شرف محفوظ لـ"العين الرياضية": الكرة اليمنية واقعها مرير.. والاستثمار هو الحل
كتب شرف محفوظ، مهاجم منتخب اليمن وفريق التلال العدني الأسبق، اسمه بأحرف من نور منذ أن نال جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف عربي في موسم 1991-1992.
ويمتلك شرف محفوظ في رصيده 40 مباراة دولية مع منتخب بلاده، وكان صاحب أول هدف لمنتخب اليمن الموحد في مرمى نظيره الإثيوبي، في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
وخاض محفوظ تجربة الاحتراف خارج اليمن مرة واحدة، وذلك مع نادي صور اللبناني مطلع عام 2000، وما زالت الجماهير اليمنية تتذكر صولاته وجولاته في الملاعب، كأحد أقطاب ونجوم الزمن الجميل الذين مروا على الكرة اليمنية على مر تاريخها.
كما يعد محفوظ بمثابة الموجه الأول لجميع الفرق العدنية، لا سيما فريق التلال، وهو أعرق الأندية في الجزيرة العربية، وينظر له كأحد أبرز الأسماء المطروحة لانتشال واقع كرة القدم باليمن وإعادة الروح لها في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها البلاد في السنوات الأخيرة.
"العين الرياضية" التقت شرف محفوظ، وأجرت معه حوارًا حول عدد من القضايا الرياضية الراهنة، ورؤيته حول مستقبل الكرة اليمنية.
واقع الكرة اليمنية
قال محفوظ في بداية حديثه مع "العين الرياضية": "نحن نعاني من وضع سيئ انعكس على كل الجوانب ومنها الجانب الرياضي بالطبع، حتى الدوري الذي أقامه الاتحاد اليمني نهاية العام الماضي لا يمكننا اعتباره دوريا بمعنى الكلمة، فلا يوجد دوري في العالم يجمع 12 فريقا في مكان وملعب واحد، وبدون ترتيب أو إعداد مسبق".
وأضاف: "كرة القدم على مستوى العالم أصبحت علما ولغة تتخاطب بها كل الدنيا، كما أنها وسيلة توصلك إلى أكبر مراحل المحبة والمسؤولية، وليس العشوائية والارتجال".
وزاد بقوله: "أعتقد أن الواقع صعب ومرير، وحتى النجاحات التي تتحقق من وقت إلى آخر في الفئات العمرية بين فترة وأخرى من السهل جدا تحقيقها، لكن الصعب هو الحفاظ عليها لأننا لا نملك رؤية أو تخطيطا مستقبليا، وإذا نظرنا إلى تصنيفنا الدولي فسنعرف حقيقة الواقع الذي نعيشه".
جيل محظوظ
وبشأن المقارنة بين جيله والجيل الحالي، قال: "هذا الجيل محظوظ للغاية، فهناك أدوات تقنية يستفيد منها مثل السوشيال ميديا، التي تمكّن اللاعب من أن يصبح أغلى أو أشهر لاعب على مستوى العرب أو آسيا أو حتى العالم بمجرد عمل فيديو لا يتعدى الثواني، بالإضافة إلى توافر الفرص المادية الكبيرة".
واستدرك: "لكن الذي اختلف بين لاعبي اليوم والأمس أن اللاعب في الماضي كان يلعب بدون مقابل، حبا في النادي والمنتخب، أما لاعب اليوم فيفرض شروطه حتى قبل أن يلعب الكرة أو قبل أن يعرفه أحد، بخصوص راتبه وحصوله على امتيازات ربما لا يحصل عليها أصحاب مناصب ومهن عليا".
وأتم في هذا الصدد: "أرى أن المقارنة ظالمة بين الموهبة والمال، بين الجيلين، والدليل أن لاعب الأمس كان يستمر في الملاعب 7 أو 10 مواسم بمستوى عالٍ جدا، لكن اليوم قلما نجد لاعبا يستمر لموسمين أو 3 في نفس المستوى والأداء وعلى نفس المنوال".
إنجازات تدريبية
تحدث محفوظ عن تجربته التدريبية القصيرة في عالم كرة القدم، كاشفا عن أسباب عدم استمراره لفترة طويلة.
