انتصرت المحافظة الجنوبية النفطية "شبوة" لأمنها، بعد فشل تمرد عناصر مسلحة لحزب "الإصلاح" المنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن.
وذلك بعد انطلاق عملية عسكرية مضادة، استطاعت عبرها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة استعادة الأمن والاستقرار في عاصمة المحافظة، عتق.
وقد لوحظ تزامن الحملة الإعلامية الإخوانية، التي ركزت على دعم التمرد الإخواني في شبوة مع قرار المحافظ عوض العولقي، والذي اعتمده مجلس القيادة الرئاسي لإقالة قائد قوات الأمن الخاصة، عبد ربه لعكب، المعروف بولائه لتنظيم الإخوان، ما يعكس برأيي استمرارًا لمنهج الإخوان في الانقلاب على الشرعية، وهو منهج ليس بغريب على حزب "الإصلاح" الإخواني، الذي تخادم مع مليشيات "الحوثي" وسلمها الجبهات والمناطق المحررة، ليغيروا بوصلة المواجهة بشكل متعمد بهدف ابتزاز التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية.
لم تكن الإطاحة بذراع الإخوان في شبوة، "لعكب"، وعدد من القيادات الإخوانية وليد المصادفة، بل نتاج تحركات مشبوهة ورصد شراء الأسلحة بهدف تأجيج الوضع في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، وما شجعه على التمرد هو رفض وزير الداخلية، إبراهيم حدان، قرار إقالة "لعكب"، في موقف غريب وداعم للتوجهات الإخوانية، برغم الصلاحيات التي أعطاها مجلس القيادة الرئاسي للسلطة المحلية، متمثلة في محافظ شبوة، ما شجع القوات الإخوانية على تنفيذ مخطط التمرد.
ويخوض حزب "الإصلاح" الإخواني معركة وجود في شبوة، التي كانت تشكل أحد أبرز معاقل الإخوان، إبان سنوات سيطرة المحافظ الإخواني السابق "بن عديو" على السلطة المحلية، حينها استطاع الحوثيون الإرهابيون السيطرة على مديريات شبوة دون مقاومة.
لذلك، لا أستغرب عمليات التخريب، التي طالت خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، والهجمات التي استهدفت ميناء "بلحاف"، بعد إقالة "بن عديو"، وتعيين المحافظ الجديد "العولقي"، لأنها تأتي في سياق مخطط تنظيم الإخوان الإرهابي، الساعي للحفاظ على وجوده المليشياوي في الجنوب، حيث ستشكل خسارة شبوة تهديدًا لتمركز قوات موالية لحزب "الإصلاح" الإخواني في أبين وحضرموت، ويستغلها الإخوان سياسيا كأداة تفاوض للعودة للمشهد السياسي من جديد.
وقد شكّلت أحداث شبوة تحديًا كبيرًا لمجلس القيادة الرئاسي، ومدى صلابته في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان، وأعتقد أن استمرار وجود قوات موالية لحزب "الإصلاح" الإخواني في المحافظات الجنوبية المحررة لا يخدم الأمن والاستقرار في اليمن، بل يخدم "الحوثي" الإرهابي بشكل كبير.. كما ترتبط الأحداث بشكل واضح بأجندات إخوانية حزبية مرتبطة بأجندات خارجية، ولا تدين بالولاء للشرعية، المتمثلة في المجلس الرئاسي أو السلطات المحلية، ما يعكس برأيي خطة إخوانية تهدف للسيطرة على مناطق نفوذها عبر التغلغل في مؤسسات الدولة اليمنية الأمنية والعسكرية، وهذا يفسر الصراع القائم بين الدولة، المتمثلة شرعيا في المجلس الرئاسي الذي يحاول ترميم البيت اليمني، والقوى الإخوانية التي اعتادت التستر والعمل السري، في تجاهل للأجواء الإيجابية التي صاحبت تشكيل المجلس الرئاسي بعد مشاورات الرياض، وجهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لإيجاد التوازن والتوافق بين الأطراف اليمنية كافة.
لقد أعادت أحداث شبوة الأخيرة وطرد الإرهاب الإخواني ذكرى "عملية إعصار الجنوب" بداية عام 2022، حينها استطاعت ألوية العمالقة الجنوبية استعادة مديريات شبوة الثلاث، التي سلّمها الإخوان للحوثي الإرهابي، مقابل أجندات مشبوهة، تؤكد محاولة الإخوان استرداد منهج سنوات "العشرية الظلامية"، التي سيطر بها على مفاصل اليمن في محاولة فاشلة لعرقلة مسار التغيير وترميم الشرعية اليمنية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة