مؤسس مبادرة "شارع أليف" في مصر لـ"العين الإخبارية": نسعى لسلوك مستدام نحو البيئة والحيوان (حوار)
من الحيوان إلى الإنسان وليس العكس، تهدف مبادرة "شارع أليف" لنقل صفة الألفة إلى المجتمع المصري، بعد تكرار حوادث العنف ضد شركاء الكوكب.
تأسست مبادرة "شارع أليف" في مارس/ أذار 2022، بدعم حكومي متثمل في بروتوكولات تعاون مع وزارات البيئة والزراعة والتخطيط، بالتماشي مع استراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030".
وتحدث حسين هريدي، مؤسس المبادرة، في حواره مع "العين الإخبارية"، عن أهداف المبادرة وخططها لمواجهة العنف ضد الحيوان، مؤكدًا أن "هدف المبادرة الأول هو الإنسان"، وإلى نص الحوار:
بداية.. كيف تأسست مبادرة "شارع أليف" وما أهدافها؟
انطلقت المبادرة في مارس/ أذار الماضي، في مؤتمر كبير حضره ممثلون عن وزارات البيئة والزراعة والتخطيط ومنظمات مجتمع مدني وأعضاء بمجلس النواب (البرلمان) وشخصيات عامة وفنانون.
تهدف مبادرة "شارع أليف" إلى التوعية بخطورة العنف ضد الحيوان في الشارع المصري، ونعمل في مسارات توعوية وتشريعية، من أجل مواجهة حوادث العنف ضد الحيوانات بقوة القانون.
وبالفعل، تقدمنا من خلال النائب عبدالمنعم إمام بمشروع قانون شامل ومنظم لحماية ورعاية حقوق الحيوان في مصر، بالتزامن مع إطلاق المبادرة، وتجري حاليًا مناقشات داخل البرلمان حول مشروع القانون تمهيدًا لإقراره.
أهداف المبادرة لا تقتصر على الحيوانات فقط، ولكن تشمل جميع مظاهر الحياة البرية، ونحن نسعى أيضًا إلى منع جميع أشكال الصيد الجائر في مصر، والحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض مثل السلحفاة المصرية، ولدينا في مصر أكثر من 32 فصيلًا مهددًا بالانقراض.
ما تقييمكم في المبادرة لسلوك الشارع المصري تجاه الحيوانات؟
بداية، أود التأكيد على أن الحيوانات في مصر لا تقتصر على القطط والكلاب، فهناك اعتقاد خاطئ يقصر مبادراتنا وغيرها في هذه الزاوية الضيقة، لكننا في الواقع معنيون بجميع أشكال الحياة البرية في مصر.
هناك دراسات وأبحاث ترصد مدى تدهور سلوك الطفل المصري، أقصد الفئة العمرية أقل من 18 سنة، حيث تكثر حوادث الاعتداء والعنف والتنمر تجاه الحيوانات، وهذا السلوك مرشح للزيادة نحو الأسوأ مع التقدن في العمر، كما أن هذا السلوك ينتقل من معاملة الأطفال للحيوانات ليصبغ سلوك الأطفال بين بعضهم البعض.
وبعد دراستي ببرنامج "كن سفيرا" التابع لوزارة التخطيط، سعينا إلى توعية الناس في الشارع من منطلق علمي، خاصة بعد تشعّب ظاهرة العنف ضد الحيوانات، لذا خرجت المبادرة في محاولة لمحاصرة هذه الحوادث وتطويقها ورفع الوعي تجاه الحيوان والبيئة بشكل عام.
وبشكل عام، تتماشى مبادرتنا مع استراتيجة التنمية المستدامة "مصر 2030"، كما أن رئيس الجمهورية يتبنى مبادرة "مصر خالية من السعار"، للقضاء على ظاهرة سعار الكلاب والقطط في الشارع المصري بالحل الشرعي والمشروع، وليس بالعنف والقتل، ويجب العلم هنا أن نسبة السعار بين الكلاب لا تتعدى 0.05%، وأن الكلب المسعور يكون منبوذًا ويموت من تلقاء نفسه.
بخلاف مشروع القانون.. ما حجم تواجد المبادرة على أرض الواقع؟
وقعت المبادرة بروتوكولات تعاون مع وزارات الزراعة والبيئة والتخطيط، ونتعاون بشكل مباشر ومستمر مع وزارة الزراعة، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
وعلى سبيل المثال، أطلقنا حملة ضمن المبادرة لمنع وتجريم استخدام سم الاستركنين، وهو مركب كيميائي محرم دوليًا ويؤثر على النباتات والأشجار ويظل أثره عالقًا في التربة لمدة 10 سنوات.
