لأكثر من 9 أعوام، لم يكن الخروج من تعز اليمنية أو الدخول إليها مجرّد رحلة، بل كان مغامرة على طرق الموت نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات الحوثي على المدينة.
لكن هذا الواقع المميت بدأ يتغيّر مع شقّ طريق الشيخ محمد بن زايد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، والذي بدّل ساعات الخوف بالأمان، وفتح الأمل أمام أكثر من 4 ملايين شخص يقطنون المدينة ومحيطها.
يمتدّ طريق الشيخ محمد بن زايد بطول 81 كيلومترًا، عابرًا الجبال والوديان ومجاري السيول، ليبدأ من مدينة المخا التاريخية، مرورًا بمناطق موزع والوازعية والمعافر وصولًا إلى مدينة تعز.
وقال المهندس سليم البدوي، مهندس الشركة المنفّذة للمشروع، إن دولة الإمارات تُقيم مشاريع إنسانية بحجم يليق بدولة الإمارات في جميع الساحل الغربي.
وأضاف لـ«العين الإخبارية» أن المشاريع التي أقامتها دولة الإمارات في جميع مناطق الجمهورية اليمنية خدمت المجتمع خدمة كبيرة.
هدية الإمارات هذه كسرت حصار الحوثيين وأنعشت التجارة المحلية وسهّلت الحركة الإنسانية بين الساحل والجبل، كما ربطت بشكل فعّال ميناء ومطار المخا بمدينة تعز وبقية المحافظات.
وتؤكّد البيانات الرسمية أن نحو 28 ألف شاحنة لنقل البضائع، وأكثر من 16 ألف مسافر، عبروا هذا الشريان الحيوي خلال النصف الأول من عام 2025.
ويتألّف الطريق من مقطع بعرض يتجاوز 19 مترًا، يضمّ حارتين بعرض 7 أمتار لكل حارة، إضافة إلى جزيرة وسطية مزروعة بالأشجار، وجسرين رئيسيين هما: جسر موزع بطول 120 مترًا، وجسر السويداء بطول 60 مترًا، إلى جانب عشرات القنوات الحجرية والخرسانية لتصريف المياه.
وشاركت في تنفيذ المشروع ثلاث شركات محلية، استخدمت أكثر من 300 آلية، وعمل فيه نحو 3 آلاف عامل، وفق مواصفات عالمية للطرق السريعة.