مؤسس مبادرة "شجّرها" بمصر: نحلم بزراعة مليون شجرة مثمرة قبل 2030 (حوار)
في ربيع 2016، وبينما كان المهندس المصري يسير في أحد شوارع مدينة العبور الجديدة، استوقفه تجمّع عمال بسطاء حول شجرة توت لقطف ثمارها.
هذا المشهد البسيط والمتكرر ألهم عمر الديب فكرة إطلاق مبادرة للتوسع في زراعة الأشجار المثمرة في مصر، وبعد 3 أيام فقط أعلن إطلاق مبادرة "شجّرها" في 17 أبريل/ نيسان 2016.
6 سنوات هي عمر مبادرة "شجّرها"، تمكّنت خلالها من تحقيق بعض أهدافها، ويقول عمر الديب في حديثه لـ"العين الإخبارية" إنه يأمل في تحقيق الحلم الأكبر بزراعة مليون شجرة مثمرة بحلول 2030.
وعلى غرار حملة 27 ألف شجرة في الطريق إلى "Cop27" في مصر، يقترح الديب إطلاق حملة 28 ألف شجرة في الطريق إلى "Cop28" في دولة الإمارات، وإلى نص الحوار:
- بداية.. ما هي مبادرة "شجّرها" وما أهدافها الرئيسية؟
نحن مبادرة شبابية بيئية، لها 3 أهداف رئيسية، الأول نشر ثقافة زراعة الأشجار المثمرة والخشبية في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، والهدف الثاني نشر ثقافة زراعة البلكونات (الشرفات) والأسطح بالخضراوات والنباتات الطبية والعطرية وبعض الأشجار المثمرة، والهدف الثالث هو نشر ثقافة التنمية المستدامة ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
تأسست المبادرة في 17 أبريل/ نيسان 2016، وبدأت فكرة المبادرة من مدينة العبور التابعة لمحافظة القليوبية شمالي مصر، عندما شاهدت مجموعة من العمال البسطاء يأكلون من شجرة توت مثمرة أمام أحد المنازل، فاستوقفني هذا المشهد كثيرًا، ومن هنا فكرت في زراعة شجرة مثمرة تكون بمثابة صدقة جارية والناس تستفيد منها، وتكون حماية للبيئة، لأنني مهتم بهذا المجال منذ فترة كبيرة، والحمد لله ربنا ألهمني الفكرة وحوّلتها إلى مبادرة وسميتها "شجّرها".
في بداية المبادرة كنت أتولى جميع المهام والأنشطة بمفردي، وبمرور الوقت وبتوفيق من الله انضم إلى المبادرة مجموعة من الفاعلين والمتطوعين، ومنهم 10 أعضاء أطلق عليهم "عائلة شجّرها"، لأنهم مؤمنون بشكل كبير بالفكرة ويعملون بجد على نشر الفكرة، والحمد لله أصبح لدينا مئات المتابعين والمتطوعين ليس في مصر فقط، ولكن في بعض الدول العربية.
- ما خطة المبادرة على المدى القريب والبعيد؟
نستهدف في المدى القريب زراعة نحو 200 ألف شجرة بنهاية عام 2022، والحمد لله تمكّنا من زراعة نحو 150 ألف شجرة، وبإذن الله سنتمكن من الوصول إلى 200 ألف شجرة قبل بداية 2023، كما نستهدف زراعة 15 ألف بلكونة وسطح، ونجحنا بالفعل في زراعة أكثر من 10 آلاف شجرة منذ 2016 وحتى الآن، وأبرزها سطح مبنى وزارة البيئة المصرية.
أما الهدف بعيد المدى فيتمثل في زراعة مليون شجرة بحلول العام 2030، بالإضافة إلى إنشاء 27 مجمعًا بيئيًا بواقع مجمع لكل محافظة في مصر، لتعليم المواطنين الخطط والأنشطة البيئية وطرق الزراعة والطاقة الجديدة والمتجددة وأعمال إعادة التدوير وفصل المخلفات من المنبع، كما نستهدف تصدير فكرة المبادرة إلى سائر الدول العربية.
