سلطان القاسمي يفتتح الدورة 36 من معرض الشارقة للكتاب
يسعى معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى نشر وترسيخ متعة القراءة، من خلال طيف واسع من الأحداث والفعاليات الثقافية.
بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت اليوم الأربعاء، الدورة الـ36 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تحت شعار «عالم في كتابي»، من تنظيم هيئة الشارقة للكتاب، وتستمر حتى 11 نوفمبر الجاري.
بدأ حفل الافتتاح بكلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حيث قال: "هناك أياد خفية تلعب بعقول بعض من أولادنا الذين خوت عقولهم من الفكر والثقافة، نحن أمام تيار ظلامي يريد بنا أن نكون لا شيء، وأراد تحطيم حطم تراثنا وثقافتنا ومعتقداتنا وعلمنا ومعرفتنا، ولكننا نقول بصراحة أن مجابهة الظلام تكون بالنور.. نور المعرفة والكلمة".
وأضاف: "لا بدّ لهذه الفئات التي بدت تتراجع من بعض هذه الضربات المتلاحقة، والتي كان آخرها في مصر بانتقام أهلنا فيها لشهدائهم. نالت مصر ما نالت، ولو رجعنا للتاريخ كله لوجدنا أن مصر هي الحصن الحصين، وصمام الأمان الذي ننشده. قدّر الله لها رجلاً من أبنائها مؤمناً بانتمائه إلى بلده، لاحظنا ذلك منذ البداية ونحيي ذلك الرجل الذي منذ أن بدأ في تلك الأرض، والعطاء يأتي والبلد يرتقي، ونأمل أن تكون مصر في قمة الدنيا إن شاء الله".
وفي كلمته أكد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن معرض الشارقة للكتاب اليوم أصبح الأكبر عربيا والثالث على مستوى العالم، ومنذ انطلاقه في 1982 أعاد حسابات الجميع بعد أن ظنوا أنه سيفشل.
وكرّم حاكم الشارقة، الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، بدرع شخصية العام الثقافية، وذلك تقديراً لمكانته الثقافية البارزة وشخصيته الأكاديمية المتميزة، ولاهتمامه بتطوير العمل الثقافي، وتعزيز علاقات مصر مع كافة الجهات الثقافية.
كما كرّم الفائز بجائزة ترجمان في دورتها الأولى لعام 2017، والتي استحقتها دار النشر الإسبانية بيربوم، وذلك عن نشرها ترجمة كتاب "ألف ليلة وليلة" باللغة الإسبانية، حيث تسلّم درع الجائزة لويس رافائيل هرنانديث، المدير العام للدار، وكذا كرّم الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، والتي فاز بها كل من:
- جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع، وفازت بها الكاتبة نادية النجار عن روايتها "ثلاثية الدال".
- جائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات، وفازت بها الدكتورة ميثاء ماجد الشامسي عن كتابها "سيميائية العلامة في المسرح الإماراتي المعاصر".
- جائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، وفاز بها الدكتور راشد أحمد المزروعي عن كتابه "موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة".
- جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية، وفاز بها الكاتب عبد الله البصيص عن رواية "طعم الذئب".
- جائزة أفضل كتاب أجنبي خيالي، وفازت بها الكاتبة لاوري كوبيتسل عن روايتها "ذا اسكاترنج".
- جائزة أفضل كتاب أجنبي واقعي، وفاز بها كل من الكُتَّاب صوفي لي راي، وراديكا بونشي، وديفيد بي. جونز عن كتابهم "جيم تشينجرز.
- جائزة أفضل دار نشر محلية، وفازت بها دار ملهمون للنشر والتوزيع من دولة الإمارات العربية المتحدة.
- جائزة أفضل دار نشر عربية، وفازت بها دار المدى للثقافة والنشر من العراق.
- جائزة أفضل دار نشر أجنبية، وفازت بها دار "ماثروبومي برنتنج آند ببليشنج" من الهند.
وكرّم حاكم الشارقة رعاة المعرض، وهم: مؤسسة الشارقة للإعلام، ومجموعة أبوظبي للإعلام وتسلم الجائزة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة و الدكتور علي بن تميم مدير عام "أبوظبي للإعلام"، ودار الخليج، وقناة العربية، كما كرم شخصية العام الثقافية، الدكتور محمد صابر عرب.
وفي كلمته، قال صابر عرب: "المصريون جميعا يعرفون محبتكم، وأتقدم لكم بالتهنئة على النجاحات الكبيرة، وهذا العام يأتي بمثابة حصد للجهد، فقبل أمس تم افتتاح لمدينة النشر، وقد خصصت مقرا دائما لاتحاد الكتاب العرب في رسالة لكل المثقفين، واليوم تفتتحون معرض الشارقة للكتاب بعد أن أصبح حدثا ثقافيا كبيرا".
