ماذا يفعل الحرس الثوري الإيراني قرب هرمز؟.. صور تكشف "المدينة العائمة"
أظهرت صور للأقمار الصناعية حصلت عليها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن الحرس الثوري الإيراني يبني سفينة دعم جديدة ضخمة قرب مضيق هرمز الإستراتيجي، في محاولة لتوسيع وجوده البحري بالمياه الحيوية لإمدادات الطاقة الدولية وما وراءها.
وسيوفر بناء السفينة "شهيد مهدوي" للحرس قاعدة كبيرة عائمة ليدير منها الزوارق الصغيرة السريعة التي تشكل أسطوله إلى حد كبير ومصممة للتصدي للبحرية الأمريكية والقوات الحليفة الأخرى في المنطقة.
ومع ذلك، يأتي وصولها بعد سلسلة من الانتكاسات للحرس الثوري والبحرية الإيرانية، بما في ذلك خسارة أكبر سفينة حربية قبل أقل من عام.
ومع تعثر المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع القوى العالمية، لا تزال المواجهات في البحر بين طهران والغرب تشكل خطرًا.
وقال فرزين نديمي، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "يتطلعون إلى ما وراء الخليج العربي وإلى المياه الزرقاء لبحر العرب والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي."
ويبدو أن السفينة "شهيد مهدوي" ستكون تحديثا لسفينة الشحن الإيرانية التي تعرف باسم "سارفين"، استنادًا إلى صور سابقة للسفينة التي تتمتع أيضًا بمنحى مشابه في هيكلها.
وبحلول 29 يناير/كانون الثاني، أظهرت صور للأقمار الصناعية من شركة "Planet Labs PBC"، وحللتها "أسوشيتد برس"، وجود السفينة بحوض جاف في "شهيد درويشي للصناعات البحرية"، وهي شركة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية، غرب بندر عباس.
وانتشرت صورة للسفينة "شهيد مهدوي" للمرة الأولى عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن السفينة كانت تحتوي على أسلحة مضادة للطائرات بمقدمتها ومؤخرتها، بحسب إتش آي ساتون، الخبير في السفن الحربية الذي حدد أولًا أن السفينة كانت قريبة من بندر عباس. وكان علم الحرس الثوري معلقا على مقصورة القيادة بالسفينة.
وأظهرت صورة عالية الدقة التقطت من الحوض الجاف، السبت، أن السفينة ما زالت في حوض بناء السفن، وبجانبها، إحدى الغواصات الهجومية من طراز "كيلو" التي تعمل بالديزل، والتي يبدو أنها تخضع لعملية إصلاح شاملة.
ومع انتشار صورة "شهيد مهدوي" عبر الإنترنت، عرضت وكالة "فارس" قصة عن السفينة، وصفتها فيها بـ"مدينة بحرية متنقلة" قادرة على "ضمان أمن خطوط التجارة الإيرانية، بالإضافة إلى حقوق البحارة الإيرانيين والصيادين في أعالي البحار".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن مثل هذا النوع من القواعد العائمة استخدمت من قبل في المنطقة، تحديدا استخدمتها البحرية الأمريكية خلال ما يسمى "حرب الناقلات" في الثمانينيات خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ومع انفجار الألغام الإيرانية في خضم تلك الحرب، بدأت البحرية مرافقة السفن للخروج من الخليج العربي عبر مضيق هرمز.
وأرجعت الوكالة الأمريكية تسمية السفينة "شهيد مهدوي" إلى نادر مهدوي، الذي كان قائدا بحريا بالحرس وقتلته البحرية الأمريكية عام 1987 خلال "حرب الناقلات".
وترجح تسمية "مهدوي" أن الحرس الثوري يعتبرها وسيلة لتحدي البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، لا سيما مع احتمال أن تكون قادرة على دعم ما يسمى "هجمات الأسراب" التي يمكن أن تشنها إيران على السفن الحربية الأمريكية الأكبر حجما.
ورفض تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي، التعليق تحديدا على "شهيد مهدوي"، قائلا: "نحن حريصون على عدم مناقشة المسائل المتعلقة بالاستخبارات. لكن بشكل عام، نولي اهتماما كبيرًا بالبيئة البحرية مع شركائنا الدوليين من أجل صالح الأمن والاستقرار الإقليمي".