- ما حجم التعاون بين المبادرة والجهات الحكومية في مصر؟
من بداية المبادرة وهناك تعاون رسمي مع وزارة البيئة، وأبرز الفعاليات التي أطلقناها كانت بالتعاون مع مبادرة "اتحضر للأخضر"، وخلالها جبنا محافظات الجمهورية وزرعنا العديد من الأشجار المثمرة بالتعاون مع وزارة البيئة والأجهزة المحلية، كما زرعنا سطح مبنى وزارة البيئة الذي افتتح رسميًا في مارس/آذار 2020، ومؤخرًا وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة لرعاية حملة 27 ألف شجرة إلى مؤتمر المناخ Cop27، وأطلقناها في 1 أغسطس/ آب الماضي، ومن المقرر أن تستمر لمدة 15 أسبوعًا، ونجحنا في مدّها إلى عام إضافي، لأن مصر مستمرة في رئاسة مؤتمر المناخ حتى تسليمه لدولة الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ويمكننا خلال هذه السنة تحقيق هدف الـ27 ألف شجرة، كما تعاونّا مع الحملة الرئاسية 100 مليون شجرة، وهي حملة مدتها 7 سنوات، وبالإضافة إلى كل ذلك حصلت المبادرة على تكريم من وزارات البيئة والشباب والرياضة والتخطيط والمركز القومي للبحوث.
- ما رأيكم -كمبادرة- في الغياب الفعلي للتشجير في المحليات والمدن؟
في الحقيقة كان هناك غياب للتشجير في السنوات الماضية، لكن مؤخرًا شهدنا اهتمامًا كبيرًا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتشجير، وآخرها حملة الـ100 مليون شجرة، والحكومة تسير فيها بخطوات جيدة، ونأمل ألا يكون هناك غياب للتشجير كما كان في السابق، كما بدأت الجهات الرسمية تؤمن بدور المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في التشجير، وعندما عرضنا فكرتنا على وزارة البيئة قامت بدورها بإيصال صوتنا إلى أعلى المسؤولين، واستجابوا للمبادرة بإضافة الأشجار المثمرة والخشبية إلى برامج وخطط التشجير لأنواع النباتات التي تتقصف أوراقها باستمرار، وكانت تستهلك الكثير من المياه ولم يكن لها أي عائد اقتصادي.
- كيف استعددتم لمؤتمر المناخ "Cop27"؟
منذ إطلاق المبادرة عام 2016 ونحن مهتمون بأزمة التغيرات المناخية، وأنا على المستوى الشخصي كنت مهتمًا بهذا الأمر قبل تدشين المبادرة، لذا نحن دائمًا مستعدون لمؤتمرات المناخ بالتوعية البيئية والزراعية والفعاليات التي ننظمها لزراعة الأشجار. وبالنسبة لمؤتمر المناخ "Cop27" في شرم الشيخ، فقد أطلقنا حملة 27 ألف شجرة إلى مؤتمر المناخ، وهي حملة منظمة، ومن أنجح حملات مبادرة شجرها منذ تأسيسها، وأنا كنت مسؤولا عن مبادرة "شجّرها" في مؤتمر المناخ للشباب "COP17"، وستكون هناك مشاركة للمبادرة في فعاليات مؤتمر المناخ في الـ"Green Zone"، وسنعرض تجربة المبادرة أمام دول العالم، وهذه الحملة مستمرة حتى تسليم رئاسة مؤتمر المناخ لدولة الإمارات العام المقبل، ونأمل في التنسيق مع دولة الإمارات الشقيقة لإطلاق حملة 28 ألف شجرة إلى مؤتمر المناخ "Cop28"، وأتمنى أن تصل هذه الفكرة إلى المسؤولين في أبوظبي، وأنا سعيد للغاية لأن دولة عربية تسلم دولة عربية شقيقة رئاسة المؤتمر.
- كيف نرفع وعي المصريين بأهمية التشجير؟
هذا أهم ما يميز مبادرة "شجرها"، وهو رفع الوعي المجتمعي بأهمية التشجير بطرق إيجابية، من خلال توعية الأطفال والشباب وكبار السن وجميع فئات المجتمع بأهمية المشاركة في فعاليات المبادرة، ونحن في "شجّرها" لا نستهدف التشجير فقط، فهذا الجانب مقدور عليه، لكننا نستهدف كذلك غرس هذه الثقافة بين المواطنين، كما نحرص على مشاركة المواطنين والأهالي في حملات التشجير.
- في الختام.. من هو عمر الديب؟
أنا مدير إدارة السلامة وحماية البيئة في إحدى شركات قطاع البترول، وأنا خريج كلية الهندسة والتعدين بجامعة السويس عام 2008، وعمري 36 عامًا، وسفير ومدرب معتمد للتنمية المستدامة من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمعهد القومي للحوكمة في مصر، وباحث ماجستير في هندسة البيئة بجامعة عين شمس المصرية، وأحاول نشر الوعي والثقافة البيئية في مصر والوطن العربي.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز