نعمت شفيق.. ليس من الحكمة دائما القبض على العصا من المنتصف
بعد 13 شهرا فقط وجدت نعمت شفيق نفسها مجبرة على الاستقالة من رئاسة جامعة كولومبيا.
وقصة الوصول المظفر للخبيرة الاقتصادية العالمية إلى المنصب كأول امرأة تتولى رئاسة الجامعة العريقة، وحتى الخروج من الباب الضيق ربما تعطي ملمحا عن مخاطر القبض على العصا من منتصفها.
وتعرضت شفيق المعروفة أيضا بـ"مينوش" لانتقادات لاذعة من جميع الأطراف بسبب الاحتجاجات المعارضة للحرب على غزة.
والأربعاء الماضي أعلنت شفيق استقالتها من جامعة كولومبيا، وقبلت عرضا من وزارة الخارجية البريطانية برئاسة مراجعة خارجية لسياسات التنمية والعودة إلى مجلس اللوردات.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شفيق المصرية الأصل تعرضت للتشهير من كل الجهات تقريبا بسبب تعاملها مع الاحتجاجات على الحرب بين إسرائيل وحماس، وعندما حصلت على فرصة للخروج من هذا المأزق قبلتها.
وشهدت الجامعة كولومبيا موجة من الاحتجاجات على مدار شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، عندما احتل متظاهرون أجزاء من الحرم الجامعي في منطقة مانهاتن العليا للاحتجاج على العدد الكبير للقتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، مما ترتب عليه اعتقال مئات منهم.
وحينها ندد المتظاهرون بشفيق لاستدعائها الشرطة إلى الحرم الجامعي لوقف المظاهرات، في حين انتقدها المؤيدون لإسرائيل لفشلها في اتباع ما يكفي من إجراءات لقمع المظاهرات.
وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن الوظيفة الجديدة بدوام جزئي في لندن غير مدفوعة الأجر ومؤقتة واستشارية فقط، لكن بالنسبة لشفيق فقد قدمت لها مخرجاً من رئاستها العصيبة لجامعة كولومبيا.
وأشارت إلى أنها وصلت إلى نيويورك العام الماضي فقط لتولي إحدى الوظائف المرموقة في الأوساط الأكاديمية، وهي إدارة جامعة كولومبيا ذات المصادر الهائلة والتنوع والهيبة غير العادية والإرث الذي سبق الاستقلال الأمريكي، وبالنسبة لقادة الجامعة كانت الدكتورة شفيق اختياراً لا مثيل له، لا سيما باعتبارها خبيرة اقتصادية عالمية تتمتع بقصة شخصية رائعة، وأول امرأة تقود جامعة كولومبيا.
لكن الصحيفة أوضحت أن الأشهر العشرة الماضية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس كانت بائسة بالنسبة لجامعة كولومبيا ورئيستها، حيث تفككت الجامعة إلى فصائل وجماعات.
وبحلول وقت العطلة الصيفية ذكرت الصحيفة أن شفيق تعرضت للتشهير في الحرم الجامعي وفي الكونغرس باعتبارها حليفة لمعاداة السامية، ومنشقة عن الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، وزعيمة ضعيفة سمحت للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالانزلاق إلى الفوضى وكانت على استعداد كبير لاستدعاء الشرطة.
وبدا منزلها وكأنه حصن وليس مجرد مسكن، وحتى مع إجازة الصيف كان مسؤولو الجامعة يخشون احتمال حدوث مشاكل في المستقبل لدرجة أنهم بدأوا في تقييم صلاحيات الشرطة لضباط الأمن في الحرم الجامعي.
ووفقا للصحيفة، لقد توصل الأشخاص الذين تحدثوا إلى شفيق في الأشهر الأخيرة إلى الاعتقاد بأنها كانت مستاءة للغاية، وأخبرت أعضاء هيئة التدريس أنها تعتقد أن الثقة بإدارتها ضئيلة.
واعتبرت الصحيفة أن رحيل شفيق من جامعة كولومبيا جاء مفاجئا، لأنه يأتي بعد أسابيع فقط من نشر رسالة لم تلمح إلى أنها تفكر في الانسحاب، لكن استقالتها -التي قال رؤساء مجلس إدارة جامعة كولومبيا المشاركون- إن الأمناء قبلوها "بأسف" لن تغلق بالتأكيد هذه الحقبة المثيرة للجدال في تاريخ الجامعة الممتد على مدار 270 عاما، أو في التعليم العالي في الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز