حريق الشرابية يثير تعاطف المصريين مع المتضررين.. القصة الكاملة

مع ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء 15 أبريل/ نيسان 2025، استيقظ سكان حي الشرابية في القاهرة على حريق هائل اندلع في منطقة عزبة بلال.
حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف من عدة مخازن للأخشاب المستعملة، وسط حالة من الذعر، بعدما امتدت النيران بسرعة كبيرة إلى تسعة مخازن متجاورة، وكادت تطال المنازل المجاورة، بل حاصرت أحد المساجد القريبة من موقع الاشتعال.
تفاصيل حريق الشرابية في مصر
الحريق اندلع بصورة مفاجئة، وامتد خلال دقائق في محيط يضم مخازن تحتوي على أخشاب ومواد قابلة للاشتعال، ما أدى إلى وقوع انفجارات متتالية نتيجة وجود أسطوانات بوتاجاز، وفقًا لروايات شهود عيان وصفوا المشهد بأنه أقرب إلى ساحة معركة، حيث هرع الأهالي من منازلهم محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البضائع التي قُدرت قيمتها بملايين الجنيهات، وسط تصاعد كثيف للدخان ولهيب النيران.
تحركت قوات الحماية المدنية فور تلقي البلاغ، ودخلت في سباق مع الزمن لاحتواء الحريق ومنع امتداده، حيث تم الدفع بـ15 سيارة إطفاء، إلى جانب ثلاث خزانات مياه وعدد من اللوادر الثقيلة، كما تم فصل التيار الكهربائي والغاز عن المنطقة بالكامل كإجراء احترازي، وأُخليت بعض الوحدات السكنية المجاورة لتقليل حجم الأضرار وضمان سلامة السكان.
خسائر حريق الشرابية
رغم اشتداد النيران، أكدت مصادر رسمية عدم تسجيل أي حالات وفاة، بينما تعرض عدد من المواطنين للاختناق جراء استنشاق الدخان، كما أُصيب أحد رجال الإطفاء خلال مشاركته في أعمال الإخماد، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقدرت الخسائر الأولية للحريق بملايين الجنيهات، بينما تواصل اللجان المختصة أعمال الحصر لتقييم الأضرار تمهيدًا لصرف التعويضات للمتضررين.
شهد موقع الحريق تحركًا رسميًا سريعًا، حيث انتقل الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إلى المكان لمتابعة عمليات الإطفاء وتفقد الأوضاع، يرافقه عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، وأكد أن الحريق بات تحت السيطرة بشكل كامل، كما أصدر تعليماته بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقارات المجاورة والتأكد من سلامتها الإنشائية، بالإضافة إلى توجيه فرق العمل بإزالة المخلفات الناتجة عن الحريق فور انتهاء تحقيقات النيابة.
تحقيقات موسعة لمعرفة أسباب الحادث
من جهتها، باشرت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا، وقررت إرسال فريق من المعمل الجنائي لمعاينة الموقع والكشف عن أسباب اندلاع الحريق، كما بدأ رجال المباحث الاستماع إلى أقوال أصحاب المخازن وشهود العيان، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لكشف الملابسات كافة وتحديد ما إذا كان الحريق ناتجًا عن إهمال أو أن هناك خلفيات جنائية وراء الواقعة.
وأظهرت المعاينة الأولية أن الشرارة الأولى للحريق نجمت عن تسرب غاز من أسطوانة بوتاجاز داخل أحد المحال، ما أدى إلى انفجار عنيف تبعه اشتعال سريع للأخشاب والمواد القابلة للاشتعال المنتشرة بالمكان. كما كشفت التحقيقات أن المنطقة سبق أن صدر لها قرار إزالة بسبب خطورتها، نظرًا لاحتوائها على كميات ضخمة من الأخشاب ضمن نطاق سكني، إلا أن القرار لم يُنفذ.
وجهت محافظة القاهرة بسرعة رفع آثار الحريق، واستخدام معدات ولوادر حي الشرابية لتسوية الموقع وإزالة الركام والمخلفات المحترقة، وسط تأكيدات باستمرار التحقيقات لتحديد أوجه القصور في تنفيذ القرارات السابقة، فيما تواصل أجهزة البحث الجنائي والنيابة العامة جمع الأدلة ومراجعة الإجراءات التي سبقت الحادث.
aXA6IDMuMTQzLjIxNS4xODIg جزيرة ام اند امز