الشيخ خليفة بن زايد.. على درب القائد المؤسس
منذ 3 نوفمبر 2004، ومع توليه منصب رئاسة الدولة أخذ الشيخ خليفة بن زايد على عاتقه بأن تصبح الإمارات نموذجا في بناء الإنسان وتعمير الأرض
على درب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (المغفور له)، يسير رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ليستكمل مشروع نهضة البلاد على كافة المستويات.
فمنذ الـ3 من نوفمبر عام 2004، ومع توليه منصب رئاسة دولة الإمارات، أخذ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على عاتقه استكمال حلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن تصبح الدولة عصرية وحديثة، ونموذج في بناء الإنسان وتعمير الأرض.
- بقيادة خليفة بن زايد.. الإمارات رائدة التنوع في مصادر الطاقة
- خليفة بن زايد يقود مسيرة تمكين المرأة نحو مستقبل أكثر إشراقا
والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هو ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحاكم السادس عشر لإمارة أبوظبي، ولد عام 1948 بالمنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي، وهو النجل الأكبر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وبعد وفاة والده، وتوليه مقاليد الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أطلق العديد من المبادرات للتطوير والبناء في كافة المجالات وعلى أصعدة متعددة.
ويذكر الموقع الرسمي لديوان ولي العهد أن أولى هذه المبادرات تمثلت في تطوير نظام اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، التي تعتبر الخطوة الأولى نحو اختيار أعضاء المجلس عبر انتخابات مباشرة.
مسيرة سياسية حافلة
وبتتبع مسيرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يتضح أنه تدرج في المناصب السياسية المختلفة، مما انعكس على إدارته لشؤون الحكم التي تميزت بالحكمة والهدوء والحسم أيضاً، كما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ففي أغسطس 1966 تم تعيينه ممثلاً لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيساً لنظامها القانوني، ثم عُيّن ولياً للعهد لإمارة أبوظبي في 1 فبراير 1969، وتولى رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي في الأول من يوليو عام 1971، بالإضافة إلى حقيبتي الدفاع والمالية في هذا المجلس.
ويشير الموقع الرسمي لحكومة الإمارات إلى أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي في 20 يناير 1974، ثم عُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات في عام 1976، وأخيرا أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكماً لإمارة أبوظبي في 3 نوفمبر 2004.
الميلاد والنشأة.. أصالة وخبرات
وُلد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في عام 1948 بقلعة المويجعي في مدينة العين، واسمه الكامل هو خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو النجل الأكبر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وينتمي الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم "حلف بني ياس".
وعاش الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مع عائلته في قلعة المويجعي بمدينة العين، وتلقى تعليمه المدرسي في مدينة العين بالمدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد رحمه الله.
وقضى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان معظم طفولته في واحات العين والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.
وحرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية في منطقتيّ العين والبريمي، وكان لواحتيّ العين والبريمي أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة.
وظل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) في مهمته لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة الإماراتية، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.
ولازم أيضاً المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.
13 مبادرة تزين مسيرة الشيخ خليفة
أطلق الشيخ خليفة العديد من المبادرات والقرارات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للوطن والمواطن، وأهدافها التنموية المستدامة، وتتمثل أبرزها في:
1- جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA)
أطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في عام 1999 كخارطة طريق، ومنهجية للتحسين المستمر بهدف تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة.
2- مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية
تأسست مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في 2007 وتتمثل رؤيتها في: مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية، وتتركز استراتيجيتها في مجالي الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً وعالمياً.
3- جائزة خليفة التربوية
بدأت جائزة خليفة التربوية منذ عام 2007 بهدف دعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفيز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة. وتهدف الجائزة إلى إبراز التربويين والممارسات العلمية الناجحة محلياً وإقليمياً وعربياً.
4 - إنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة
أمر الشيخ خليفة بإنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة في 2 ديسمبر 2011 بمناسبة اليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات العربية المتحدة. وحدد للصندوق رأس مال أوليّ قيمته 10 مليارات درهم ليتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين المتعثرة.
وفي عام 2014، بلغ عدد المستفيدين من إعفاء البنوك والصندوق 3482 مواطناً، وبلغت قيمة المبالغ المتنازل عنها 1.5 مليار درهم.
5 - مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990
يقوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على نحو منتظم بإصدار توجيهاته لبناء وإصلاح منازل الإماراتيين.
وفي الثاني من ديسمبر 2012، وجّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لكافة للمواطنين في إمارات: الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، التي بنيت قبل سنة 1990، وذلك لضمان حصول المواطنين على مساكنهم الجديدة، وانتفاعهم بها في أقرب وقت ممكن.
وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تم حصرها 12,500 مسكن، بتكلفة تقدر بـ10 مليارات درهم.
وفي أبريل 2015، اعتمدت لجنة مبادرات رئيس الدولة قائمة لإصلاح وإحلال مساكن 504 من المواطنين. وشملت هذه المشاريع صيانة 105 منازل بتكلفة تقدر بـ40.1 مليون، وإحلال 75 مسكناً بشكل عاجل بتكلفة تقدر بـ63.9 مليون درهم.
6- مبادرة أبشر
في عام 2012 ، أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "مبادرة أبشر" لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتأهيلهم بالتدريبات اللازمة، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.
7- العلوم والتكنولوجيا والابتكار
في نوفمبر 2015، اعتمد الشيخ خليفة بن زايد السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى العام 2021. والهدف من هذه المبادرة هو تغيير معادلات الاقتصاد الوطني، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، والاستثمار في المواطن الإماراتي، والارتقاء بمعارفه في مجال العلوم والتكنولوجيا.
8- إعلان عام 2015 عاما للابتكار
بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أقر مجلس الوزراء 2015 عاماً للابتكار، ووجّه كافة الجهات الاتحادية للقيام بتكثيف الجهود، ومراجعة السياسات الحكومية، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً.
وتهدف هذه المبادرة إلى دعم جهود الحكومة الاتحادية، وجذب المهارات الوطنية، وزيادة البحوث المتميزة، وتعزيز الجهود لبناء كادر وطني قادر على قيادة الدولة نحو مزيد من التقدم، والازدهار، والابتكار.
9 - عام القراءة (2016)
وجّه رئيس دولة الإمارات بأن يكون 2016 عاماً للقراءة، وذلك إيماناً منه بأن تغيير مسار التنمية نحو اقتصاد معرفي قائم على العلوم والتكنولوجيا والابتكار يتطلب تنشئة جيل قارئ ومدرك ومواكب لتطورات العالم من حوله، ومُلم بأفضل الأفكار وأحدث النظريات.
10- مبادرة أقدر
أطلق برنامج خليفة لتمكين الطلاب، برعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مبادرة "أقدر"، لتعزيز المهارات القرائية، بما يخدم عام القراءة، والتوجيهات العامة للدولة، الرامية إلى ترسيخ مكانتها الدولية في مجالي الإبداع والابتكار.
11- عام الخير (2017)
منذ تأسيسها، تبنت دولة الإمارات منهجية العطاء الإنساني، وتقديم الخير للجميع دون مقابل، لذلك كان اختيار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون 2017 عاماً للخير في دولة الإمارات.
12- عام زايد 2018
أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن عام 2018 في دولة الإمارات سيحمل شعار "عام زايد"، ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات، إلى جانب إنجازاته المحلية والعالمية.
13- عام التسامح (2019)
أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2019 في دولة الإمارات عاما للتسامح.
ويهدف هذا الإعلان إلى إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح باعتبارها امتداداً لنهج زايد مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
ويهدف عام التسامح إلى:
- تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع.
- ترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشروعات الكبرى.
- التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة.
- طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى تعزيز قيم التسامح الثقافي، والديني، والاجتماعي.
- تعزيز خطاب التسامح، وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.
الصورة السابقة، تمثل جزءا بسيطا من مسيرة عطاء متجدد لا ينضب، للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، هدفها الأساسي إعلاء مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة إقليميا ودوليا، بجانب التركيز على الاستثمار وبناء الإنسان الإماراتي، ركيزة النهضة والتنمية المستدامة.