شريهان بعيد ميلادها .. غابت عن الشاشة وبقيت في القلب

الفنانة المصرية ونجمة الاستعراض الأولى شريهان، تحتفل بعيد ميلادها الـ52، في غياب طويل عن الشاشات، وحضور في قلوب جمهورها.

يصفها الجمهور والنقاد بأنها نجمة الاستعراض الأولى التي تألقت على مدار عمرها الفني ومزجت بين فن الاستعراض وكونها ممثلة من طراز فريد، صالت وجالت بين المسرح والدراما التلفزيونية وشاشة السينما لسنوات عديدة، ورغم ابتعادها عن الوسط الفني بسبب ظروف مرضها الأخيرة، إلا أن "شريهان" والتي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الثاني والخمسين تظل تجربة خاصة في تاريخ الفن المصري.

محطات عديدة وتجارب إنسانية صنعت "شريهان" النجمة منذ نعومة أظافرها؛ حيث درست الرقص التعبيري في العاصمة الفرنسية باريس ثم عادت إلى مصر لتشارك في بطولة فيلم بعنوان "المعجزة" أنتجته لها والدتها خصيصاً، ثم سرعان ما شبت شريهان لتقدم العشرات من التجارب الناجحة مثل دور المراهقة في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" أمام محمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد وممدوح عبدالعليم.

حكت شريهان أنها تعرضت للكثير من المشكلات العائلية في طفولتها ومراهقتها بسبب رفض عائلة والدها الاعتراف بها كابنة شرعية وظلت لسنوات تعاني من إثبات نسبها، وفي هذه الأثناء خطت شريهان خطى ثابتة في عالم الاستعراض والسينما بمساعدة أخيها غير الشقيق عازف الجيتار العالمي عمر خورشيد.

صفحة مضيئة انطوت في حياة شريهان بموت شقيقها عمر خورشيد في حادث سيارة أليم لايزال يثير الكثير من علامات الاستفهام، حتى إن البعض ذهب إلى أن الحادث مدبر بفعل فاعل، ثم وفاة والدتها حزناً على الابن، لتخوض شريهان تجاربها المقبلة في الحياة وحيدة.

لكنها استطاعت أن تستأنف نشاطها الفني بالكثير من الأعمال المهمة في تاريخ الاستعراض وقدمت أشهر أعمال استعراضية انتظرها المشاهد المصري والعربي خلال شهر رمضان من كل عام تحت مسميات عديدة لفوازير رمضان مثل "ألف ليلة وليلة" و"حاجات ومحتاجات" و"وفوازير حول العام". كما قدمت عام 1987 مسرحية "عشان خاطر عيونك" إحدى أهم المحطات الاستعراضية في تاريخ المسرح الفني أمام الفنان فؤاد المهندس.

شهدت مسيرة شريهان الفنية بعض التعثر نتيجة تعرضها لحادث سيارة بشع كاد يودي بحياتها وأثير الكثير من الأقاويل حوله حتى يومنا هذا، حتى إن شريهان ترفض الخوض في تفاصيله مؤكدة أن الوقت لم يحن لكشف ملابسات هذا الحادث.

وتعرضت لكسور شديدة في العمود الفقري وفي الحوض، حتى إن أقصى أماني الأطباء وقتها كان معاودة شريهان الوقوف على قدميها فقط، لكن شاء القدر أن تكون قدرة شريهان على الحياة هي الأقوى؛ إذ استطاعت بعد سنوات من العلاج والعمليات الجراحية التي خاضتها أن تعاود الوقوف على قدميها.

لم يمهل القدر شريهان طويلاً بعد أن تخطت محنة الحادث؛ إذ أصيبت بمرض نادر هو مرض سرطان الغدد اللعابية لتخوض رحلة جديدة ضد هذا المرض الشرس استدعت خضوعها لعشرات العمليات الجراحية في وجهها ومنطقة الفك.