رعاة الأغنام.. رحلة مخاطرة يومية على حدود غزة
قال أبو مغصيب لـ"العين الإخبارية": "المنطقة الحدودية شرق القطاع تتميز بتنوع مراعيها؛ لأن الأرض بكر وعدم وجود حركة كبيرة.
رحلة مخاطرة يومية يعيشها الشاب الفلسطيني محمد السميري خلال رعيه قطيع الأغنام الذي تملكه عائلته في منطقة التماس مع الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة.
باكرا يخرج أبو مغصيب (28 عاما) من منزله ومعه زوادة الطعام بصحبة قطيع أغنام مكون من 25 رأسا، لترعى في المنطقة الحدودية التي تتميز بوجود حشائش متنوعة.
وقال أبو مغصيب لـ"العين الإخبارية": "المنطقة الحدودية شرق القطاع، تتميز بتنوع مراعيها؛ لأن الأرض بكر، وعدم وجود حركة كبيرة من المواطنين عليها نتيجة الخوف من القوات الإسرائيلية وعمليات إطلاق النار التي تحدث".
منطقة عازلة
تفرض إسرائيل منطقة عازلة على امتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، بطول نحو 62 كم، بعمق يتراوح بين 100 متر إلى 1500 متر، يحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها ويمكن أن يتعرض من يجتازها لإطلاق نار.
وأوضح أبو مغصيب أنه يرعى أغنامه في المنطقة العازلة، حيث تتغاضى القوات الإسرائيلية أحيانا عن استهدافهم، مستدركا الأمر فيه مخاطرة فكثيرا ما تعرضت لإطلاق النار، وفي إحدى المرات قتل أحد الخراف بعد إصابته برصاص القناصة الإسرائيليين.
ويلجأ رعاة الأغنام والمواشي لهذه المناطق لخصوبتها وتنوع الحشائش فيها، ولتوفير الأعلاف الصناعية غالية الثمن.
المبيدات خطر آخر
يؤكد محمود أبو مغصيب (35 عاما) الذي يرعى هو الآخر بقطيع أغنام شرق دير البلح، أنهم اعتادوا الرعي في المنطقة الحدودية رغم تعرضهم لإطلاق نار إسرائيلي متكرر.
وقال أبو مغصيب لـ"العين الإخبارية": "إطلاق النار في المناطق الحدودية أمر معتاد باستمرار خاصة في ساعات الصباح والضباب ومع حلول المساء، حيث يطلق قناصة الاحتلال النار على أي حركة يشتبهون فيها، وأحيانا بلا سبب".
ولا يخفي أبو مغصيب شعوره بالخوف والقلق اليومي ولكنه يرى أنها مخاطرة لا بد منها لتأمين طعام قطيع الأغنام الذي يمثل الدخل الوحيد للأسرة.
بالنسبة لأبو مغصيب المشكلة لا تتوقف عند عمليات إطلاق النار من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فهناك خطورة دائمة من عمليات رش المبيدات التي تنفذها طائرات الاحتلال لإبادة الحشائش.
وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية تقوم بين الحين والآخر برش الأراضي الزراعية في المنطقة الحدودية بذريعة القضاء عليها خشية أن تشكل سواتر تسهل تسلل الشبان.
وأكد أن عمليات الرش تقضي على مناطق الرعي وتصيب ما يتبقى بمبيدات سامة قد تكون لها ارتدادات سلبية على الأغنام والمواشي حال تناولها.
وتمثل المنطقة العازلة البرية 17% من مساحة قطاع غزة، وغالبيتها أراضٍ زراعية؛ إذ تشكل ما مساحته 35% من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة.
اعتداءات متنوعة
يبين شحدة أبو روك رئيس بلدية خزاعة ورئيس مجلس آبار مياه المناطق الشرقية لجنوب قطاع غزة أن نحو نصف أراضي رفح وخانيونس والوسطى زراعية نحو 100 ألف دونم زراعية في المحافظات الثلاثة، منها نحو 60 ألف دونم منها تقع في المناطق الشرقية.
وأكد أبو روك لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأراضي تتعرض لإطلاق نار من جنود الاحتلال بين فينة وأخرى ما يوقع أضرارا في الأراضي الزراعية وممتلكات المزارعين علاوة على تهديد حياتهم.
وأشار إلى وجود خطر يتعرض له رعاة الأغنام الذين يقودون خرافهم وأغنامهم لرعيها في الأراضي الزراعية، فهم يتعرضون لإطلاق نار أيضا يهددهم وحيواناتهم بالإصابة.
وأضاف أن الأمر لا يقف عند إطلاق الرصاص على المزارعين، فهناك أيضا التوغل بالمركبات العسكرية التي تبيد المزروعات، وكذلك رش الأراضي الزراعية بالمبيدات التي تطول أراضي المزارعين؟
ونبه إلى وجود تنسيق مع الصليب الأحمر للمزارعين ليزرعوا أراضيهم الواقعة على الحدود الشرقية دون تعرض جيش الاحتلال لهم، لكن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاقيات ويخترقها باستمرار بذرائع واهية.
مئات الانتهاكات
ياسر عبدالغفور، الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يشير إلى أنهم رصدوا 349 عملية إطلاق نار إسرائيلية وقصف في المنطقة العازلة خلال يونيو الماضي.
وأكد عبدالغفور لـ"العين الإخبارية" أن طاقم المركز يرصد باستمرار استهدافا إسرائيليا متعمدا للمزارعين ورعاة الأغنام، وكذلك عمال جمع الحصى في المناطق الحدودية دون وجود أدى مبرر، ما يسبب بين الحين والآخر وقوع إصابات.
وذكر أنهم رصدوا خلال يونيو الماضي 348 إصابة في المنطقة غالبيتهم خلال مسيرة العودة، ولكن بينهم إصابات من المزارعين ورعاة الأغنام في المنطقة الحدودية.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز