أبرزها "السرود الإماراتي".. مهرجان الشيخ زايد يحتفي بتراث الأجداد
الحضور الإماراتي بارز ولافت للأنظار، خاصة منطقة السرّود الإماراتي الأكبر في العالم والمسجَّل في موسوعة "جينيس"
يقدِّم مهرجان الشيخ زايد لزوّاره تجربة فريدة وممتعة للاطلاع على ثقافات وعادات وتقاليد العشرات من دول العالم، التي تثري معارفهم بشكل تفاعلي عبر مئات المشاركات والفعاليات المحلية والعربية والعالمية المتنوعة.
ورغم المشاركات العالمية التي يشهدها المهرجان، فإن الحضور الإماراتي بارز ولافت للأنظار، خصوصاً منطقة السرّود الإماراتي الأكبر في العالم والمسجَّل في موسوعة "جينيس"، والفرق الفنية الإماراتية التي تقدم عروضها من العيالة والحربية.
ويعرض المهرجان لزواره السرّود الإماراتي الأكبر في العالم مسجل بموسوعة "جينيس" والذي يبلغ قطره أكثر من 12 متراً، بهدف دفع التراث الإماراتي لمزيد من الحضور والألق العالمي وحفظ إرث الآباء والأجداد للأجيال القادمة.
ويتجمع يومياً الآلاف من الزوار وسط أجواء احتفالية مميزة للاطلاع على هذا العمل الحرفي الذي يشكل أحد الروافد للتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي.
ودخل هذا السرّود الإماراتي موسوعة "جينيس" العالمية كأكبر مفرش مدوّر محاك يدوياً في العالم والمعروف محلياً باسم "سرود".
وعملت على إنجازه 4 من الحرفيات الإماراتيات؛ هن: مريم حسن المرزوقي وفاطمة على المرزوقي وعلياء عبدالرحيم ولولوة عبدالله الحمادي، واستمر العمل لمدة 9 أشهر بدءاً من فبراير/شباط 2019، لتسليط الضوء على إرث الآباء والأجداد وجعله محط لأنظار العالم.
وأثمرت جهودهن في صنع السرّود من السفة المصنوعة من خوص النخيل لتعلن للعالم أن التراث الإماراتي باقٍ ومتجذر في النفوس رغم التطور الحضاري والنهضة الشاملة التي تشهدها الإمارات يوماً بعد يوم، إذ تنتج من السرّود أشكالاً عديدة للاستخدام داخل المنازل كمفارش للطعام أو لأغراض الزينة وديكور المنازل العصرية ليمنحها لمسة تراثية تعزز قيمة الموروث في نفوس الأجيال الجديدة.
وتشهد المنطقة الموجود فيها السرّود بالقرب من البوابة الرئيسية إقبالاً جماهيرياً كبيراً من جميع الجنسيات والأعمار الذين يتحلقون بموقع الحدث ليتعرفوا على تفاصيله وكيف تم إنجازه وكذلك لالتقاط الصور التذكارية والتمتع بجماليات الأعمال اليدوية التي توارثها أهل الإمارات.
ويشهد المهرجان تنوعاً كبيراً من الفنون الشعبية الإماراتية، التي تمتزج بروح الأصالة بأهازيج فلكلورية وطنية ملهمة يستمتع بها الزوار في أكثر من جناح ومنطقة بالمهرجان.
وتختلف الفنون الشعبية الإماراتية المشاركة ما بين العيالة والحربية، لتمنح الزوار متعة مشبعة بالأصالة الإماراتية للتغني بالوطن ومنجزاته.
وتحرص فرق الفنون الشعبية الإماراتية المشاركة في المهرجان على تقديم العشرات من الفقرات الاستعراضية الفلكلورية الإماراتية من الحربية والعيالة بما تحمل من معانٍ سامية وتاريخ محمل بروح وعزيمة الأجداد الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية بناء الوطن وتنميته ورقيه وتقدمه.
وتعكس استعراضات الفنون الشعبية الإماراتية في ساحات المهرجان المخزون التراثي والموروث الوطني الإماراتي الذي يجسد كثيرا من المعاني بروح الألفة والمودة والمحبة التي كانت تميز حياة الأجداد وتوارثتها الأجيال ليبقى راسخاً في النفوس ورمزاً ملهماً لتعزيز الهوية والانتماء للوطن وتاريخه.
فرقة الحربية تتكون من 30 شخصاً تقريباً أو أكثر، يصطفون أثناء الاستعراض على صفين متقابلين يتوسطهما الشاعر الذي يقود الفرقة، إذ تختلف الحربية عن العيالة بالسرعة في الأداء والإيقاع من حيث ألحان الشلة، مع إدراج بعض الآلات الموسيقية الكهربائية الحديثة.