سلطان بن زايد آل نهيان.. رجل التراث يترجل
الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان كان أشد المهتمين بالحفاظ على تراث الإمارات وعادات وتقاليد شعبه
اهتم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية اليوم الإثنين عن عمر يناهز 64 عاماً، بعادات وتقاليد شعب الإمارات ما يمكن وصفه بـ"رجل التراث الأول" العاشق لثقافة الإمارات وعادات شعبها.
كما كان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان من أشد المهتمين بالحفاظ على تراث الإمارات في صيد الصقور والفروسية، التقرير التالي يرصد أبرز اهتمامات المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.
نادي تراث الإمارات
تأسس نادي تراث الإمارات في الخامس من سبتمبر/أيلول 1993، وتم الإعلان عن إشهاره بموجب المرسوم الأميري رقم 14 لعام 1997، كهيئة مستقلة تابعة لحكومة أبوظبي برئاسة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.
وأخذ النادي على عاتقه منذ ذلك التاريخ مسؤولية العمل الدؤوب لتوفير البنية التحتية اللازمة لاستنهاض التراث المادي والمعنوي والبيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق استراتيجيات علمية ومدروسة.
وأصبح النادي هيئة مستقلة متخصصة تعنى بالثقافة التراثية وتساهم في بناء الشخصية الوطنية بطريقة علمية واعية، فكان لهذا الصرح مكانته المتميزة حتى أصبح من المؤسسات الثقافية المتخصصة التي يشار لها بالبنان، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل تعدى نطاق اهتمامه ليشمل الدوائر الإقليمية والعالمية.
ونتيجة للدور الكبير للنادي أصبح منبرا لاجتذاب كبار الشخصيات المحلية والعربية والدولية من بينهم سياسيون ومفكرون ورياضيون وعلماء وباحثون بهدف التعرف والاطلاع عن كثب على النادي وبرامجه وإداراته وأنشطته ومهرجاناته وميادينه المختلفة.
ونجح النادي عبر مسيرته في مخاطبة جميع أفراد المجتمع بمختلف شرائحه الاجتماعية، فوضع فئة الشباب والناشئة في قلب اهتماماته، فاستطاع أن يساهم في بناء الشخصية الوطنية بطريقة علمية واعية وذلك من خلال تأصيل مفهوم التراث في نفوسهم علميا وعملياً، ووسَّع دائرة اهتماماته إلى مجال التوثيق والعناية بنشر التراث الإنساني.
بالإضافة إلى تنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة التي يستقطب من خلالها الباحثين والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، وإحياء الأمسيات الشعرية، فضلا عن المهرجانات النوعية التراثية المتخصصة التي يقيمها، حتى أصبحت تلك المهرجانات تصنف كأفضل وجهة سياحية على خارطة أبوظبي.
المركز الثقافي للشيخ سلطان بن زايد
كما أنشئ المركز الثقافي للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، كأداة فعالة للتنمية الثقافية وتنشيط الساحة الفكرية والثقافية والعلمية من خلال أنشطته المختلفة.
وحمل المركز رؤية وهي في نشر الوعي العلمي والمعرفي لدى المجتمع، مع الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري.
كما حمل المركز رسالة وهي تقديم برامج ثقافية وإعلامية متنوعة ومستنيرة تخدم المجتمع وتَتبَنى القيَم النبيلة.
وكان للمركز أيضا هدف وهو بناء مجتمع عصري متقدم ومنفتح وقادر على الإبداع والابتكار للدولة وهويتها الوطنية.
الفروسية والصيد
وأعطى المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، اهتماما كبيرا بالتراث الإماراتي وبالأخص الفروسية، ففي فبراير/شباط الماضي أطلق الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان مهرجان الفروسية الثالث عشر الذي يحمل اسمه في الدورة الثالثة عشر لركوب القدرة والتحمل.
وكان شعار المهرجان الأخير للفروسية تحت رعاية الشيخ سلطان بن زايد سامياً بفكرته تحت عنوان "الجانب الإنساني في العلاقة بين الخيل والفارس".
الشيخ سلطان بن زايد كان مهتماً برياضة صيد الصقور والرياضات التراثية في الدولة مثل سباقات الإبل، وذلك بمهرجان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان التراثي الذي أقيم هذا العام في سويحان بأبوظبي.
ونعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أخاه- المغفور له - الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة الذي وافته المنية اليوم الإثنين.
والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان من مواليد أبوظبي عام 1955 وهو الابن الثاني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتلقى الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان تعليمه في العين وأبوظبي وواصل دراسته في بيروت، وتخرج عام 1973 في كلية ساند هيرست العسكرية البريطانية، والتحق بدورات عسكرية خارجية في كل من باكستان ومصر.
وعُرف الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بحكمته وفطنته، الأمر الذي ظهر جليا في الاعتماد عليه بمناصب رفيعة في دولة الإمارات.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg
جزيرة ام اند امز