"منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي".. منصة عالمية للاقتصاد
بلغت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر ما يقارب 6 مليارات درهم وفي العام الجديد نأمل في زيادة هذه النسبة 20%.
تحمل الدورة الرابعة من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر بُعداً جديداً يجعل منه منصة دولية لطرح مختلف الرؤى والتوجهات العالمية الحديثة نحو "صناعة مستقبل الاقتصاد"، ونظراً لأن الشارقة تسعى لتسطر لنفسها مكانة عالمية في قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر، تطرقت "العين الإخبارية" إلى دور المنتدى وبيئة الإمارة ودولة الإمارات بشكل عام في ذلك.
فلم يكن اختيار شعار الدورة الرابعة تحت مسمى "صناعة مستقبل الاقتصاد" إلا انعكاساً لتوجه دأبت إمارة الشارقة لتحقيقه على مدار السنوات الماضية بتعزيز مناخ الاستثمار في الإمارات بما يواكب ويتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، ولعل الدورة الحالية من المنتدى المنعقد يومي 10 و11 من ديسمبر/كانون الأول سيلعب دوراً في رصد التحولات التنافسية والمتغيرات الجذرية في خريطة الاقتصاد العالمي.
وجاء اختيار شعار المنتدى هذا العام استكمالاً لاختيار مضمون الدورة السابقة، والتي تناولت الثورة الصناعية الرابعة في الاستثمار، وهو الأمر الذي أكده محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، قائلًا: "أردنا هذا العام أن نغوص أكثر في ما بعد الثورة الصناعية الرابعة وننطرق إلى مسألة مستقبل الاقتصاد وما سيكون عليه".
وأصبح العالم برمته يركز على تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف المستقبل التي تعد جميعها مرتبطة بالاقتصاد. ولذلك من المهم الوقوف عند طبيعة القطاعات الجديدة التي ستتولد مستقبلاً وما يتبعها من فرص عمل.
ويأتي المنتدى ليركز على قطاع الصناعة الحديثة التي تعتمد بشكل كبير وأساسي على التكنولوجيا، لا سيما أن الإمارات تسعى إلى التركيز على الصناعات الحديثة، والانتقال من الصناعات المرتكزة على العمالة إلى الصناعات القائمة على أسس الابتكار وتوظيفات التكنولوجيا مثل صناعة الروبوتات وطائرات الدرونز وصناعة الفضاء والبرمجيات وغيرها من القطاعات في هذا الصدد تحدث المشرخ: "نحن في هذا المنتدى نركز على الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتوجهات العالمية المعنية بهذا النوع من الاستثمار، وأين تقع إمارة الشارقة من استقطاب هذه الاستثمارات، والمميزات التي يمكن أن توفرها الإمارة للمستثمرين، ويترجم المنتدى هذه الرؤية من خلال جلسات تناقش مستقبل غرف التجارة والصناعة العالمية، كما نتطرق إلى أمور التكنولوجيا والابتكار واستخدام الطائرات دون طيار والثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على بيئة ومستقبل الأعمال من خلال متحدثين معنيين بهذه القطاعات".
وعن طبيعة الشراكات التي يستقطبها الحدث قال المشرخ: "تم توقيع اتفاقيات عدة في اليوم الأول تأتي على رأسها اتفاقية بين مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر والرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجمع الشارقة للابتكار والتكنولوجيا ومدينة ديكون الكورية".
ويضيف قائلاً: "هناك تركيز على استقطاب استثمارات نوعية في قطاع الصحة والخدمات اللوجيستية والنقل والبيئة، وهو ما يسهم في زيادة نسب النمو على المستوى المحلي للشارقة والإمارات عامة، ففي العام المنصرم حققت الإمارة قفزة نوعية في مجال استقطاب الاستثمار، حيث بلغت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر ما يقارب 6 مليارات درهم وفي العام الجديد نأمل في زيادة هذه النسبة 20%".
