جامعة "أتونوما مدريد" تمنح حاكم الشارقة الدكتوراه الفخرية
احتفال رسمي أقيم في الجامعة تقديراً لجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في دعم الثقافة..
أعرب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن بالغ سعادته وخالص شكره لترشيحه ومنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المستقلة "أتونوما مدريد"، مؤكداً أنّ هذا التكريم من هذه الجامعة المشهود لها بالتميز لهو مصدر اعتزاز.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، الخميس، ضمن الاحتفال الرسمي الذي أقيم بالجامعة تقديراً لجهوده في دعم الثقافة، بحضور رئيس الجامعة وعمداء الكليات وبعض القيادات الأكاديمية والسياسية في إسبانيا.
وقال حاكم الشارقة: "يسرني الالتقاء بهذا الجمع الكبير من الأكاديميين والباحثين المميزين والضيوف المرموقين، كما نود أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير على ترشيحنا ومنحنا الدكتوراه الفخرية من الجامعة المشهود لها بالتميز بين جامعات إسبانيا وأوروبا، ونتشرف بهذا التكريم الذي سنعتز به مدى الحياة".
وأضاف "قد يعرف البعض منكم أني أقرأ وأكتب عن التاريخ منذ فترة طويلة، وأعتقد أن ذلك يجري في دمي ولن أكف عنه طوال العمر وقد قرأت عن فترات كثيرة من تاريخ إسبانيا وشعوبها على مر العصور وشعرت بالانبهار في بعض منها والحزن في البعض الآخر".
وتابع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: "حينما تقابلت مع البروفيسور أرتورو موراليس من جامعتكم وبصحبته سفير إسبانيا في الإمارات لدعوتنا لحضور حفل اليوم تمنى البروفيسور موراليس أن تحتوي كلمتي خلال هذا الحفل على قصيدة شعرية باللغة العربية، وتبين أثناء اللقاء أنه مُطّلع على بعض ما كتبناه حول مواقف وأحداث متعددة قرأنا عنها أو عاصرناها".
واستكمل "كان ردنا أننا سنفكر في الأمر وأخبرناه أن القصائد الشعرية الجميلة لا بد أن تعبر عن مشاعر وأحاسيس مؤلفها حتى ولو كانت متعلقة بأحداث ومواقف حدثت منذ قرون عدة، ولتقديرنا لجامعتكم والحضور الكريم استجبنا له، وها هي قصيدتنا اليوم:
أتونوما مدريد برتب المعالي.. دعتنا للتكريم فلبينا بامتثالِ
معاهدُ التعليمِ جلَ همِها.. لحقيقةِ العلمِ لا ضرباً من خيالِ
ولا بهوى النفسِ ولا.. بهضِم الحقِ أو بذلٍ بمالِ
رعاةُ العلِمِ سأروي لكمُ.. حكايةَ التاريخِ دون ضلالِ
لقد أقام القوطُ في دياركمُ.. سنينَ بلا ذمةٍ أو إلالِ
وأضحت غرناطةُ فتاةً لعوباً.. تتراقصُ على تلك التلالِ
وكان قومي يومَها غزاةً.. فوقعت اللعوبُ في شَركِ الحبالِ
وقرت الفتاةُ في قصورٍ بها.. فَساقي تُسقى من خوابي الجبالِ
وتشربت مِنا علوماً فنوناً.. فكانت في الدُنىَ مضربَ الأمثالِ
ولما سعى قومَكمُ للتوحيد يوماً.. قبلنا التوحيدَ بشرطِ المنالِ
لعهودٍ ووعودٍ وحَمِى.. ذهبت بها ذارياتُ الرمالِ
دعاةُ العلم اليوم جئتكمُ.. حاملاً حجتي دون جدالِ
فإن أنصفتموني جل سعيكمُ.. وما ظني بينكم ظنونٌ باحتيالِ
وأردف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قائلاً بعد أن ختم قصيدته: "أما عن الحاضر والمستقبل، فلدى الشارقة وإسبانيا علاقات ثقافية وأكاديمية وإنسانية متنوعة وراسخة منذ عقود عدة، ومن أبرزها التعاون والعمل المشترك في مجال علم الآثار والتنقيب الأثري".
واختتم حاكم الشارقة كلمته قائلاً: "يسعدنا أن نستمر في دعم التعاون بين جامعة مدريد المستقلة (أتونوما مدريد) وهيئة الآثار وجامعات وأكاديميات الشارقة العلمية، وندعو الجميع إلى العمل المشترك في كل المجالات لدفع حدود المعرفة واستحداث التطبيقات التي تؤدي إلى التقدم والتطور الذي نشدوه جميعاً".
وكانت مراسم تنصيب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالدكتوراه الفخرية بدأت بكلمة للدكتور رافائيل جاريسي ألاركون، رئيس جامعة مدريد المستقلة "أتونوما مدريد" استعرض في مقدمتها سيرة حاكم الشارقة العلمية والتعليمية والعملية وإنجازاته على صعيد البحوث التي من شأنها الارتقاء بالبشرية.
وقال ألاركون: "لقد لعب حاكم الشارقة ضيفنا المكرم هذا اليوم دوراً أساسياً ومهماً في تأسيس العلم ونشره في بلده وخارجها، ورغم كون العلم والسلطة طريقين متضاربين فإنه إحدى الشخصيات القليلة الذين استطاعوا التوفيق بين هاتين الميزتين".
بعدها دعي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لبدء مراسم تنصيب الدكتوراه، وتلا رئيس الجامعة البيان الرسمي لهذه المناسبة قائلاً: "بكل ما لديكم من مزايا، يقر المجلس الأعلى للجامعة تنصيبكم بالدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المستقلة (أتونوما مدريد)، واسمحوا لي بأن أضع لكم القلنسوة المثل الرمزي لمقام معرفتكم وعلمكم وحكمتكم"
وأضاف: "كما أقدم لكم هذا الخاتم كرمز للتآخٍ بين أعضاء طاقم هيئة التدريس في الجامعة، وأتقدم لكم بالقفازات البيضاء التي تمثل المكانة العلمية والنزاهة والكرامة، وأهديكم كتاب (العلم) وأود أن تحتفظوا به كذكرى - على الرغم مما لديكم من علم ومعرفة - فهو عرفان لمن أمدوكم بالمعارف التي تتحلون بها اليوم".
وعقب ذلك عزفت الموسيقى الرسمية للجامعة، وانتقلت مراسم الاحتفال إلى خارج القاعة الرئيسية، حيث تم التقاط الصور التذكارية وإعلان ختام المراسم.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز