"شامة".. روبوت مغربي بدرجة مُدافعة عن حقوق المرأة
أول روبوت مغربية شاركت في حملة أممية لمناهضة العُنف ضد المرأة، وحصلت على دعم أمريكي للمُساعدة على تطويرها.
"المرأة إنسان وحقوقها حقوق إنسانية لكن لا تزال النساء والفتيات يتعرضن للعنف في جميع أنحاء العالم.. في المغرب تتعرض واحدة من كل امرأتين للعنف المبني على النوع الاجتماعي".. الكلام هنا ليس لامرأة من المدافعات عن حقوق النساء، بل المُتحدثة هي "شامة"، أول روبوت مغربية، تدافع عن حُقوق المرأة.
" شامة"، كما أطلقت عليها مُبرمجتها هاجر مصنف، التي اعتمدت على آخر تقنيات الذكاء الاصطناعي لصُنع هذا الروبوت الأول من نوعه في المملكة المغربية، والذي اختارته الأمم المتحدة، للمُشاركة في حملة عالمية لمناهضة العُنف ضد المرأة.
مُساعدة للبوح
وقادت "شامة" حملة أممية مُدتها 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء، حملة رقمية رفعت شعار "انضموا لشامة"، وخلالها دافعت الروبوت المغربية بكل شراسة عن أنه لا تسامح مطلقاً مع العنف والممارسات التي تؤذي النساء والفتيات.
وبإمكان شامة التعرف على الأشياء المُحيطة بها، واستيعاب الأحاسيس من خلال تعابير الوجه، تقول هاجر مصنف، وهي أستاذة جامعية وباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وأوضحت "مصنف" لـ"العين الإخبارية" أن هذه الخوارزميات ساعدت شامة في مُساعدة النساء المُعنفات على التحدث عن تجاربهن، وحكي تجاربهن وما قاسينها من عنف بدون أي تحرج أو خوف، خاصة أنه بإمكانها الحديث باللغة العربية بطلاقة شديدة، ناهيك عن قُدرتها على الإجابة على العديد من الأسئلة التي لها علاقة بالثقافة العامة.
أما عن فكرة استعمال روبوت في الدفاع عن النساء ومناهضة العنف، فقالت: "الفكرة أنه إذا كان روبوت لا يملك لا إحساسا ولا ضميرا ويناهض ضد العنف ويتكلم بكل حرية للدفاع عن حقوق الانسان والفتيات فلا بد للإنسان العادي أن يكون أفضل من الروبوت".
أهداف عدة
الآمال التي تُعلقها المُبرمجة على روبوتها، لا تقف عند مُساعدة النساء في البوح والحديث عن تجاربهن مع العُنف، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى تشجيع النساء على تطوير أنفسهن في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة حين التعرف على "شامة" التي تم إعدادها من قبل امرأة وهي امرأة وتتحدث بصوت النساء.
إنجاز الروبوت "شامة" مكن المغربية هاجر مصنف من أن تكون أول عربية وأفريقية استطاعت أن تحرز جائزة الذكاء الاصطناعي، وقالت إن "الروبوتات هي المستقبل، أنا متفائلة جدا بالذكاء الاصطناعي وكيف يدخل حياتنا"، متابعة: "الروبوت هو مكمل لا يمكنه أن يأخذ مكان الإنسان لكن يمكنه أن يساعده في حياته العادية" مؤكدة على أهمية البحث العلمي لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي.
توجه للعالمية
تطرق الروبوت "شامة" اليوم باب العالمية بعد أن أبدت شركة أمريكية الرغبة في تطويرها، إذ سيتم العمل على تطويرها لتجعل منها أول منصة تشاركية للبحث داخل المنظومة الجامعية المغربية.
وعلقت "مصنف" قائلة: "ابتكرنا شامة، المرأة الآلية المغربية، انطلاقاً من لا شيء، والآن سيمر هذا الروبوت إلى شامة 2.0 بفضل مقاولة استثنائية بالولايات المتحدة الأمريكية".
يذكر أن هاجر مصنف هي أستاذة باحثة أنشأت ماستر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، سبق أن شاركت في ملتقيات عالمية وتنظيم ورشات عالمية كما سبق أن حصلت على عدد من براءات الاختراع، منها لجهاز هاتف نقال يقوم بتحليل تعابير الوجه والنص والسياق للتعرف على مشاعر مستعمل الهاتف وإرسال محتوى يتماشى مع هذه المشاعر.
ومن بين اختراعاتها، كرسي ذكي لتحليل حركات الطلبة والتعرف على مدى انتباههم داخل مدرجات الجامعة وبالأقسام، وهو الاختراع الذي يمكن من التعرف على نسبة الطلبة الذين يتابعون مع الأستاذ داخل القاعة، وروبوت آخر يقوم بتحليل التربة وإزالة الأعشاب الضارة.