وعن مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا تحدث الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية رئيس اللجنة العليا للتحول الرقمي في الشارقة، إلى العين، قائلاً: "لاشك أن فرص الاستثمار بمختلف أنواعه كبيرة جداً في الشارقة، فقد تم تطوير البيئة الاستثمارية على مدار 3 عقود من خلال تمهيد وتدعيم البنية التحتية التقليدية المعنية بالطرق والكهرباء والمياه وخطوط الإمداد، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية العلمية من خلال تأسيس الجامعات والمعاهد العلمية المرموقة في إمارة الشارقة، والآن نحن في مرحلة جديدة تعمل على استثمار هذه البنى التحتية، بالإضافة إلى المناخ الثقافي والفكري لبناء اقتصاد ابتكاري في الإمارة، ولا شك أن الشارقة ودولة الإمارات الآن أصبحتا مساهمين وحاضرين قويين على الساحة العالمية في مختلف المجالات الاقتصادية خاصة الاستثمار المستقبلي المربوط بالابتكار والشركات التي تقدم خدمات تستجلب المستقبل إلى الحاضر، من خلال توظيف العلوم والطاقات البشرية المجودة في الإمارة لرفع سمعة الفرص الاستثمارية التي توجد اليوم، وقد بدت هذه المؤشرات ظاهرة بالرغبة الكبيرة للمستثمرين في دول الخليج فيما مضى، والآن تحول الأمر ليصبح عالمياً وأصبحت الشارقة محط أنظار المستثمر العالمي لما توفره من فرص في بيئة استثمارية مميزة".
وأضاف: "يعد قطاع العقارات واحد من أهم القطاعات الاسثمارية في الشارقة على مدار أعوام طوال بسبب تطوير البنية التحتية التقليدية، كذلك يعد قطاع الخدمات اللوجيستية والنقل واحد من أهم القطاعات المعروفة عن الإمارة، لما توفره موانئ الشارقة من خدمات في النقل والشحن والتفريغ المعتمد على الموقع الجيوسراتيجي للإمارة، والآن بوجود الطاقات البشرية والمواهب العلمية والبيئة الرقمية الحديثة تحضر التكنولوجيا والشركات الناشئة في هذا المجال كقطاع استثماري قوي له حضوره وسيزداد هذا الحضور في المستقبل القريب من خلال مجمع التكنولوجيا والابتكار الموجود بالقرب من المدينة الجامعية، وهو ما يوفر فرصاً حقيقية للمستثمر للإمارة".
هذا ويأتي منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، الذي ينعقد على مدار يومي الـ10 والـ11 من ديسمبر الجاري في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بست جلسات تستشرف القطاعات المحركة للنمو في المستقبل، حيث تناقش فعاليات اليوم الأول "الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً: النظم والتشريعات الجديدة، والاتجاهات الجديدة في قطاعات الأعمال، ودورات الاستثمار وأفضل الممارسات".
وتطرق جلسة أخرى إلى "السباق نحو الجيل الخامس من الإنترنت وتطبيقات لأعمال الأكثر ذكاءً وتحسين الدعم للأنظمة الخاصة بإنترنت الأشياء"، كما تشهد فعاليات اليوم الأول حلقة نقاشية جانبية حول "دور الشباب في تشكيل ملامح مستقبل الاقتصادات، وكيف يقود الشباب عملية التطور الرقمي والتنمية الاقتصادية"، فيما تندرج في فعاليات اليوم الثاني جلسات حوارية الأولى بعنوان "الإنسان مقابل الآلة" والجلسة الثانية بعنوان "الارتقاء بالمرأة في قطاع الأعمال: تأثير المرأة ودورها في دفع عجلة النمو الاقتصادي"، بينما تركز الجلسة الثالثة على "الاستدامة ما بعد المسؤولية الاجتماعية للشركات".
ويذكر أنه تم تنظيم ورشة عمل متخصصة قبل انطلاق المنتدى، بالتعاون بين منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر والرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار (WAIPA)، تناولت أفضل ممارسات عرض الفرص الاستثمارية، عبر دراسة احتياجات المستثمرين ومواكبة التطورات التكنولوجية لتحديد القطاعات التي يركزون عليها.
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز