مهرجان الشيخ زايد للتراث السقطري.. توطيد لعلاقة الإمارات باليمن
يجمع بين الإمارات واليمن ترابط ثقافي وتراثي جسدته فعاليات مهرجان الشيخ زايد للموروث الشعبي السقطري الذي تتواصل أعماله بالأرخبيل اليمني.
"إحياء ذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جزيرة سقطرى اليمنية".. هذا باختصار ما سعت إلى إيصاله مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية عبر المهرجان الثقافي الذي انتظمت المؤسسة في إقامته سنويا منذ 5 أعوام.
فقبل أن تتوطد العلاقة بين اليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة بالدم، بعد الوقوف مع اليمنيين ضد ميليشيات الحوثي، كانت متجذرةً تاريخيًا عبر وشائج الثقافة والتراث والهوية الواحدة.. وهذا ما أراد المهرجان أن يؤكده كإحدى أهم غاياته.
تقارب ثقافي
انطلقت فعاليات المهرجان التراثي "مهرجان الشيخ زايد للموروث الشعبي السقطري"، مطلع يوليو/ تموز، وما زالت مستمرة خلال تسعين يومًا متواصلة.
القائمون على المهرجان، يؤكدون ارتباط اسم المهرجان بدور مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في توثيق الصلة باليمن واليمنيين، والتقارب الذي تحقق بين البلدين بفضل جهوده، منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
كما يهدفون من وراء إطلاق اسم الشيخ زايد على المهرجان إلى تأكيد الهوية الواحدة التي يرتبط بها الشعبان، بحكم التقارب الثقافي والجغرافي، والعادات والتقاليد المتشابهة.
تراث سقطرى المتفرد
يصف التربوي والمتخصص في التاريخ والتراث السقطري، ناظم قبلا، المهرجان بأنه "نوعي وفريد"، عطفا على الفعاليات التي تتضمنها فقراته التراثية المختلفة.
ويقول قبلا، وهو أحد أعيان جزيرة سقطرى، لـ"العين الإخبارية": إن المهرجان الذي تنظمه مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية حوى برامج متنوعة، أبرزت عادات وتقاليد جزيرة سقطرى بموروثها الشعبي الذي تتفرد به.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من المهرجان كان الحفاظ على التراث السقطري من الاندثار، من خلال تسليط الضوء على الموروثات الشعبية والاحتفاء بها.
تنوع وتعدد
ويضيف ناظم قبلا أن فقرات المهرجان تنوعت ما بين التراثي والثقافي والرياضي والاجتماعي، عبر معارض متخصصة في هذه المجالات ومجالات أخرى.
ولفت إلى وجود معارض للمنتجات التراثية التي تحاكي عظمة الأصالة الشعبية السقطرية الجميلة، في الحرف والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية، وغيرها من المصنوعات المتداولة والمتوارثة في المجتمعات السقطرية منذ الأزل.
وشهد المهرجان إجراء مسابقة في فن الطبخ للمأكولات المحلية، وإقامة سجالات شعرية ثقافية للشعراء السقطريين؛ للمنافسة في هذا الفن العذب، بحسب قبلا.
وتابع: "بالإضافة إلى تنظيم دوري لكرة القدم بين الأندية المحلية في الجزيرة، وإجراء سباق للإبل في المزانية ومحالب الإبل، والقفز على الجمال ومزانية الأغنام، ومسابقة في أنواع الرطب لتحديد أكبر سنبلة من البلح".
ثقافة وتنمية
لم يقتصر الأمر على إبراز الموروث الثقافي، فعلى هامش المهرجان سيتم افتتاح عدد من المشاريع الخدمية في منطقة "نوجد" في الجزيرة، بدعم وتمويل من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية في دولة الامارات العربية المتحدة.
ووفق بيان صادر عن منظمي المهرجان، اطلعت عليه "العين الإخبارية" فإن تلك المشاريع ستشمل افتتاح فرع محطة "أدنوك" للمشتقات النفطية، وتدشين مشروع كهربائي بالطاقة الشمسية الصديقة للبيئة.
وتتكون هذه المنظومة من 250 لوحا شمسيا، قوة كل منها 340 وات؛ لإنارة مدينة الشيخ زايد 1 أستيروة"، والتي قامت ببنائها دولة الإمارات العربية المتحدة، والمكونة من 285 شقة مع جميع ملحقات المدينة، وهي مخصصة لأهالي منطقة "نوجد"، ممن تضررت منازلهم نتيجة الأعاصير التي ضربت الجزيرة.