الشارقة تستهدف جذب استثمارات إسبانية في الطاقة المتجددة والصحة
ملتقى أعمال الشارقة-برشلونة يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المدينتين وتوسيع آفاق التعاون بين الجانبين
نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" ملتقى أعمال الشارقة-برشلونة، بحضور أكثر من 150 مستثمرا وكبار المسؤولين الإسبان.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المدينتين، والعمل على توسيع آفاق التعاون بين الجانبين، عبر استهداف أهم القطاعات التي تلبي احتياجات المستثمرين الإسبان مثل التعليم والرعاية الصحية.
- "العلاقات الحكومية في الشارقة" تبحث التعاون مع نظيرتها الإسبانية
- "سياحة الشارقة" تشارك في معرض "موسكو للسياحة والسفر 2019"
ويأتي تنظيم الملتقى، الذي عقد في برشلونة بالتزامن مع زيارة وفد رفيع المستوى من إمارة الشارقة إلى مدينة برشلونة برئاسة الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، والتي اختتمت فعالياتها أمس الأول، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين برشلونة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، والتعريف بمقومات المناخ الاستثماري في الشارقة الذي يتيح للشركات الإسبانية توسيع أعمالها، وفتح المزيد من الأسواق في المنطقة والعالم عبر البوابة الإماراتية.
وحضر الملتقى الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ومحمد عبدالله علي الشامسي قنصل عام الإمارات في برشلونة، ومروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبدالله علي المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، ومحمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، والدكتور عبدالعزيز المهيري مدير عام هيئة الشارقة الصحية وعدد من المستثمرين المحليين.
وأكد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي أهمية الملتقى بين المدينتين، موضحا أنه يترجم التزام الشارقة بتطوير شراكات قوية مع أبرز المراكز والمؤسسات المالية والاستثمارية من جميع أنحاء العالم، حيث أتاح ملتقى الأعمال بين الشارقة وبرشلونة عملية تسهيل التبادلات الموجهة نحو تعزيز التجارة والاستثمارات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول كيفية الاستفادة من الطرفين عبر المصالح التجارية المتبادلة في ضوء التطورات الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وأضاف أن الملتقى وزيارة وفد الشارقة رفيع المستوى يهدفان إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وإسبانيا التي ابتدأت منذ عام 1972، لا سيما أن كاتالونيا تعتبر الأكثر ازدهارا من بين 17 منطقة في إسبانيا، إذ تستوعب نحو 19% من الاقتصاد الإسباني من خلال قطاعات السياحة والصادرات والتصنيع والصناعة، ما يجعلها قوة اقتصادية وثقافية ذات إمكانات هائلة تدفع لمزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات التي تمهد الطريق للنمو والازدهار المشترك.
من جانبه، أشاد محمد عبدالله الشامسي بمبادرة مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" بتنظيم "ملتقى أعمال الشارقة-برشلونة" في مدينة برشلونة للمرة الأولى، مؤكدا أهمية هذه الفعالية الترويجية ودورها في تعريف مجتمع الأعمال الإسباني بالمقومات والإمكانيات الواعدة التي يتمتع بها الاقتصاد الإماراتي كبوابة إلى العديد من الأسواق العالمية.
وأكد عمق العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسبانيا، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث حقق الميزان التجاري بين البلدين عام 2018 نحو 1.9 مليار يورو.
وأعرب عن تطلعه إلى رفع مستوى التعاون مع مجتمع الأعمال في إقليم كتالونيا من خلال استقطاب استثمارات الشركات المختلفة، خاصة في القطاعات ذات الأولوية، وفي مقدمتها الطاقة المتجددة والنقل والتعليم والصحة والتكنولوجيا والمياه والفضاء والأمن الغذائي.
وقال مروان بن جاسم السركال، في كلمته أمام الحضور، استطعنا من خلال هذه الزيارة نقل رسالتنا إلى أصدقائنا وشركائنا في برشلونة عبر استعراض آخر التطورات التي يشهدها اقتصاد الشارقة ومكانتها التي تشغلها على خارطة الاقتصاد العالمي، وقدرتها على تعزيز مكانتها كسوق عالمية للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة من شتى أرجاء العالم، فضلا عن كونها ملاذا استثماريا آمنا.
وتابع أن إمارة الشارقة اتجهت خلال السنوات القليلة الماضية إلى تبني وترجمة المزيد من مفاهيم الابتكار في شتى القطاعات، إلى جانب التطورات التكنولوجية والأفكار التي تتيح لقادة الأعمال الشباب والمستثمرين الاستفادة من البنى التحتية لأعمالها كوسيلة لتعزيز مشاريعهم والتوسع في أسواق جديدة، بفضل موقعها الجغرافي الذي يعتبر بوابة بين الشرق والغرب وموانئها الثلاثة ذات الموقع الاستراتيجي.
