شاومينج يعلن انسحابه بعد ثلاث سنوات من تسريب الامتحانات

رسالة وداع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُحدث بلبلة بين أولياء الأمور والطلاب مع اقتراب موسم الامتحانات النهائية
ردود الفعل المتباينة التي أثارتها رسالة اعتزال منسوبة إلى إحدى الصفحات المعروفة باسم "شاومينج"، جاءت لتعكس القلق والتساؤلات التي تسيطر على الأوساط التعليمية المصرية، خصوصًا مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام.
إعلان الاعتزال عبر رسالة مفاجئة
نشرت إحدى الصفحات التي تدّعي الانتماء إلى "شاومينج" رسالة قصيرة جاء فيها: "مفيش تسريب امتحانات تاني"، مؤكدة اعتزالها لما وصفته بـ"نشاط تسريب الامتحانات" بعد ثلاث سنوات على منصات التواصل. الرسالة أثارت استغرابًا واسعًا، خاصة أنها جاءت في توقيت حرج، حيث يتأهب الطلاب لخوض الامتحانات في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران.
وجاء في نص الرسالة الوداعية الموجهة إلى طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية: "أعلن اعتزالي مجال تسريب الامتحانات بعد مرور 3 سنوات، شكرًا لكل من قام بدعمي من الطلبة أو من المعلمين أو من أولياء الأمور.. ألقاكم على خير"، ما دفع البعض إلى اعتبارها إشارة بانتهاء مرحلة مؤثرة من فوضى الامتحانات.
تناقض بين الاعتزال والحجز المسبق للامتحانات
اللافت في الأمر أن هذه الرسالة جاءت بعد وقت قصير من إعلان الصفحة ذاتها عن فتح باب الحجز لتسريب امتحانات الفصل الدراسي الثاني، للصف الثالث الإعدادي، والأول والثاني الثانوي، بالإضافة إلى شهادة الثانوية العامة.
يُذكر أن القائم نشر على الصفحة سابقًا منشورًا قال فيه: "ازيكم يا شباب عاملين إيه؟ يا رب تكونوا كويسين، كل سنة وأنتم طيبين. زي ما قولنا إننا هنبدأ حجز بعد العيد، الحجز بدأ من دلوقتي. ثالثة إعدادي، أولى ثانوي، تانية ثانوي، ثالثة ثانوي، للحجز كلم المندوب والحق نفسك علشان تحجز مكان، علشان العدد كبير أوي".
ردود نافية على صفحات أخرى
في المقابل، ظهرت صفحات أخرى تحمل اسم "شاومينج" أيضًا لتنفي ما تم تداوله بشأن الاعتزال، حيث نشرت إحدى المجموعات عبر تطبيق "تليجرام" رسالة جاء فيها:
"أنا ما اعتزلتش ومكمل في المجال، ولسه شايف كل حاجة. اللي فاكر إني خرجت أو سبت الساحة.. أحب أقولك إني لسه في أول الطريق، راجع بقوة قريب جدًا، استنوا الجديد".
هذا التضارب بين الصفحات المختلفة أثار مزيدًا من الشكوك حول حقيقة الاعتزال، خاصة أن النشاط المنسوب إلى "شاومينج" ارتبط على مدى سنوات بتسريبات متكررة أدت إلى قلق واسع بشأن العدالة بين الطلاب داخل لجان الامتحانات.
رسائل متباينة من الجمهور
جاءت التفاعلات واسعة على صفحات التواصل، حيث رأى بعض المتابعين أن الاعتزال لو كان حقيقيًا فهو خطوة إيجابية في اتجاه استعادة الانضباط. بينما عبّر آخرون عن غضبهم من تأثير السنوات الماضية، وكتب أحد المعلقين:
"إذا صدقت في الاعتزال فأحب أقولك في رقبتك ذنب ناس مش مسامحينك"، مضيفًا: "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ساعد على الغش وضيع الطلبة المتميزة لصالح طلبة لا تفقه شيئًا".
في المقابل، استخدم بعض المتابعين نبرة ساخرة في ردودهم، فكتب أحدهم: "عاوزين نعمل لشاومينج ماتش اعتزال"، وكتب آخر: "اعتزال شاومينج ده من أجمل الأخبار عشان الواحد ضامن إنه مش هيتظلم".
التساؤلات لا تزال قائمة
مع تزايد القلق بين أولياء الأمور وتضارب التصريحات بين الصفحات، يظل الغموض محيطًا بمصير نشاط التسريب، خصوصًا في ظل اقتراب الامتحانات، وتزايد حاجة الطلاب للاعتماد على مصادر موثوقة بعيدًا عن الممارسات غير القانونية التي أربكت منظومة التعليم خلال السنوات الماضية.