شيرين سيف النصر... سنة على الغياب وصورة لا تغادر الذاكرة

غادرت الفنانة المصرية شيرين سيف النصر الحياة والفن بهدوء يشبه صمتها الطويل في سنواتها الأخيرة، بعد أن اختارت الانزواء والابتعاد عن الأضواء طوعًا.
ورغم الغياب المتكرر والاعتزال النهائي، ظلّت أدوارها محفورة في ذاكرة جمهورها، الذي لم يتوقف عن استرجاع حضورها الآسر على الشاشة.
وبمناسبة مرور عام على رحيلها، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على محطات من حياتها الفنية والشخصية، التي كانت في كثير من تفاصيلها درامية لا تقل تأثيرًا عن أدوارها التمثيلية.
ولدت شيرين سيف النصر في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 في الأردن، لأب مصري وأم فلسطينية، ودرست القانون في كلية الحقوق بجامعة عين شمس وتخرجت عام 1991.
لم تكن الفن خيارها الأول، لكن إقامتها في فرنسا شكّلت منعطفًا حاسمًا حين التقت بالمخرج يوسف فرنسيس، الذي رأى فيها موهبة فنية واعدة، ففتح لها باب الدخول إلى الوسط الفني.
خلال مسيرتها، شاركت شيرين في عدد من الأفلام التي تركت بصمة خاصة، مثل "الأستاذ"، "البلدوزر"، "سفينة الحب والعذاب"، "أحلامنا الحلوة"، "كلهم في جهنم"، و"سوق الهانم".
كما تألقت على الشاشة الصغيرة في أعمال خالدة أبرزها "المال والبنون 2"، "من الذي لا يحب فاطمة"، "اللص الذي أحبه"، و"النوارس والصقور".
حياتها الشخصية بدورها كانت حافلة بالتقلبات.
تزوجت أولًا من الملياردير السعودي عبدالعزيز الإبراهيم، الذي اشترط عليها الابتعاد عن الفن، فاعتزلت. لكنها عادت لاحقًا بعد الطلاق. ثم تزوجت من الفنان مدحت صالح، في علاقة لم تدم سوى 4 أشهر. وفي مرحلة لاحقة، ارتبطت بطبيب التجميل رائف الفقي، وعاشت معه حياة مبتعدة مجددًا عن التمثيل، قبل أن تنتهي العلاقة أيضًا بالانفصال.
أعلنت العائلة خبر وفاتها في أبريل من العام الماضي، عبر شقيقها غير الشقيق شريف سيف النصر، الذي كتب على "فيسبوك": "توفيت إلى رحمة الله اليوم أختي الصغيرة غير الشقيقة الفنانة شيرين إلهام هانم سيف النصر، وتمت الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الراحلة".
رحلت شيرين عن عمر ناهز 56 عامًا، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يُستعاد كلما مرّت صورة لها على الشاشة، أو عادت إحدى شخصياتها لتذكّر الجمهور بفنانة أحبها الناس رغم الغياب، وحافظت على مكانتها في قلوبهم بهدوء يشبه رحيلها.