شهباز شريف.. زعيم المعارضة الأوفر حظا لقيادة حكومة باكستان
يصفونه بـ"الرجل القوي" و"المخضرم".. هذا هو شهباز شريف، المرشح الأوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
وبرز اسم شهباز شريف، زعيم المعارضة الباكستانية، والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة في باكستان 3 مرات، كأبرز مرشح لقيادة ثاني أكبر بلد إسلامي من حيث تعداد السكان.
- برلمان باكستان يعزل عمران خان.. وإجراءات استثنائية عقب القرار
- عزل عمران خان.. انتشار للجيش الباكستاني وتحركات متسارعة بالشارع
سحب الثقة من خان
جاء ذلك بعدما صوّت مجلس النواب في البرلمان الباكستاني، السبت، بالموافقة على إقالة رئيس الوزراء عمران خان من منصبه، بعد مواجهة بدأت صباح اليوم بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة خان واستمرت قرابة 14 ساعة.
وقال رئيس مجلس النواب إن أحزاب المعارضة تمكنت من الحصول على 174 صوتا في مجلس النواب المؤلف من 342 عضوا لدعم اقتراح سحب الثقة، ما جعل لها الأغلبية في التصويت.
ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم، ويعني هذا التصويت أن خان لم يعد يشغل المنصب، وأن مجلس النواب في البلاد سينتخب الآن رئيس وزراء جديدا وحكومة
واعتبر شهباز شريف في تغريدة عبر "تويتر" أن "عزل عمران خان هو أهم يوم لكتابة تاريخ جديد لباكستان".
وتابع: "مبروك لكل من دعم ودافع ورفع صوته على هذا النضال من أجل سيادة الدستور. لقد انتصر شعب باكستان".
من هو شهباز شريف؟
ولد شهباز شريف لعائلة ثرية، وشق طريقه في عالم السياسة بدلا من إدارة الأعمال على غرار شقيقه نواز.
وانتخب شريف عضوا في الجمعية العامة للبلاد (البرلمان)، في عام 1990 عندما فاز شقيقه نواز لأول مرة بمنصب رئيس للوزراء.
وفي عام 1997، أصبح شهباز رئيس وزراء إقليم البنجاب، أضخم مقاطعات باكستان من حيث عدد السكان، وذلك خلال فترة ولاية شقيقه الثانية على رأس الحكومة.
وفي عام 1999، أطيح بـ"شهباز" مع شقيقه، في انقلاب عسكري وعوقبا بالسجن، عندما حاول "نواز" استبدال قائد الجيش، قبل أن يغادرا البلاد إلى السعودية حيث قضيا هناك 8 سنوات، في مدينة جدة، حتى 2007.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، عاد شهباز برفقة شقيقه نواز إلى باكستان من السعودية بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإسلام آباد قرارا يسمح بعودته وأسرته للبلاد.
وعقب العودة من السعودية، تسلم شهباز نفس منصبه السابق كرئيس لوزراء إقليم البنجاب، حيث وأغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب.
وظل في المنصب حتى 2017، حينما أُقيل شقيقه نواز من منصبه، على خلفية اتهامات بالفساد، كان "شهباز" أحد المرشحين لخلافته، لكنه خسر انتخابات 2018 أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين، شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.
وتزعم شريف المعارضة وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تولى مسؤوليته بعد شقيقه، منذ أغسطس 2018.
ولم يسلم شهباز شريف كغالبية أفراد عائلته، من الاتهامات بالمحسوبية والفساد، لكنه استطاع أن يرد على كل الانتقادات والاتهامات، وأن ينتقل من زعامة المعارضة إلى الأغلبية الدستورية.
وفي أعقاب اتهامه بقضيتي فساد انتقل شريف إلى العاصمة البريطانية لندن، والتي جمدت الحسابات المصرفية للأسرة، لكن تحقيقات وكالة الجريمة البريطانية فشلت في العثور على دليل ضد شهباز شريف، وتم إسقاط القضية عنه في 2020.
وفي سبتمبر/أيلول 2020 ، ألقى القبض على شهباز شريف، عقب عودته في اتهامات بالفساد لكنه محكمة لاهور العليا أطلقت سراحه في أبريل/نيسان 2021.
أبرز التحديات أمامه
وحال تولي شهباز المنصب خلفا لعمران خان، فإنه سيرث المشاكل نفسها التي عرقلت مسيرة نجم الكريكيت الدولي السابق.
وسيكون على رأس جدول أعمال الإدارة الباكستانية المقبلة مواجهة أزمة اقتصادية كبيرة إضافة الى تصاعد الحركات المتشددة والعلاقات المتدهورة مع الحلفاء السابقين.
الاقتصاد
واجتمعت أعباء الديون الثقيلة مع تضخم متسارع وعملة وطنية ضعيفة لتبقي على النمو في حالة ركود خلال السنوات الثلاث الماضية، مع أمل ضئيل بتحقيق تحسن حقيقي.
ويبلغ معدل التضخم أكثر من 12%، فيما وصلت الديون الخارجية إلى 130 مليار دولار أو 43% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن الروبية وصلت إلى 190 مقابل الدولار، بفقدان قرابة ثلث قيمتها منذ تولي خان السلطة.
ولم تتمكن الحكومة من استكمال تنفيذ برنامج إنقاذ لصندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليارات دولار وقع عليه خان عام 2019، بعد أن تراجعت عن تطبيق اتفاقيات بخفض أو إنهاء الدعم على سلع معينة وتحسين الإيرادات وتحصيل الضرائب.
لكن الجانب المشرق وسط هذه الأزمات، هو تسجيل التحويلات المالية للمغتربين الباكستانيين معدلات مرتفعة غير مسبوقة.
تصاعد الحركات المتشددة
وصعّدت طالبان باكستان، وهي حركة منفصلة عن طالبان أفغانستان، من هجماتها في الأشهر الأخيرة.
وهددت الحركة المتشددة التي تم تحميلها سابقا مسؤولية سلسلة هجمات دامية، بشن هجمات أخرى ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان الذي بدأ، الأحد.
وحاول خان التفاوض مع "تحريك طالبان باكستان"، لكن المحادثات لم تصل إلى أي مكان العام الماضي وقبل انتهاء مهلة هدنة استمرت لمدة شهر.
وتقول حركة طالبان الأفغانية إنها "لن تسمح باستخدام أراضيها قاعدة للمسلحين الأجانب، ولكن العبرة تبقى في وضع حد لأنشطة آلاف المتطرفين المتمركزين في أفغانستان عند الحدود مع باكستان، وتحديد الوجهة التي سيقصدونها في حال تم طردهم.
وفي ولاية بلوشستان، الأكبر في باكستان، والغنية بالموارد الطبيعية والمعادن، يطالب الانفصاليون هناك منذ سنوات بمزيد من الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة، وسط نزاعات طائفية وعنف من المتطرفين.
العلاقات الخارجية
ويزعم خان أن الولايات المتحدة وراء إقالته بالتآمر مع المعارضة، والحكومة المقبلة عليها أن تعمل بكد لإصلاح تدهور العلاقة.
وكان قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، قد أزال بعض هذه المخاوف نهاية الأسبوع الماضي بإعلانه أن العلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة تبقى ضمن أولويات باكستان، مع الأخذ بعين الاعتبار نفوذ الجيش الباكستاني بغض النظر عن الإدارة المدنية في السلطة.