الشيخة فاطمة بنت مبارك: وثيقة حقوق المرأة العربية تجسيد حي لتعاليم الدين
أم الإمارات أكدت أن الوثيقة العربية لحقوق المرأة تجسد إرادة قومية عميقة بتحقيق الإسهام الكامل للمرأة في المجتمع.
دعت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، إلى توضيح الأهمية القصوى لتحقيق المساواة أمام المرأة ورعاية حقوقها بشكل فاعل في مسيرة الأمة العربية.
ووصفت "أم الإمارات"، الشيخة فاطمة بنت مبارك، في كلمتها، التي ألقاها نيابة عنها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، خلال حفل وندوة إطلاق "الوثيقة العربية لحقوق المرأة"، الثلاثاء، هذه الوثيقة بأنها "وثيقة تاريخية تقوم على الثوابت والغايات الأخلاقية النبيلة"، و"تجسيد حي لتعاليم الإسلام الحنيف"، و"تعبير طبيعي عن الحرص الكامل في المنطقة العربية على تمكين المرأة لأداء دورها المرتقب في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة".
وأكدت أن هذه الوثيقة "تجسد إرادة قومية عميقة بتحقيق الإسهام الكامل للمرأة في المجتمع، إلى جانب العزم والتصميم على أن تأخذ المرأة العربية كل ما تستحق من فرص وإمكانات تحقق بها قدراتها الهائلة على العطاء والإنجاز والإبداع".
وقالت إن الاحتفال بالوثيقة العربية لحقوق المرأة في أبوظبي "تعبير عن ثقتنا بالمستقبل، وهو رسالة واضحة بأن مجتمعاتنا تزداد قوة وعظمة بمقدار تمكينها للمرأة كي تعمل وتنتج، وكي تبتكر وتبدع، وكي تشارك دائما وبقدرة وكفاءة في شؤون المجتمع والعالم".
وأضافت: "مرحبا بكم جميعا، أيها السيدات والسادة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمثل نموذجا مرموقا لدور المرأة العربية في المجتمع والعالم.. نحن ولله الحمد، نعتز كثيرا بقادة الدولة الكرام، بدءا بالمغفور له مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد لنا دائما أن المرأة نصف المجتمع، وأن واجبنا جميعا هو بذل أقصى الجهد والطاقة من أجل إطلاق قدراتها الكامنة على طريق تحقيق الخير لنفسها ولأبنائها ولأسرتها ولوطنها ولأمتها، بل كذلك تأكيد إسهاماتها في جميع إنجازات التطور في العالم.. إننا نحمد الله كثيرا على أن تأكيد دور المرأة في المجتمع، وتعميق إنجازاتها، وإسهاماتها في جميع مجالات الحياة، هو جزء أساسي في التنمية المجتمعية الناجحة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه.. نحن ولله الحمد دولة ناجحة تماما في تمكين جميع أبنائها وبناتها، وأصبحت المرأة الإماراتية مصدر تحفيز وإلهام لنا جميعا في الولاء والانتماء والعطاء لهذا الوطن العزيز ولهذه الأمة الخالدة".
ووجهت "أم الإمارات"، الشيخة فاطمة بنت مبارك، التحية إلى ما تؤكده هذه الوثيقة "من أن المجتمع الناجح في هذا العصر هو الذي يحقق الإفادة الكاملة من جهود المرأة"، ويوفر فرص التعليم والرعاية الصحية والمكانة الاجتماعية والمشاركة الاقتصادية أمام المرأة، وبحيث تكون دائما أداة للتغيير الإيجابي في الوطن والعالم".
وقالت: "إنني أدعوكم في هذا الاحتفال إلى توضيح الأهمية القصوى في مسيرة الأمة العربية لتحقيق المساواة أمام المرأة ورعاية حقوقها بشكلٍ فاعل: المساواة في الحياة العامة، والمشاركة الكاملة في مسيرة المجتمع، ورعاية الحق في العمل، والحق في أجرٍ عادل، وفي تملك وسائل الإنتاج، والحق في مناخ آمن خالٍ من التحرش أو التمييز، والحق في الحماية في مناطق النزاع والصراعات، بالإضافة إلى الحق في الإسهام في صناعة القرار على جميع المستويات.. كل ذلك، إنما يمثل منظومة مهمة يتعين علينا جميعا أن نتفهم أبعادها، وأن نعمل معا بكل همةٍ وعزم على تحقيق آثارها المهمة على تمكين المرأة، على جميع المستويات".
وطالبت الشيخة فاطمة بنت مبارك بأن تكون مناسبة إطلاق هذه الوثيقة "فرصة مواتية لتفنيد الادعاءات المغرضة حول مكانة المرأة في مجتمعاتنا، وإثبات دورها المهم في تقدم هذه المجتمعات وتنميتها على حد سواء".
كما دعت إلى إدراك دور التعليم في تنمية قدرات المرأة العربية على الإسهام في مسيرة المجتمع، "ودراسة جميع العوامل والأبعاد، التي تكتنف ما يترتب على تعليم المرأة، من تأكيد دورها في مجالات العمل، بل دورها كذلك في بناء الأسرة، وتنشئة الأجيال، وحتى يتأكد تبعا لذلك سبل إتاحة كل الفرص أمامها للإسهام الكامل في مسيرة المجتمع".
وتابعت: "إنني أدعوكم كذلك إلى العمل الدائم والمستمر من أجل أن تكون السياسات والقوانين والتشريعات والتلاحم المجتمعي والسلوكيات السائدة في المنطقة العربية على نحوٍ يطلق الطاقات الكامنة للمرأة العربية في العمل والعطاء في جميع الميادين".
وشددت الشيخة فاطمة بنت مبارك على الاهتمام بدور المرأة العربية في بناء الأسرة، "وتنشئة الأجيال الجديدة على الثقة بالنفس، والثقة بالوطن والأمة، والاعتزاز والولاء، بتراثنا الخالد، بل في تنشئتهم كذلك على الالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أهمية ارتباطهم القوي، مع من حولهم في المجتمع، بروابط الأخوة، ووحدة المصير، والعمل الجماعي المشترك".
وأضافت: "إنني أدعوكم اليوم كذلك، إلى العمل معا، من أجل متابعة مدى تحقق المنفعة المرجوة، من هذه الوثيقة التاريخية، ويشمل ذلك، بصفةٍ خاصة، توفير الدراسات والمعلومات الدقيقة عن أحوال المرأة العربية والقضايا والأمور، التي تؤثر في تقدمها أو تسهم في توفير الفرص المتكافئة أمامها، بالإضافة إلى تعميق قنوات الحوار الإيجابي، حول المستويات والمعايير والأهداف والتطلعات، التي تشكل دور المرأة في مسيرة المجتمع العربي، وسُبل العمل الدؤوب على تحقيق هذه المستويات والأهداف، على أرض الواقع".
وأكدت الشيخة فاطمة بنت مبارك، في نهاية كلمتها، على إيمانها القوي بالمرأة العربية وبقدراتها على الإسهام الفاعل في تقدم الوطن والأمة والعالم.
وتحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شهدت العاصمة أبوظبي إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، خلال الحفل الرسمي، الذي نظمه في قصر الإمارات، الثلاثاء، المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع البرلمان العربي، لتعد الوثيقة حدثا استثنائيا نوعيا في مسيرة تطور ونهضة المرأة العربية، وتأمين حقوقها ومشاركتها الفعالة في بناء مجتمعها وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمتوازنة في بلدانها.
حضر الحفل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، والدكتور مشعل السلمي، رئيس البرلمان العربي، وفوزية زينل رئيسة مجلس النواب البحريني، والدكتورة عالية بوران رئيسة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والدكتورة مايا مرسي رئيسة مجلس المرأة القومي بجمهورية مصر العربية، إلى جانب الأمناء العامين للبرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
وخلال حفل إطلاق الوثيقة تم تكريم "أم الإمارات" من قبل المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، لدورها الفاعل في دعم المرأة الإماراتية والعربية، كما تم تكريم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ورئيس البرلمان العربي، وعدد من رؤساء البرلمانات العربية والجمعيات البرلمانية، وأعضاء البرلمان العربي، وشركاء المجلس الوطني الاتحادي الإقليميين والدوليين من الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية.
