رصد "العين الإخبارية".. تفاهمات شرم الشيخ تواجه صعوبات
بمرور أسبوع على التفاهمات الفلسطينية-الإسرائيلية في شرم الشيخ فإن التنفيذ يواجه صعوبات واتهامات متبادلة.
وهدفت التفاهمات التي تم التوصل إليها بمشاركة أردنية ومصرية وأمريكية إلى ضمان رمضان هادئ في الأراضي الفلسطينية ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة.
وشملت التفاهمات أساسا وقف إسرائيل النشاط الاستيطاني واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية وضمان احترام الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وفلسطينيا فإنها شملت التزام السلطة الفلسطينية بتولي مسؤولياتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها الكاملة في الضفة الغربية.
وتضمنت التزاما من كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوقف التحريض.
ولكن رصد "العين الإخبارية" للتطبيق على الأرض يظهر صعوبات وانتهاكات للالتزامات.
إطلاق نار في حوارة
فمساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "نفذ اعتداء بإطلاق نار نحو جنود من الجيش كانوا في موقع عسكري قرب حوارة أسفر عن إصابة جندييْن وصفت جراح أحدهما بالخطيرة بينما وصفت إصابة الثاني بالمتوسطة".
وأضاف: "تجرى أعمال لملاحقة المنفذ، حيث تقوم القوات بأعمال تمشيط وتغلق طرقات".
وقالت مصادر فلسطينية لـ"العين الإخبارية" إن الجيش الإسرائيلي أغلق الشوارع في محيط حوارة وتلك المؤدية إلى نابلس.
وتقع بلدة حوارة الفلسطينية جنوب نابلس، تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وفور وقوع العملية، قال عضو الكنيست من حزب (الليكود) داني دانون في تغريدة على تويتر: " لا يوجد إلا حل واحد! حتى يتم فتح الطريق الدائري، يجب إغلاق المحلات التجارية على الطريق الرئيسي للقرية وتأمين الطريق بإحكام. إن دماء مواطنينا لا تذهب سدى".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فقد دعا لعقد اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" لبحث إغلاق المحال التجارية في حوارة.
وتمر سيارات المستوطنين من حوارة، التي يبلغ عدد سكانها الفلسطينيين 7000 نسمة، للوصول إلى مستوطناتهم في شمالي الضفة الغربية.
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن العملية.
وحدات استيطانية جديدة
ومن جهة ثانية فقد قالت حركة السلام الآن الإسرائيلية، الجمعة: "خلافا لالتزامها في قمة شرم الشيخ، نشرت الحكومة الإسرائيلية مناقصات لبناء 940 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي إفرات وبيتار عيليت، و89 في القدس الشرقية".
وأضافت: "على الرغم من التزامات إسرائيل تجاه حلفائها في جميع أنحاء العالم، يبدو أنها تواصل تعزيز البناء الذي يضر بفرص التوصل إلى اتفاق سياسي ويزيد التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين على المدى القصير والطويل".
فقد نشرت سلطة الأراضي الإسرائيلية يوم الأربعاء (22 مارس/آذار 2023) مناقصات لبناء 940 وحدة سكنية في مستوطنتي إفرات وبيتار عيليت، جنوب القدس.
ونشرت دائرة الأراضي الإسرائيلية، الثلاثاء (21 مارس/آذار 2023)، مناقصة أخرى لبناء 89 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية.
اعتداءات على فلسطينيين في باب العامود
ومساء الخميس اعتدت الشرطة الإسرائيلية على فلسطينيين في ساحة بال العامود بالقدس الشرقية واعتقلت 4 منهم.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها لاحقت الفلسطينيين في باب العامود بعد أن ألقى عدد من الشبان زجاجات على أفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان.
وكانت دعوات صدرت للشرطة الإسرائيلية بسحب عناصرها من المكان الذي يكتظ بالمواطنين الفلسطينيين في أمسيات شهر رمضان.
الصلاة في المسجد الأقصى
لم تفصح الشرطة الإسرائيلية عن موقفها بشأن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان بعد أن كانت توقفها في السنوات الماضية في هذا الوقت.
ويتزامن بدء العشر الأواخر مع نهاية عيد الفصح الذي تتكثف فيه الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد.
وصمتت الشرطة الإسرائيلية على دعوات جهات يمينية لاستئجار منازل لتخزين قرابين يتم تقديمها في المسجد الأقصى مع بداية عيد الفصح.
وفي الغضون فإن السلطات الإسرائيلية لم تلتزم تماما بتوفير حرية العبادة في شهر رمضان بالمسجد الأقصى.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي منع الذكور الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية ما بين 12-55 عاما من الوصول إلى القدس الشرقية للصلاة بالأقصى في شهر رمضان مع استثناء من هم فوق 45 عاما من حاملي التصاريح.
وفيما أعلن إنه سيسمح للنساء من كل الأعمار من سكان الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد دون تصاريح، فإنه يقتصر السماح على عدة مئات من سكان قطاع غزة فقط.
اعتقالات
ويوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 26 فلسطينيا في مناطق مختلفة في الضفة الغربية خلال اقتحامات ليلية.
وجرت الاقتحامات في قرى قريتي يعبد ونعلين ومدينة قلقيلية في شمالي الضفة الغربية وقرى أم الشرايط والسواحرة وأبو ديس والعيزرية في وسط الضفة الغربية وبيت أمر والولجة والدوحة وخرسا والفوار والظاهرية في جنوبي الضفة الغربية.
ويوم الخميس، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم في شمالي الضفة الغربية وقتلت فلسطينيا اختبأ في منزل.
تصريحات عنصرية
وفجر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش زوبعة جديدة بعد أن قال إنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، في تصريحات أدلى بها مساء الأحد الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس.
وزعم أنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه مفهوم تم اختراعه قبل أقل من 100 عام.
وتابع: "وفقا للقانون الدولي، يتم تعريف الشعب من خلال تاريخه وثقافته ولغته وعملته وقيادته، من هو أول ملك فلسطيني؟ ما هي اللغة الفلسطينية؟ هل كانت هناك عملة فلسطينية من قبل؟ هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا".
تفاهمات شرم الشيخ
والأحد الماضي، أبرم الفلسطينيون والإسرائيليون تفاهمات بحضور مصري وأردني وأمريكي لتحقيق التهدئة في رمضان.
وشملت التفاهمات وقف الإجراءات الأحادية واستحداث آلية للحد من والتصدى للعنف والتحريض.
وتضمن البيان الختامي احترام الحق القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية في الاضطلاع بالمسؤوليات الأمنية في المنطقة (أ) بالضفة الغربية والالتزام بعدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس.
وجددت حكومة إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية استعدادهما والتزامهما المشترك بالتحرك بشكل فوري لإنهاء الإجراءات الأحادية لفترة من 3 إلى 6 أشهر.
وجاء في البيان المشترك التزام إسرائيلي بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إصدار تراخيص لأي نقاط استيطانية لمدة 6 أشهر".
وصدر البيان في ختام اجتماع عقد في شرم الشيخ بمصر، حيث التقى مسؤولون أمنيون وسياسيون مصريون وأردنيون وإسرائيليون وفلسطينيون وأمريكيون بارزون.
وجاء اللقاء استكمالاً للتفاهم الذي تم التوصل إليه في العقبة بالأردن في 26 فبراير/شباط 2023. وتم عقده لضمان التهدئة قبيل شهر رمضان.