وأضاف: "الإنسان هو هدفكم يا صاحب السمو حاكم الشارقة، ويأتي المعرض تتويجا لرحلة طويلة. وأعتقد أنكم كنتم على ثقة أن الثقافة بمفهومها الشاملة هي السبيل للارتقاء".
وتابع، باكياً: "جاء اختياري شخصية العام الثقافية بمثابة تقدير لبلدي مصر، التي تخوض حربا ضارية ضد أنصار الموت والتعصب، وأهدي هذا التكريم إلى شهداء مصر الأبرار، الذي يسقطون وهم يدافعون عن أرضهم مصر في سبيل الحفاظ على أرضها".
ووقع بعدها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة مؤلفاته الصادرة حديثاً وهي "مسجالات شعرية" و"سيرة مدينة" و"رحلة بالغة الأهمية"، و"إني أدين".
وبعد انتهاء حفل الافتتاح، تجول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في أروقة المعرض وتفقد ما تعرضه دور النشر والجهات المشاركة، وزار جناح المملكة المتحدة ضيف شرف المعرض لهذا العام مطلعاً على ما يضمه من معروضات ومنشورات أبرزها أقدم مخطوطة للقرآن الكريم التي تعد واحدة من المقتنيات النادرة لجامعة برمنجهام البريطانية، وزار جناح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وجناح وزارة التربية والتعليم وتعرف من القائمين على الأجنحة ما تعرضه أجنحتهم من كتب واصدارات ثقافية وأدبية وأنشطة تفاعلية للزوار.
كما زار جناح جمعية الناشرين الإماراتيين واطلع على أبرز المعروضات والمبادرات التي تنظمها الجمعية، وزار جناح 1001 عنوان وعنوان، وأجنحة دائرة الثقافة، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومعهد الشارقة للتراث، ومجموعة كلمات، والمجلس الاماراتي لكتب اليافعين.
وتوقف حاكم الشارقة لدى منشورات القاسمي وأهدى عدداً من النسخ الموقعة من كتبه للعديد من للضيوف والشخصيات، وتفقد أجنحة العديد من المؤسسات منها مؤسسة أبوظبي للإعلام وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والمجلس الوطني للإعلام وهيئة دبي للثقافة ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وجريدة الخليج واتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعدد من أجنحة الدول الخليجية والعربية والأجنبية ودور النشر المشاركة.
وتلقى حاكم الشارقة خلال جولته العديد من الاهداءات والاصدارات من كتب ومنشورات قدمها له الكتاب والأدباء ودور النشر المشاركة.
ويشهد هذا العام مشاركة 1650 دار نشر من 60 دولة، تعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، ويضم المعرض برنامجا حافلا بالنشاطات خلال فترة انعقاده التي تستمر حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وخصص جناحا يحمل عنوان «منطقة المستقبل» يشارك فيها عدد من كبرى الشركات المتخصصة في مجال النشر والكتاب الإلكتروني.
ويضم المعرض طيفا واسعا من الشخصيات يثرون البرنامج الثقافي، ومنهم: الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، والكاتب السعودي عبده خال، والمصري أحمد مراد، وسعود السنعوسي، وغيرهم من الشخصيات الأدبية والثقافية.
بريطانيا ضيف شرف هذا العام، وينظم المعرض سلسلة من النشاطات التي تعكس عمق الثقافة الإنجليزية وسيرة منجزها الأدبي والفكري والفني. وتعد برنامجا حافلا لمشاركتها في المعرض، يتمثل أهمها في عرض أقدم نسخة للقرآن الكريم أمام الزوار، ويشكل عرضها فرصة أمام الباحثين والشغوفين في المعرفة.
ويسعى معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى نشر وترسيخ متعة القراءة، وتعزيز التفاهم والتواصل الثقافي بين مختلف الشعوب والحضارات، من خلال استضافته أبرز الكتَّاب والناشرين والفنانين من منطقة الشرق الأوسط وأنحاء العالم، كما يقدم آلاف العناوين التي تشمل الروايات والقصص والأعمال الأدبية الأخرى.
ومع مرور 35 عاما على انطلاقته الأولى، شكّل معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد الأعمدة الرئيسية لنهضتنا الثقافية، وسرعان ما انتقل من نجاح إلى آخر، حتى أصبح اليوم ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، يجتذب الآلاف من دور النشر والكتّاب والمؤلفين، إضافة إلى الملايين من الزوار من كل أنحاء العالم.
وأعلن معرض الشارقة اختيار الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري السابق، شخصية العام الثقافية للدورة الـ36؛ تقديرا لمكانته الثقافية البارزة وشخصيته الأكاديمية المتميزة.