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي يتناول مسيرة تطور المرأة في دولة الإمارات منذ تأسيس الدولة، والدعم الذي حظيت بن من قبل القيادة الرشيدة ومجتمع الإمارات، لتصل إلى أعلى المناصب في مختلف القطاعات.
وألقى الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، كلمة قال فيها "إن تشرف البرلمان العربي بإقامة حفل إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة على أرض دولة الإمارات يأتي انعكاسا للنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها الإمارات والتي تأتي المرأة في القلب منها كمساهمة في بناء هذه النهضة ومستفيدة من ثمارها، كما يأتي اتساقا مع اهتمام قيادة دولة الإمارات بقضايا المرأة والتي مكنت المرأة الإماراتية من الوصول لأعلى المناصب السياسية والبرلمانية".
وأشاد السلمي بالجهود الإماراتية، التي توجت بتولي الدكتورة أمل القبيسي رئاسة المجلس الوطني الاتحادي باعتبارها أول سيدة ترأس برلمانا وطنيا عربيا، وأشاد كذلك بتوجيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، معتبرا ذلك "خطوة ترسخ مشاركة المرأة الإماراتية في العمل البرلماني"، و"خطوة متقدمة لم تصل إليها دول عريقة في ممارسة العمل البرلماني والديمقراطي".
وأوضح رئيس البرلمان العربي أن الوثيقة العربية لحقوق المرأة "نتاج جهد كبير ومناقشات مستفيضة ودراسات معمقة عكفت عليها لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب في البرلمان العربي، وخلاصة نتائج 5 ورش عمل عقدها البرلمان العربي في 3 دول عربية، هي مصر والبحرين وسلطنة عمان، غطت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية، بهدف تأكيد دور المرأة العربية وتوفير البيئة المواتية لكفالة فرص نهضتها، استلهاما من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء التي أعلت من شأن المرأة، واستنادا للإرث الحضاري للأمة العربية في المحافظة على حقوق الإنسان عموما وحقوق المرأة بشكل خاص".
وألقت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي كلمة قالت فيها إن الإمارات انتقلت من مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تمكين المجتمع من خلال المرأة، ووجهت التحية إلى "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي وصفتها بأنها "القدوة والنموذج الملهم للمرأة العربية".
وأضافت: "المرأة في وطني هي شريكة التنمية، وصانعة الأجيال، وأم الشهيد، وفخر الإمارات، وهي ملهمة ومربية وقائدة، نفاخر العالم بمنجزاتها، فهي صاحبة إنجازات نوعية ليس فقط على صعيد التنمية والعمل والانتاج، ولكن أيضا على صعيد دورها، كأم وزوجة، فهي من قدمت للإمارات من أبهروا العالم بتضحياتهم وبطولاتهم وبذلوا الغالي والنفيس فداء للوطن ودفاعا عن قيمه ومبادئه، ويكفي أن من بيننا نساء كأمهات الشهداء، أيقونات وطنية نقتدي بثباتهن وحبهن لكل ذرة من تراب الإمارات، فهن معلمات الرجال وصانعات الأبطال وملهمات الأجيال، ومنهن نستمد القيم الوطنية الأصيلة لنغرسها في أجيالنا المقبلة، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
من جهتها أعربت المديرة التنفيذية للأمم المتحدة لشؤون المرأة، فومزولي ملامبو- نكوكا، عن تهنئتها بإطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، مؤكدة أنها مهمة في مسيرة تمكين المرأة وحفظ حقوقها، وقالت: "نريد أن نرى ترجمة على أرض الواقع لبنود هذه الوثيقة من قبل جميع الأعضاء في جامعة الدولة العربية عن طريق هذه الوثيقة لتكون على أسس من العدل".