وأضاف "دورنا في "شروق" هو تسهيل إقامة شراكات جديدة ومشاريع مشتركة مع نظرائنا الإسبان، بناء على تاريخنا من الشراكات الناجحة مثل تلك التي بيننا وبين حافلة الجولات السياحية العالمية، والتي شهدت انطلاق خدمة حافلة الجولات السياحية بالشارقة لأول مرة في الإمارة، بالإضافة إلى شراكتنا الاستراتيجية مع شركة روكاس إند ديزاين الإسبانية المتخصصة في التصميم، لإطلاق مؤسسة مشتركة باسم روكاس الإمارات التي وسعت أعمالها مؤخراً إلى البحرين والمنطقة".
واستعرض كل من محمد جمعة المشرخ والدكتور عبدالعزيز المهيري أمام المستثمرين الإسبان في جلسة نقاشية تحت عنوان "الفرص الاستثمارية في الشارقة" المزايا الاستثمارية التي توفرها الإمارة للمستثمرين الأجانب، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الفرص الاستثمارية في مجالات التعاون في قطاع الرعاية الصحية بهدف استقطاب المزيد من الشركات والمؤسسات الصحية المتخصصة للإمارة، وكذلك التسهيلات والحوافز التي يمكن أن تقدم للشركات الناشئة والصغيرة الإسبانية بما يمكنها من تأسيس وتطوير أعمالها في الشارقة.
وأكد المشاركون في الجلسة أن توجه الشارقة لتنمية أعمالها مع الشركات الإسبانية في مدينة برشلونة يأتي ضمن استراتيجية الدولة الهادفة إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع إسبانيا.
من جهته، أكد محمد جمعة المشرخ أن الملتقيات التي يعمل على تنظيمها المكتب داخل الإمارة أو خارجها تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز موقع إمارة الشارقة الاقتصادي على خارطة الاستثمارات العالمية، عبر عرض أهم الفرص التي تتيحها الإمارة للمستثمرين الأجانب في قطاعات اقتصادية حيوية مثل السياحة والترفيه والنقل والإمداد والرعاية الصحية والبيئة والتعليم والصناعات الخفيفة, إضافة إلى أهم المشاريع التنموية التي تعمل عليها الشارقة حاليا.
وأوضح المشرخ أن عقد هذا الملتقى جاء بناء على دراسة متطلبات المستثمرين الإسبانيين، ورغبتهم بتوسيع أعمالهم في قطاعات متخصصة للوصول إلى أسواق عالمية عبر منطقة الشرق الأوسط والخليج، مشيراً إلى أن بيئة الأعمال المستقرة في الشارقة استطاعت خلال السنوات الماضية جذب نحو 96 شركة إسبانية تعمل حالياً في المناطق الحرة مثل المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي ومدينة الشارقة للإعلام "شمس" والمنطقة الحرة في الحمرية.
وأشار الدكتور عبدالعزيز المهيري إلى أن الهيئة تسعى ضمن استراتيجيتها وأهدافها إلى تعزيز سبل التعاون وعقد الشراكات مع مختلف موردي ومقدمي الخدمات الصحية الحكومية والخاصة في مختلف دول العالم لا سيما إسبانيا، حيث تتميز برشلونة بعدد من التخصصات المهمة، الأمر الذي يدفع الكثيرين من سكان دول مجلس التعاون الخليجي للسفر إليها والاستفادة من خبراتها في المجال الصحي خاصة في علاج العيون.
وأضاف المهيري "تأتي هذه الزيارة بهدف فتح آفاق التعاون والتنسيق بين المؤسسات المعنية في برشلونة ومدينة الشارقة للرعاية الصحية باعتبارها منطقة طبية حرة، حيث نسعى إلى استقطاب الاستثمارات ذات الشأن من المعاهد والمستشفيات ذات التخصص المتميز والمعروفة عالميا لفتح أفرع لها في الشارقة، بما ينسجم مع استراتيجية الهيئة واستراتيجية مدينة الشارقة للرعاية الصحية الرامية إلى توثيق التعاون المشترك مع مختلف الجهات المعنية بالرعاية الصحية".
وقال المهيري "استعرضنا خلال الملتقى أهداف إنشاء المدينة والمميزات والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين من حيث التملك الحر، وكذلك تنفيذ استراتيجية النافذة الواحدة لتقديم كافة الخدمات إلى جانب الوحدات الطبية الموجودة على أرض المدينة والأراضي المجهزة بكافة الخدمات للجهات الراغبة بإنشاء مشاريع طبية".
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز