"الشارقة للتمور".. حكاية بمذاقات 12 دولة
الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة يؤكد أن المهرجان يأتي لتحقيق عدة أهداف أهمها دعم المزارعين ومنتجي التمور والترويج لمنتجاتهم.
"وراء كل نوع من التمور حكاية" شعار متفرد حملته النسخة الأولى من مهرجان التمور الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة بمركز إكسبو الشارقة، قبيل حلول شهر رمضان المبارك، حيث يشهد مشاركة أكثر من 12 دولة عربية تعرض منتجاتها المتنوعة من التمر العربي الأصيل أبرزها المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر، وفلسطين، والجزائر، وسلطنة عمان، وتونس، بالإضافة إلى دولة الإمارات.
وتجولت "العين الإخبارية" بين أروقة المهرجان لتشهد فعاليات متعددة للتعرف على ثقافة التمور المتجذرة في الوجدان الإماراتي والعربي.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، سيف محمد المدفع: "مهرجان الشارقة للتمور يأتي لتحقيق عدة أهداف، من أهمها دعم المزارعين ومنتجي التمور في الإمارة، والترويج لمنتجاتهم وفتح أسواق جديدة لها، وتجويد زراعة وإنتاج وصناعة التمور، وتمكين المزارع والمنتج من المنافسة بها على المستوى الدولي، ليغدو المهرجان منصة مثالية للمورّدين تتيح لهم فرصة مقابلة نخبة من الأسماء العاملة في قطاع الضيافة وصناعات التمور، كما يوفر المعرض إمكانية البيع المباشر من على منصات العارضين، ممهداً الطريق أمام فرص تجارية جديدة وواعدة للباعة والمشترين، مع وجود مئات الأصناف من التمور التي تحتضنها أجنحة وطنية، لعدد من الدول والعارضين من موردين ومنتجين".
وأضاف: "يحتل التمر أهمية خاصة لدى أبناء الإمارات عبر العصور، وتزداد هذه الأهمية خلال شهر رمضان الفضيل، لما يرتبط به من سنن نبوية وطقوس رمضانية أصيلة، وفي مقدمتها بدء الفطور بتناول تمرة أو عدة تمرات اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتأدية صلاة المغرب، ومن ثم العودة إلى المائدة واستكمال باقي الإفطار، مع باقي الأصناف التي يعتبر التمر سيدها على جميع موائد المسلمين في أقطار العالم ومنها المجتمع الإماراتي، الذي أولى اهتماما كبيراً بالتمر وزراعة أعداد هائلة من النخيل بهدف الحصول على أجود أنواع التمر".
وتتشابه أنواع التمور في مختلف بلدان العالم العربي، وربما تحمل نفس الأسماء، حيث إن أشهر الأنواع في السعودية ومصر وفلسطين تشبه مثيلاتها في الإمارات كالعجوة، والعنبرة، والصفاوي، والمجدول، والبرحي، والخضري، والسكري.
حياكة سعف النخيل
ومن أبرز الفعاليات الجديدة في المهرجان الذي تحتضنه أرض إمارة الشارقة هي تلك التي نظمتها مؤسسة ماضي الإمارات التراثية بالشارقة، والتي تحتفي بالجانب القديم والأصيل والتراثي في التمور، فها هي خيام تحاكي الحياة البدوية في الإمارات، وبداخلها تقبع سيدات إماراتيات يأتيك صوتهن من خلف برقعهن القديم.
الوالدة حليمة محمد الشحي تتحدث عن حياكتها أشياء كثيرة من سعف النخيل، وتعود بذاكرتها إلى الوراء قائلة: "كانت تتوفر لدينا أشجار النخيل بغزارة حول الواحات، مما جعلنا في القدم نعتمد على حياكة سعف النخيل، لصناعة أدوات مثل السلال والمراوح والحصائر، ومنها المكبة، وهي من الأدوات الأساسية في البيت الإماراتي، وكذلك السرود وهو حصيرة دائرية كانت توضع عليها أطباق الأكل، ويمكن جمع العديد منها لتكوين مكان فسيح يجتمع فيه الناس لتناول الطعام، والجفير، وهي سلة عريضة متدرجة إلى قاعدة دائرية كانت تستخدم لحمل الخضار والفواكه، والسرود قطعـة حصير مـدورة تصنع من خوص النخيل بعد نقعه بالمـاء لتليينـه".
منقود القهوة
ولم يقتصر المهرجان على كل ما يرتبط بالتمور في مختلف البلدان، بل جسدت فعالياته أصول وجذور القهوة العربية، وهو التقليد العريق الذي عرف به عرب البادية قديماً، إذ كان رمزاً للضيافة والكرم وافتتاحية المجالس وأساس عرض الزواج، حيث يبدأ تقديم القهوة للضيف في المقام الأول ثم للجالسين من على يمين الضيف، كما يعتبر من العيب أو ما يعرف بـ"المنقود" عند العرب أن تقدم القهوة باليد اليسرى، إذ يتوجب على "المقهوي" تقديم القهوة باليد اليمنى، ويتناولها الضيف باليد اليمنى أيضاً.
وتجلس فتاة إماراتية أمام منضدتها التي تحتضن فناجين القهوة، وأمامها معداتها التقليدية لتشرح لنا على أرض الواقع كيفية صناعة القهوة العربية.
وتبدأ فتاة القهوة حديثها بالقول: "أجلس أمام المنحاز أو ما يعرف بـ"الهاون"، وهو الأهم لدينا فقد كان يستخدم في طحن القهوة وغالباً ما كان يصنع من الخشب أو الحديد، ويمتاز بتعدد أشكاله إلا أن الهاون المخروطي العميق في الجزء السفلي والضيق في الأعلى هو الأوسع انتشاراً، أما الرشاد أو الهاشمي فهو عبارة عن أداة تستخدم في دق حبوب القهوة وتنعيمها بالمنحاز ويصنع من الخشب أو الحديد أو النحاس، ولكي نحتفظ بحرارة القهوة نضع الدلال في وعاء معدني يوضع فيه الجمر (الكوار أو المنكلة)، وقد يكون "الكوار" مستدير الشكل أو مستطيلا، ويحتوي على 3 أو 4 أرجل ترفعه عن الأرض، ولصب القهوة هناك الفناجين أو ما كان يعرف بـ"الاستكانات"، وهي عبارة عن كأس زجاجية، أما الدلة فكانت تصنع من الفخار ومع انتشار المواد المعدنية صنعت الدلة من النحاس".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA= جزيرة ام اند امز