وقال نجم منتخب اليمن السابق: "تجربتي التدريبية كانت بالفعل قصيرة، لكني حققت فيها إنجازات على مستوى نادي التلال، كحصد بطولتين للكأس، وحققت أيضا المركز الثالث في الدوري هناك مرتين، وذلك في وقت قياسي، وهذا يعني أنها بداية طيبة في مجال التدريب".
واستدرك: "لكن نجاح التدريب في العموم يعود إلى انتظام واستقامة المسابقات واستمراريتها، والحيادية في إدارتها، وأنا كنت أُحارب في مجال التدريب، حيث وقف ضدي البعض في كثير من المباريات بعدد من الممارسات بجانب استفزاز الفرق التي كنت أدربها".
وزاد: "كما كانت لي تجارب مع فريقي الميناء والنصر، وأعتز جدا بتجربتي مع الأخير في دار سعد، من خلال دوري الدرجة الثانية، وكنا نلعب ضمن تجمع مجموعة صنعاء، واستطعنا احتلال المركز الثاني في ظل وجود فرق كوحدة صنعاء و22 مايو والرشيد، وفرق أخرى قوية جدا".
وأكمل: "استطعت الوصول بالنصر للمركز الثاني، لكن ظروف النادي وإمكانياته لم تساعدنا على الاستمرار".
أندية عدن واتحاد الكرة
تطرق محفوظ للحديث عن عدم مشاركة أندية عدن في الدوري العام، بقوله: "قرارات الاتحاد اليمني بحق هذه الأندية مبنية على مواقف شرف محفوظ من الاتحاد ومجلسه".
وأوضح: "لكن هناك لوائح وانضباطات واستحقاقات يجب ألا تتجاهلها الأندية، ومعروف عالميا أن الأندية تعمل تحت مظلة اتحاد كرة القدم، وهذا الاتحاد مستقل لا يخضع للدولة، بل يخضع للوائح الاتحاد الدولي (فيفا) فقط، حتى الدولة لا تستطيع أن تتدخل في أموره".
وأتم: "لهذا السبب تربع أحمد العيسي على رأس الاتحاد قرابة عقدين ولم يستبعد، لأن الدولة لا يحق لها استبعاد رئيس الاتحاد بدون الرجوع للفيفا، ونأخذ تجربة لما حصل في الكويت عندما تدخلت الحكومة في استبعاد قيادة الاتحاد الكويتي فأصدر الاتحاد الدولي قرارات بوقف النشاط هناك".
المنتخبات اليمنية
وتحدث أسطورة اليمن عن وجهة نظره في مستوى منتخب بلاده بكل الفئات السنية، وقال: "عدم استمرار نجاحات المنتخب اليمني يعود إلى أن مدرب الشباب أو الناشئين يحقق نجاحات آنية، بينما باقي المنتخبات تخطط للنجاح على المدى البعيد".
وأضاف: "أما فشلنا على صعيد المنتخب الأول فيعود إلى فارق الإمكانيات والخبرات والمهارات، والدوريات المستمرة عند بقية الدول والغائبة عندنا، والتي تلعب دورا كبيرا في تطور اللاعب، لهذا من الصعب جدا أن نحقق أي شيء على هذا الصعيد".
كيف ترتقي الكرة اليمنية
وبشأن رؤيته لارتقاء الكرة اليمنية قال محفوظ إن "هناك أمورا كثيرة لتطوير واقع الكرة في بلدنا، منها الاستقرار المعيشي بالنسبة للاعب، والاستقرار الاجتماعي على مستوى عائلته ووظيفته".
وأضاف: "يجب كذلك أن يكون هناك تخطيط مستقبلي سليم، واتحاد كرة قدم فاهم وواع، ومسؤولون عن الرياضة في الداخل وليس في الخارج ليكونوا قريبين من واقع الأندية لانتشالها من أوضاعها".
وأتم: "إذا أردنا أن نطور كرة القدم في اليمن فلماذا لا نسلم الأندية لشركات استثمارية تقوم برعايتها من الألف للياء، وعدم ممارسة التسول على أبواب الاتحاد، فالاستقرار على مستوى كل الجوانب المالية والاجتماعية والفنية قد يكون هو السبيل للارتقاء بالكرة في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها البلاد".
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز