مجتمع
شارل العشي لـ"العين": إلهام الشباب يستحق الاستثمار بكل ما نملك
شارل العشي.. صاحب المسيرة الملهمة في استكشاف الفضاء في مقابلة الخاصة مع "العين".
15 آب/أغسطس 1968 تاريخ لا ينساه عالم الفضاء اللبناني الأمريكي شارل العشي. إنه اليوم الذي وصل فيه إلى لوس أنجلس الأمريكيةحاملاً حقيبة صغيرة في يده ومائة دولار في جيبهولا شيء آخر. لم يكن العشي يعرف أحداً في البلد الجديد الذي انتقل إليه من فرنسا ليتابع دراسة الدكتوراه في العلوم الكهربائية في معهد كاليفورنيا التكنولوجي.. ولم يكن يعرف أيضاًأنه بعد سنوات قليلة ستسلمه "ناسا" إدارة معهد الدفع النفاث التابع لها وتشكره لكونه قائدا بالفطرة ولمشاركته وضع الاستراتيجيات الكفيلة باستكشاف الفضاء لعقود تالية."بوابة العين" التقت العشي في مقابلة خاصة على هامش مشاركته في مؤتمر "ستب" في دبي. مقابلة يعود فيها العشي إلى البدايات، عندما ظن أنه سينهي دراسة الدكتوراه في وسيعود إلى بلده الأم لبنان، لكنه سرعان ما انضم إلى مختبر الدفع النفاث داخل مركز "ناسا"، الذي عمل فيه لعشرات السنوات، وتدرج ليديره ويدير عمليات مهمات الفضاء.
في حديثه عن طفولته وشبابه وحلمه بالفضاء، يتحول العشي إلى طفل حالم تلمع عيناه كلما تذكر أسئلته الكثيرة عن السماء ونجومها.. يقول العشي "ولدت في لبنان.. في أسرة متواضعة جداً وارتدت المدرسة في لبنان.. ولكنني كنت دائماً منبهراً بالسماء.. وأتساءل، ككل الشباب في الشرق الأوسط: ماذا يوجد أو يحدث هناك.. هل هناك من يعيش في الفضاء؟! وقد كنت محظوظا أنني بعد تخرجي من الثانوية العامة انتقلت للدراسة في أوروبا.. في فرنسا تحديداً وبعدها انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه.. لقد كنت محظوظاً ومتحسماً لعلم الفضاء وأردت أن أكون جزءا من عملية استكشاف الفضاء.. وانتهى بي الأمر بالعمل في مختبر الدفع النفاث داخل مركز ناسا.. والذي يضع كل خطط مهمات إلى الفضاء".
الحظ الذي يتحدث عنه العشي سبقه ورافقه دوماً مثابرة وجهد خارق وتفوق في الهندسة والكهرباء والفيزياء والفلك.. تفوق نصبه في موقع المسؤول عن برامج المركبات الفضائية الآلية الأمريكية وجعله من أبرز علماء بعثة مركبة أبولو للقمر وممن شاركوا في تحديد الترتيب الدقيق لمذنب هالي وفي رسم تضاريس كوكبي زحل والزهرة. ويبقى عمله وإشرافه على مجموعة بعثات إلى المريخ من أكبر إنجازاته.. إذ أسهم في بعثة بايكينغ (أولى المركبات التي هبطت على سطح المريخ عام 1976)، و"باث فايندر" عام 1997 و"سبريت وأوبرتيونيتي" في بداية الألفية.. عندما يستذكر مسيرته الناجحة، يبتسم بتواضع وبفخر في الوقت عينه، مردداً "لقد كان عملاً مجهداً وتطلب الكثير من التفاني.. ويحتاج للطموح والإلهام والرغبة بالاستكشاف..".
العشييتوقف عند إرسال الإمارات لبعثة إلى المريخ، ويقول "أعجبت بالمشاريع التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة.. فقد قررت الحكومة إرسال بعثة إلى كوكب المريخ.. وكنت قد قابلت بعض الشباب العاملين على هذه البعثة.. لقد كان أمراً مدهشا أن نرى شبابًا من الشرق الأوسط ومن الإمارات لديهم الحماس الكبير ويتحدون المصاعب للذهاب إلى المريخ"، ويضيف عندما سألت رئيس الوكالة الفضائية عن سبب قيامهم بهذا أجابني.. فقط لإلهام الشباب في الدولة.. ففكرت حينها بأن هذه هي الإجابة المثالية على سؤالي.. فإلهام الشباب يستحق أن نستثمر بكل ما نملك..".
شارل العشي.. صاحب المسيرة الملهمة، في هذه المقابلة الخاصة مع "العين".