عمران خان.. "بطل الكريكيت" ينجو من الرصاص في باكستان
لم يكن العزل أخطر ما حدث لرئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، إذ كان عليه أن يكافح من أجل حياته في إطلاق نار بعد أشهر من الهزيمة السياسية.
ووفق تقارير إعلامية محلية فإن خان أصيب، الخميس، في إطلاق نار استهدف أنصاره في إقليم البنجاب.
وذكرت صحيفة "داون الباكستانية"، أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارة خان، بمدينة وزير أباد، في البنجاب.
الحادث أسفر عن إصابة خان في ساقه، ونشرت صور فيما بعد، تظهر بعض الأشخاص وهم يجلون رئيس الوزراء السابق من المكان.
الواقعة أدانها رئيس الوزراء الحالي، شهباز شريف، فيما قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه جرى قتل المشتبه به في إطلاق النار على عمران خان.
وفي أبريل/نيسان الماضي، صوّت البرلمان الباكستاني، على إقالة رئيس الوزراء عمران خان من منصبه، بعد مواجهة بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة خان استمرت قرابة 14 ساعة.
وقال رئيس مجلس النواب إن أحزاب المعارضة تمكنت من الحصول على 174 صوتا في مجلس النواب المؤلف من 342 عضوا لدعم اقتراح سحب الثقة، ما جعل لها الأغلبية في التصويت.ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.
وعنى هذا التصويت أن خان لم يعد يشغل المنصب، وأن مجلس النواب في البلاد سينتخب الآن رئيس وزراء جديدا وحكومة.
وقال خان في تصريحات سابقة إن "الولايات المتحدة تآمرت مع خصومه لإزاحته من السلطة لاختياره زيارة موسكو في نفس اليوم الذي بدأت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا".
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يخسر خان معركة الثقة، فيما تعهد نجم الكريكيت السابق بأن "يناضل" ضد أي تحرك للإطاحة به، في أحدث تطور في أزمة تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة الواقعة في جنوب آسيا.
وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كوفيد-19، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد ويجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.
وعمران خان الرياضي البارز (69 عاما) صّعد، إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش، لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.
وخلال النتائج الأولية لانتخابات 2018، واقتراب "حركة الإنصاف" بزعامته من الفوز في الانتخابات البرلمانية الباكستانية، وعد خان الباكستانيين ببناء الدولة وتحسين التعليم والصحة وتعزيز نظام الضرائب والحد من الفساد.
وكانت أبرز أقواله: "سأبني باكستان جديدة وسيخضع جميع المواطنين للمساءلة القانونية بغض النظر عن خلفياتهم"
وقفز خان الذي تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد، وقاد فريق بلاده للفوز بكأس العالم في رياضة الكريكيت، عام 1992، من الملاعب إلى عالم السياسة لأول مرة عام 1996.
مولده ونشأته
ولد عمران خان في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 لاهور، في أسرة متوسطة وله أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب، وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خيل الباشتونية في مدينة ميانوالي.
تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر إنجلترا.
وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل في أكسفورد لدراسة الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد؛ حيث تخرج في الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
حياته الرياضية
بدأ خان لعبة الكريكيت في سن مبكرة، وكان أول ظهور له في الدرجة الأولى عندما بلغ الـ16 من عمره في مدينة لاهور.
ومع بداية 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور، وعندما انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية انضم إلى فريق بلو كريكيت التابع للجامعة، في مواسم 1973 وإلى 1975.
عاد خان إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءا من موسم 1976 وحتى 1977، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عامي 1982 و1992.
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988.
وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ وهو واحد من 6 لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـتيست.
واعتزل خان الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 ثم استُدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.
عمله في السياسة
في عام 1996 أسس خان حركة الإنصاف الباكستانية كحزب سياسي، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2007.
وبعد أن أسس حزبه، هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من 7 مقاطعات. ودعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برويز مشرف عام 1999.
اشتهر خان بمعارضة الحكام السياسيين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
إسهاماته الخيرية
كان لخان إسهامات في الأعمال الخيرية، فبعد تقاعده عن لعبة الكريكيت عام 1992. وبحلول عام 1991، أسس مستشفى ومركز أبحاث السرطان التذكاري، وهو منظمة خيرية تحمل اسم والدته السيدة شوكت خانوم. وهو المستشفى الأول للسرطان في باكستان، باستخدام أموال التبرعات التي زادت على 25 مليون دولار قام بجمعها من شتى أنحاء العالم وافتتحه في لاهور في 29 ديسمبر/ كانون الأول عام 1994.
وخلال عقد التسعينيات عمل خان كمثل خاص للرياضة لمنظمة اليونيسيف، وبرامج تحسين الصحة والتحصين في بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.
وفي 27 أبريل افتتح كلية تقنية في مقاطعة ماينوالي أطلق عليها اسم كلية نامال وهي مبنية من خلال صندوق ميانوالي الإنمائي، برئاسة خان، وتم عمل ربط مع جامعة برادفورد في ديسمبر 2005.
جوائزه
حصد خان الكثير من الجوائز الرياضية العالمية والخيرية أيضا، فقد حصل على جائزة الفخر في الأداء في عام 1983 من الرئيس الباكستاني.
وفي عام 1992 حصل خان على جائزة هلال الامتياز، بينما في عامي 1976 و1986 مُنح خان جائزة (The Cricket Society Wetherall) وذلك لكونه اللاعب متعدد المواهب الأمامي في الكريكيت الإنجليزي من الطبقة الأولى.
وعام 2004 مُنح خان جائزة منجزات العمر في احتفال جوائز الجوهرة الآسيوية في لندن، وذلك بوصفه رمزا للعديد من المؤسسات الخيرية الدولية، والعمل على نطاق واسع في أنشطة جمع التبرعات.
كما حصل في 2007 على جائزة الخير (Humanitarian Award) في جوائز الرياضات الآسيوية في كوالالمبور، وذلك لجهوده في إنشاء أول مستشفى سرطان في باكستان.
وفي 2009 وفي احتفال مئوية مجلس الكريكيت العالمي كان خان واحدا من بين خمسة وخمسين لاعب كريكيت يدخلون مشاهير مجلس الكريكيت الدولي.
وتم عزله اليوم الأحد 10 أبريل 2022 خلال جلسة برلمانية، من رئاسة وزراء باكستان، لتدخل البلاد في مرحلة سياسية جديدة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز