"عين" درة انتصارات "إعصار الجنوب".. آخر معاقل الحوثي بشبوة
بإحكام قوات العمالقة سيطرتها على "مديرية عين" في شبوة اليمنية، تكون قد استعادت كافة المديريات من قبضة مليشيات الحوثي خلال زمن قياسي.
وأعلنت قوات ألوية العمالقة الجنوبية، الإثنين، استكمال تحرير محافظة شبوة بالكامل عقب تحرير مديرية عين آخر معاقل مليشيات الحوثي في المحافظة النفطية، وذلك ضمن عملية "إعصار الجنوب" التي انطلقت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري.
وتكمن أهمية تحرير عين الاستراتيجية بكونها تقطع كافة خطوط الإمداد على عناصر مليشيات الحوثي في مدينة مأرب (شرق) أهم معاقل الحكومة المعترف بها والتي كانت تخضع تحت حصار الانقلابيين.
وتكسر الحصار الحوثي على مديريات مأرب الجنوبية وتطويق مليشيات الحوثي وجعلها أمام خيار وحيد وهو الاستسلام.
وتعتبر مديرية عين إحدى المناطق التي كانت تشكل حدود شبوة التاريخية والتي كانت عاصمة لثلاث ممالك يمنية قديمة، وهي "حضرموت وأوسان وقتبان".
طريق تاريخي
تتمتع "عين" البالغ مساحتها 824 كيلومترا بتاريخ يعود إلى العصور الغابرة، إذ كانت أحد أهم طرق التجارة في القرن الرابع قبل الميلاد، ومحطة مهمة على طول طريق اللبان الرابط بين البحر الأبيض المتوسط، وشبه الجزيرة العربية.
وتربض المديرية بين سلاسل جبلية تحيطها من 3 جهات وتعد بمثابة حراسة طبيعية لسكانها القبليين البالغ عددهم ما يقارب 36 ألف نسمة.
وتستوطن عين عديد القبائل، لعل أشهرها قبائل المصعبين التي تتفرع منها قبيلة آل عياش، و آل الغيثي، وآل الشعب، وآل لحول، و آل أسلم، وقبيلة آل عمر، وهي قبائل ذات امتداد جغرافي يصل مديريتي بيحان وعسيلان.
ويعمل سكان عين في الزراعة وتربية المواشي، لكن العديد منهم التحقوا مؤخرا بالجيش اليمني والمقاومة الجنوبية، كما يعملون أيضا في التجارة.
ويقول الناشط السياسي الشبواني أحمد الحر لـ"العين الإخبارية"، إن مديرية عين تكتسب أهميتها في أنها تربط المحافظات الثلاث شبوة و البيضاء و مأرب وكذلك وعورة تضاريسها وسهولة التحصن فيها ضد مليشيات الحوثي.
ولا يخفي الحر صعوبة تحرير هذه المديرية من قبضة مليشيات الحوثي في معركة تقودها قوات ألوية العمالقة الجنوبية لكن الحر يؤكد أن "عين تكتسب أهمية معنوية للشعب الجنوبي كون تحريرها يعني اكتمال تحرير محافظة شبوة".
كما توج تحرير عين عملية "إعصار الجنوب" التي انطلقت من رملة السبعتين، وتوغلت إلى عمق السلاسل الجبلية التي تربط شبوة بمأرب والبيضاء وشمال اليمن ككل.
تحجيم نفوذ الحوثي بمأرب
ويرى محللون يمنيون أن السيطرة على مديرية عين بشكل عام، يساهم في تحجيم نفوذ وقوة الحوثيين بالمديريات الواقعة جنوب مأرب، مما يزيل الخطر على تلك المحافظة النفطية بعد عام من القتال العنيف التي حاولت خلاله مليشيات الحوثي السيطرة عليها.
ويقول الصحفي اليمني عمر حسن لـ "العين الإخبارية" إن "ظهر" قوة الحوثيين أصبح مكشوفا الآن تماما، وقابل لتلقي ضربات مميتة في حال رفضت الاستسلام، الأمر الذي سيعجل بزوالها.
ويرى أن المكاسب الجديدة، سيكون لها تأثير كبير على معنويات مقاتلي مليشيات الحوثي في البيضاء ومأرب، بل إن انتصارات العمالقة أربكت المليشيات واحرقت الصورة التي حاولت المليشيات تقديمها في العامين الأخيرين، بأنها قوة لا تقهر.
واسهمت الانتصارات السريعة لقوات العمالقة في مديريات شبوة، في تغيير قواعد الاشتباك مع مليشيات الحوثي، ما أدى إلى تهاوي حصونها بشكل سريع.
ويقول "حسن" إن تحرير مركز مديرية نعمان بالبيضاء حدث بصورة مفاجئة بعد أن ترك عناصر المليشيات معداتهم خلف ظهورهم وغادروا، متوقعا تكرار سيناريو الهزيمة في محافظات أخرى.
وتوصل عناصر المليشيات إلى معرفة حجم القوة التي يواجهونها وصلابة شكيمتها، رغم زراعتها للألغام والدفع بقوات كبيرة.
وتكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز