الشيخ زايد حكيم العرب.. دور لا ينسى في حرب أكتوبر
للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دور لا ينسى في دعم مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر 1973
للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة محبة خاصة في قلوب المصريين، لمواقفه العديدة الداعمة لبلادهم في أزماتها، ولعل أشهر تلك المواقف ما قام به في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
"النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" مقولة شهيرة للشيخ زايد تعكس موقف الإمارات الداعم وبقوة لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، والذي حفر اسم المغفور له الشيخ زايد في قلب كل مصري.
ولم يتوقف الدعم الإماراتي الذي قدمه الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول، بل أرسل ولي عهده وابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد، الرئيس الحالي لدولة الإمارات، ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة.
ومن مواقف الشيخ زايد التي لا تنسى، أنه عند بدء الحرب كان في زيارة للعاصمة البريطانية لندن، وعقد بها مؤتمرا صحفيا قبل عودته إلى أبوظبي أكد فيه دعم بلاده لمصر، ووقوفه إلى جانبها بكل وضوح وحسم.
وقال الشيخ زايد في ذلك المؤتمر كلمته الشهيرة "سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا" .
وقرر مؤسس دولة الإمارات دعم المعركة القومية حتى آخر فلس في خزينته.
ويذكر التاريخ أن الشيخ زايد كان أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني لصالح المعارك، في ثالث أيام المعركة.
ولم يكن المبلغ كله متوفرا؛ فجمع الشيخ زايد رحمه الله رجال البنوك والمال في لندن واستدان منهم المبلغ بضمان البترول وبعث به لدعم الأشقاء، وعندما سئل عن قيمة هذا الدعم قال "إن الثروة لا معنى لها بدون حرية أو كرامة.. وأن على الأمة العربية وهي تواجه منعطفا خطيرا أن تختار بين البقاء والفناء، بين أن تكون أو لا تكون.. بين أن تنكس أعلامها إلى الأبد أو أن تعيش أبية عزيزة مرفوعة أعلامها مرددة أناشيدها منتصرة".
الدعم الإماراتي لحرب أكتوبر لم يقتصر على الدعم المادي، بل وجه الشيخ زايد رحمه الله أجهزة الأعلام بتوجيه كل طاقاتها الإعلامية لدعم المعركة، وتهيأ جيش الإمارات للتحرك في أي وقت يطلب منه المشاركة الفعلية في القتال، وفتحت الدولة رسميا مكاتب للتطوع في المعركة، وفرضت ضريبة جهاد على التجار والشركات العاملة فيها ونظمت مكاتب للتبرع الشعبي، بالإضافة إلى تبرع العاملين فيها بمرتب شهر كامل بمبادرة ذاتية بالإضافة إلى المبلغ الضخم الذي رصده الشيخ زايد للمعركة وقدره 100 مليون جنيه إسترليني.
مستشفيات ميدانية وعربات إسعاف ومواد طبية قدمتها الإمارات لمصر خلال الحرب تنفيذا لمقولة الشيخ زايد "عندما تفتح أفواه المدافع، سوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن المعركة".
الشيخ زايد خاض أيضا معركة إعلامية ضخمة، عندما لاحظ انحياز وسائل الإعلام الأجنبية لإسرائيل، إذ قرر الإسهام في دعم المعركة إعلاميا، حيث أمر على الفور بسفر 40 صحفيا ممثلين لأكبر الدور الصحفية في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا لتغطية المعارك على نفقته الشخصية ليساهموا في نقل الصورة الصحيحة إلى الرأي العام العالمي.
وطوال أيام حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كان الشيخ زايد يتابع تطوراتها أولا بأول، واتصل ثاني أيام الحرب بالرئيس المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد وأكد لهما أن إمكانيات دولة الإمارات كلها مُسخرة في سبيل خدمة المعركة.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA=
جزيرة ام اند امز