ما بعد شبوة.. إلى أين يهرب الحوثي من "العمالقة"؟
يمثل تحرير محافظة شبوة كاملة من قبضة مليشيات الحوثي نقطة فاصلة، حسب مراقبين، في معركة تحرير اليمن وباقي المحافظات التي تخضع لسيطرة المليشيات الانقلابية من مأرب شرقا والبيضاء وسط البلاد مرورا بصنعاء وصولا إلى صعدة في الشمال.
فبإحكام قوات العمالقة سيطرتها على "مديرية عين" في شبوة اليمنية، تكون قد استعادت كافة المديريات من قبضة مليشيات الحوثي خلال زمن قياسي لم يتعدَّ عشرة أيام.
معركة تحرير شبوة لها ما بعدها حيث سيعيد الطرفان حساباتهما وسط حالة انتصار يزهو به اليمنيون في شبوة ويرنو إليه اليمنيون في محافظات أخرى، وحالة إحباط معنوي وسياسي تعانيها مليشيات الحوثي.
الطريق إلى مأرب والبيضاء
يرى محللون عسكريون أن ألوية العمالقة وقوات النخبة المنتصرة وبدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ستسعى خلال المرحلة المقبلة لاستثمار الانتصارات الكبيرة والمتتابعة في شبوة باتجاه تحرير محافظتي البيضاء ومأرب.هذا الرأي تدعمه التصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، عيدروس الزبيدي، الذي أكد بالقول "المقاومة الجنوبية هي القوة الوحيدة التي شاركتنا في تحرير شبوة"، مضيفا "مستعدون لمساعدة إخواننا في الشمال لدحر ميليشيا الحوثي".
وإلى جانب مأرب وشبوة تحدث الزبيدي عن محافظات أخرى هي تعز والحديدة وإب تمثل عمقا للجنوب وسيتم العمل على تحريرها مع التحالف العربي وأبناء هذه المحافظات الذين سيتوجهون بعد ذلك لتحرير صنعاء .
تصريحات الزبيدي جاءت بعد وقت قصير من إعلان "ألوية العمالقة"، مساء الإثنين، تحرير جميع مديريات محافظة شبوة شرق اليمن من مليشيات الحوثي الإرهابية.
وقوات العمالقة هي قوات جنوبية خالصة تشكلت لمقاومة الحوثي عام 2015 وحققت الكثير من الانتصارات على مليشيات الحوثي في محافظات لحج تعز الحديدة بدعم جوي من التحالف العربي.
وفي سياق تواصل معركة التحرير بعد الدفعة المعنوية الكبيرة في صفوف الجيش اليمني الوطني ومقاومته الشعبية وكذلك القبائل اليمنية إثر انتصارات شبوة يرى الصحفي اليمني عمر حسن لـ "العين الإخبارية" أن "ظهر" قوة الحوثيين أصبح مكشوفا الآن تماما، وقابل لتلقي ضربات مميتة في حال رفضت الاستسلام، الأمر الذي سيعجل بزوالها.
ويرى أن المكاسب الجديدة، سيكون لها تأثير كبير على معنويات مقاتلي مليشيات الحوثي في البيضاء ومأرب، بل إن انتصارات العمالقة أربكت المليشيات واحرقت الصورة التي حاولت المليشيات تقديمها في العامين الأخيرين، بأنها قوة لا تقهر.
وأسهمت الانتصارات السريعة لقوات العمالقة في مديريات شبوة، في تغيير قواعد الاشتباك مع مليشيات الحوثي، ما أدى إلى تهاوي حصونها بشكل سريع.
ويقول "حسن" إن تحرير مركز مديرية نعمان بالبيضاء حدث بصورة مفاجئة بعد أن ترك عناصر المليشيات معداتهم خلف ظهورهم وغادروا، متوقعا تكرار سيناريو الهزيمة في محافظات أخرى..
إلى أين يهرب الحوثيون؟
حالة من الياس والاضطراب تعيشها مليشيات الحوثي إثر الهزائم المتتالية في شبوة دفعتها إلى انتهاج سياسة "الأرض المحروقة"، عبر استهداف المدنيين واستخداهم كدروع بشرية أمام اي تقدم جديد لألوية العمالقة والقوات الجنوبية.وكذلك محاولة تشويه الانتصار بتنفيذ عمليات تخريبية في الداخل أو خارجيا باستهداف الأعيان المدنية بجنوب السعودية كعادة مليشيات الحوثي.
هذا ما أكدته سابقا مصادر محلية لـ"العين الإخبارية" خلال معارك شبوة حيث فجرت المليشيات العبارات والجسور الصغيرة في عقبة "القنذع" في مديرية نعمان، والتي تربط محافظتي شبوة والبيضاء.
وطبقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي لجأت لتفجير طريق عقبة القنذع، في مسعى لمنع تقدم ألوية العمالقة باتجاه عين الشبوانية، ومحافظة البيضاء.
وكانت ألوية العمالقة حررت مديريتي عسيلان وبيحان خلال المرحلة الأولى والثانية من عملية "إعصار الجنوب" التي انطلقت في 1 يناير/كانون الثاني الجاري، انطلاقا من صحراء رملة السبعتين بين شبوة ومأرب.
سيناريو التحالفات القذرة
بعيدا عن تبعيتها وموالاتها لإيران التي تمدها بالسلاح والصواريخ الباليستية، تمتلك مليشيات الحوثي تحالفات مشبوهة في الداخل اليمني لعل أبرزها التنسيق المباشر بين الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي.وفي ذلك يقول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، عيدروس الزبيدي إن "سبب عدم تنفيذ اتفاق الرياض هو مشاركة تنظيم الإخوان في الحكومة".
وتابع: "يوجد تنسيق مباشر بين الحوثي والإخوان الإرهابيين".
ولفت إلى أن "سقوط مديريات بيحان وغيرها في شبوة" بيد مليشيات الحوثي الانقلابية، كان "بسبب تخاذل تنظيم الإخوان".
تحالف أخر قديم جديد قد تلجأ إليه مليشيات الحوثي وهو التحالف مع تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وحسب مصادر قبلية في محافظة البيضاء، فإن منسوب التنسيق بين تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي ارتفع خلال الأيام الماضية، وذلك منذ انطلاق معركة تحرير شبوة، من قبل قوات ألوية العمالقة التابعة للجيش الوطنين مدعومة بطيران التحالف العربي.
وأكدت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن تنظيم القاعدة وبتنسيق مع الحوثي، يتحضر لمرحلة ما بعد تحرير شبوة في اليمن.
وأشارت المصادر القبلية إلى أن ميليشيا الحوثي اتفقت مع تنظيم القاعدة على توفير قدر أكبر من حرية الحركة لعناصر التنظيم في مناطق سيطرتها حتى يبرزوا حضورهم في شبوة، وذلك عقب سيطرة ألوية العمالقة عليها.
وأوضحت المصادر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، سيحاول الاستفادة من الوضع الحالي، أولًا عبر إبرام صفقات مع الحوثي، وضمان تحييده عن الصراع أيضا، ثم الدخول في حالة سكون لتجميع السلاح والأفراد، ومن ثم معاودة العمليات الخاطفة ضد قوات التحالف وحلفائها بعد استكمال تحرير المحافظة.
وتكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.
وتعرفت عناصر المليشيات إلى حجم القوة التي يواجهونها وصلابة شكيمتها، رغم زراعتها للألغام والدفع بقوات كبيرة.
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg جزيرة ام اند امز