مماته بعد نزع الأهداب منه.
وتشير ماجدة إلى أن المعبد تم تجديده بشكل كامل عام 1981 عن طريق المليونير اليهودي نسيم جالعون ومنظمة يهودية يطلق عليها "اتحاد السفارديم العالمي".
وتوضح أنه رغم وجود 6 سيدات يهوديات بمصر على قيد الحياة، إلا أنهن محرومات من الصلاة في المعبد؛ نظرا لأن أغلبهن من المسنين وتخطى عمرهن السبعين، بالإضافة إلى عدم توافر العدد الشرعي الكافي من الرجال لإقامة الصلاة وفقا للديانة اليهودية وهو 10 رجال على الأقل.
ماجدة تقول: "تعهدت منذ رئاستي للطائفة اليهودية بالمحافظة على التراث اليهودي بمصر وتسليمه للشعب المصري والمحافظة على المعابد الباقية وترميمها وفتحها للزيارة أمام كل المصريين، وهو ما أعمل على تحقيقه حاليا".
وبُني المعبد على شكل مربع ناقص ضلع، ويضم في أحد أطرافه قاعة فسيحة للصلاة تسع نحو ألف مصل وتتوسطها نسخة للتوراه باللغة العبرية على منصة عالية ليقف عليها الحاخام الذي يرأس الصلاة في المعبد، وتقابلها منصة عالية وضع عليها الشمعدان اليهودي السداسي.
ويضم الطرف الثاني للمعبد "مكتبة التراث اليهودي بمصر"، التي افتتحت عام 1988 وأسسها مجلس الطائفة الإسرائيلية بالقاهرة بالتعاون مع المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، ويقع أسفل المكتبة قاعة صغيرة لاستقبال المصلين وإقامة الجنازات، بينما يضم الطرف الثالث للمعبد "مدارس المجتمع"، وهي مدارس تعنى بتعليم أبناء الطائفة.
ويستطيع زائر المعبد أن يلاحظ أن البنايات السكنية المجاورة للمعبد تطل على ساحته الخلفية وتلاصق بعض مبانيه، وهو ما يدل على أن المصريين لم يكن لديهم أي مشكلة في السكن بجوار معبد لليهود.
وتحظى مكتبة التراث اليهودي بمصر بنوادر المخطوطات التي جمعت من الكنس اليهودية المصرية المغلقة؛ إذ تضم 75 ألف كتاب ومخطوطة تمت أرشفتها وترتيبها وضمها للمكتبة، وافتتحها الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز عام 1990.
وفي العام 2008، تم الاحتفال بالذكرى المئوية لهذا المعبد، بعد مرور ثلاث سنوات عليها، تحت رعاية الدولة المصرية، بحضور الحاخام حاييم نعوم.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA==
جزيرة ام اند امز