شيماء سيف: "الشارقة القرائي" فرصة للارتقاء بالمحتوى المعرفي للطفل
شيماء سيف أوضحت أنها قدمت العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، غير أنها وجدت نفسها أكثر قرباً من البرامج الكوميدية التي تعنى بالطفل.
أكدت الفنانة المصرية شيماء سيف أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل فرصة للارتقاء بالمحتوى المعرفي المقدم للطفل العربي، مشيرة إلى أن الإعلام العربي يفتقر إلى المواد القادرة على جذب الصغار وتعليمهم مقارنة بالإعلام في الكثير من بلدان العالم.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، ضمن فعاليات الدورة الـ11 من المهرجان الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 17 حتى 27 أبريل/نيسان الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "استكشف المعرفة".
وتناولت الجلسة التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور، تجربة الفنانة وانطلاقة مشوارها في عالم الفن والتمثيل، إذ أوضحت أنها قدمت العديد من الأعمال ذات الأطياف الفنية المتنوعة، غير أنها وجدت نفسها أكثر قرباً من البرامج الكوميدية التي تعنى بالطفل.
وأشارت سيف إلى أنها سلكت طريق الفن المخصص للأطفال، نظراً للعفوية التي يمتلكها الصغار، والتي تجعلهم يتحدثون على سجيتهم، فضلاً عن شح المنتج الإعلامي الهادف الذي يحمل مضامين توعوية وتربوية للأطفال، في إطار كوميدي يتيح للصغار فرصة التعبير عن الذات دون قيود.
مس أندرستاند
وحول برنامج "مس أندرستاند"، أوضحت سيف أن البرنامج لا يستند إلى سيناريو ونصوص مسبقة، إذ يرتكز العمل على عدد من الأفكار التوعوية التي يتم التوافق عليها، بهدف إتاحة الفرصة للأطفال المشاركين التصرف على طبيعتهم، وعدم تقييد حريتهم بالنصوص، بغية إحداث التأثير المطلوب.
ولفتت إلى أن الفقرات التي قدمتها خلال البرنامج أخرجت الطفلة التي بداخلها، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على جو البرنامج، وكذلك بين الجمهور الذي بات يتابعه بشغف، لتفرّد فكرته التي تقوم على عدم تقييد الأطفال بنصوص أو أدوار معينة سوى تلك التي تحتاج إلى بعض المهارات الخاصة.
وفي ردها على سؤال مديرة الجلسة حول رغبتها أو تفكيرها بالكتابة المُخصصة للأطفال، اعترفت الفنانة أنها لا تمتلك الملكة اللازمة من أجل التأليف، وتكتفي بقدرتها على إسعاد الأطفال والأسر، ورفع مستوى الوعي لديهم من خلال أعمالها الفنية المتميزة، التي تهدف إلى تقديم نصائح ومعلومات مفيدة للأطفال في قالب كوميدي.
مداخلات
وفي حوار مفتوح مع الجمهور قدمت الفنانة الأردنية القديرة قمر الصفدي مداخلة، أوضحت فيها أن العمل في المجال الكوميدي أصعب بكثير من الأعمال الدرامية والتراجيدية، مشيرة إلى أن الكوميديا تدخل مباشرة إلى القلوب وتحدث تأثيراً طيباً في نفوس الأطفال وينعكس على واقع حياتهم.
وألهبت إحدى الطفلات المشاركات عبر مداخلتها حماس الحضور، وزادت من تفاعلهم حين توجهت إلى الفنانة بسؤال تبدي فيه رغبتها بأن يمتلك كل الأهالي القدرة على التعامل مع أطفالهم كما تمتلك الفنانة، الأمر الذي أضفى على الجلسة مزيداً من التفاعل الفكاهي.
وفي تعليقه على هذه المداخلة أشار أحد المشاركين من الحضور إلى أن جملة هذه الطفلة تختصر مسيرة الفنانة المصرية الكوميدية، التي اتفقت معه بتأكيدها أن هذه المداخلة واحدة من بين أكثر الكلمات تأثيراً في حياتها، مما يدفعها إلى الحرص على انتقاء أعمالها النوعية والهادفة، بغية إطالة عمرها الفني، وتقديم الأفضل والأجود من البرامج للأطفال.
المحتوى العربي
وحول المحتويات التي تقدم للأطفال في شتى أرجاء العالم العربي، قالت سيف إنها فقيرة مقارنة مع المجتمعات الغربية، مشددة على ضرورة إثراء المحتويات المقدمة للطفل العربي، وزيادة إنتاجه.
وأشادت بالتجربة التي قدمتها إمارة الشارقة عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومهرجان الشارقة السينمائي، وغيره من الفعاليات التي تفتح الباب على مصراعيه للتخصص في الأعمال والمحتويات التي تعنى بالطفل.
رسالة
وقبيل اختتام الجلسة وجهت الفنانة شيماء سيف رسالة إلى الأسر، بضرورة مصادقة الأبناء في إطار لا يتجاوز الاحترام، إضافة إلى تحديد فترات استخدام الأجهزة الذكية، محذرة من المحتويات التي تعرضها هذه الأجهزة.
كما طالبت الأطفال بضرورة مواصلة المراحل التعليمية، والتوجه نحو التخصص الذين يجدون لديهم شغفاً تجاهه، مشيرة إلى أن الطفل الذي لديه رغبة في احتراف العمل الفني عليه التوجه إلى المسرح باعتباره بوابة الفنون.
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في الإمارات والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg
جزيرة ام اند امز