فوجئنا في المبادرة بأن هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة تعتمد هذا السم بشكل رسمي، ومن هنا جاءت حملتنا لتجريم استخدامه في مصر، وتوعية المزارعين بمخاطره على الأشجار والبيئة بشكل عام.
كما أطلقت المبادرة حملة لتطعيم كلاب الشارع، وحملة أخرى للقضاء على كثافتها في بعض الشوارع والمناطق، بما يحفظ التوازن البيئي، من خلال نقل الكلاب وتوزيعها على بيئات مختلفة.
ونحرص دائمًا في المبادرة على التحرك بشكل علمي ومدروس، ولدينا مرجعيات نعتمد عليها في الأمور الفنية، مثل الدكتور حسين أباظة، مستشار وزارة البيئة للتنمية المستدامة، وهو قامة علمية، واستطاع تمثيل مصر في المحافل الدولية في ملفات البيئة لأكثر من 20 عامًا.
تشير معظم أخبار المبادرة إلى حزب العدل المصري.. هل هي مستقلة أم تتبع للحزب؟
المبادرة مستقلة وهي غير هادفة للربح، لكن حزب العدل المصري من رعاة المبادرة، كما أن مشروع القانون المشار إليه مقدم من النائب عبدالمنعم إمام، وهو رئيس حزب العدل.
وعلاقتنا بجزب العدل تعاونية في المقام الأول، ووجدنا في المبادرة الحاجة إلى مرجعية قانونية وتمثيل سياسي في البرلمان المصري، وهذه الأمور وفرها لنا الحزب بشكل جيد وكما ينبغي.
ما مصادر تمويل المبادرة؟
ليس لدينا مصدر تمويل ثابت، ونعتمد على الجهات المانحة لتنفيذ حملات المبادرة، فعلى سبيل المثال تمدنا وزارة الزراعة بالأمصال والتطعيمات في حملات التطعيم والتطهير، بجانب الاستشارات الفنية التي يقدمها لنا مستشارو الوزارة، وفي مؤتمر إطلاق المبادرة قام الفندق الذي استضاف المؤتمر بدعمنا بالقاعة والتنظيم.
الفنانة المصرية ناهد السباعي سفيرة للمبادرة.. فما حجم تعاونكم مع الفنانين؟
الفنانة ناهد السباعي هي السفيرة الأولى للمبادرة، وحضرت مؤتمر إطلاق المبادرة في مارس الماضي، وهو المؤتمر الذي شهد إعلام مشروع قانون حماية الحيوان في مصر.
ونتعاون في المبادرة مع الفنانين لتمثيل المبادرة بشكل جيد ودعم حملاتها، ومؤخرًا قمنا بتعيين الفنانة غفران محمد سفيرة أخرى للمبادرة، ونسعى إلى مزيد من الدعم من قبل الفنانين.
على ذكر الفنانين.. ما رأيكم في واقعة أسد كارول سماحة؟
نحن نحترم الحياة الخاصة، وكارول سماحة حرة في اقتناء ما تريد، وإذا كان القانون يمنع اقتناء الحيوانات المفترسة، ففي الوقت نفسه هناك تراخيص لحيازة واقتناء هذه النوعية من الحيوانات، وإذا كانت المطربة حاصلة على هذا الترخيص وملتزمة بشروط اقتناء الحيوان فلا مانع في هذه الحالة، وعلى المستوى الشخصي أرى أن الأسد مكانة الطبيعي هو الغابة.
أخيرًا.. كيف تنظرون إلى مؤتمر قمة المناخ Cop27 القادم في مصر؟
لا بد من الإشارة إلى أن مؤتمر قمة المناخ Cop27 كان أحد الأهداف الرئيسية عند إطلاق المبادرة، وجاءت بالفعل لدعم جهود مصر لإنجاح المؤتمر الذي يمثل نقلة نوعية كبيرة لمصر، ويفتح فرصا كبيرة للدولة للتواجد العالمي في ملفات اليئة، ومن المتوقع أن يحضره 35 ألف ضيف، بحضور 168 دولة.
وأود الختام بالتأكيد على أن الإنسان هو الهدف الأول للمبادرة، فدعم جهود الاستدامة نحو البيئة والحيوان يصب في النهاية في مصلحة الإنسان، كما أن تجريم أشكال الصيد الجائر مثل صيد السمك بالكهرباء يهدف إلى استدامة موارد الثروة السمكية لصالح الأجيال القادمة.