"حوادث إطلاق النار".. إرهاب داخلي يهدد أمريكا

حوادث إطلاق النار بالولايات المتحدة الأمريكية تصبح أزمة أمنية يتعين إيجاد طرق لمعالجتها.

تخوض الولايات المتحدة الأمريكية حربا ضد الإرهاب عبر تحالفات دولية عديدة جاء أبرزها التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، والتي تكللت مجهوداته بالنجاح في إسقاط التنظيم وتطهير أراضي العراق وسوريا من عناصره في 2017.

غير أن إرهابا آخر يتمثل في حوادث متكررة لإطلاق النار الجماعي، تزايدت وتيرته في الفترة الأخيرة وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين بين رجال شرطة ومدنيين، يشكل تحديا أمام الإدارة الأمريكية.

•  قتلى وجرحى في إطلاق نار في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية
• مقتل 3 وإصابة 37 في حوادث إطلاق نار بشيكاغو

آخر تلك الحوادث كان في مدينة فيلادلفيا الواقعة بولاية بنسلفانيا، الخميس، حيث أصيب 6 رجال شرطة جراء تبادل إطلاق نار مع مسلح عقب مداهمة لمنزل يشتبه في كونه مقرا لعصابات تهريب المخدرات.

وبعد إطلاق النار، استدعت الشرطة القوات الخاصة، وكذلك قوات النخبة "strike force" المنوط بهم التعامل مع تجار المخدرات المسلحين بعتاد كبير.

وتطور الحادث بعد أن احتجز المسلح عددا من الرهائن، حيث تمكنت القوات الخاصة الأمريكية من تحريريهم قبل انقضاء ساعة على إطلاق النار، متوعدة بتوقيف منفذ الهجوم قبل غروب شمس اليوم بتوقيت فيلادلفيا.

والأحد الماضي، أصيب 6 أشخاص بجروح في إطلاق نار في "جارفيلد بارك" على الجانب الغربي من ولاية شيكاغو الأمريكية.

وأفادت شرطة ولاية شيكاغو بأن الضحايا 5 نساء ورجلا واحدا كانوا يقفون مع مجموعة كبيرة من الناس في منطقة بشارع "ويست ليك"، حيث فتح شخص النار من سلاحه، فيما رد شخصان آخران على الأقل بإطلاق النار.

وقالت الشرطة إن رجلا في الـ25 من عمره نقل إلى مستشفى قريب، بعد إصابته بعيار ناري في الظهر، وهو في حالة حرجة.

وكان الضحايا من بين أكثر من 100 شخص يحضرون إحدى الحفلات في شارع "ويست ليك"، الذي أفادت الشرطة بنشوب عدة مشاجرات خلاله.

شهر دام

ويعتبر أغسطس/آب شهرا داميا بالولايات المتحدة بالنسبة لحوادث إطلاق النار، ففي الأسبوع الأول منه قُتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 37 آخرون في حوادث إطلاق نار بمدينة شيكاغو الأمريكية، بعد أقل من 24 ساعة على حادثين مماثلين شهدتهما ولايتا تكساس وأوهايو.

وكتب المتحدث باسم شرطة مدينة شيكاغو أنتوني جوليلمي في تغريدة عبر موقع تويتر: "إنها 24 ساعة مأساوية لبلادنا، نتوجه بصلواتنا وتعازينا لجميع المتضررين من عنف الأسلحة النارية للأحمق هذا، نحقق في شيكاغو في حادثي إطلاق نار.. ولا يوجد أي علاقة معروفة بينهما وبين حادثي إطلاق النار في إل باسو (تكساس) أو دايتون (أوهايو)".

وفي ولاية تكساس، وقع الحادث الأول بمدينة إل باسو في محيط مركز سيلو فيستا التجاري، وأسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة 26، ما يعد ضمن أكبر الحوادث من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة.

أما الحادث الثاني فوقع في مدينة دايتون بولاية أوهايو، أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 16 آخرين.

وكان شخصان قتلا وأصيب شرطي بجروح في أحد متاجر وولمارت بولاية ميسيسيبي، نهاية يوليو/تموز الماضي.

وقبلها بيومين قتل 3 أشخاص أحدهم صبي عمره 6 أعوام، برصاص شاب يبلغ من العمر 19 عاماً، أطلق النار في مهرجان للطعام بجيلروي بولاية كاليفورنيا.

وحسب إحصائية لمنظمة "أرشيف عنف الأسلحة" غير الربحية، التي تصنف الحادث كإطلاق نار جماعي عندما يسفر عن مقتل 4 أشخاص أو أكثر غير متضمنين منفذ الهجوم، ففي 2019 قُتل أكثر من 520 شخصا في حوادث إطلاق نار جماعي بالولايات المتحدة، بينما أصيب ألفا شخص على الأقل.

وفي ومواجهة تلك السلوكيات العنيفة، ألغت استوديوهات "يونيفرسال" الأمريكية صدور فيلمها "ذي هانت"، الذي يدور حول مطاردة ضحايا أبرياء بطريقة عنيفة، إثر الجدل المرتبط بحوادث إطلاق النار الأخيرة، وتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ناطق باسم المؤسسة، في بيان: "سبق ليونيفرسال بيكتشر أن علّقت حملة ترويح (ذي هانت)، وقرّرت الآن بعد تفكير تعليق صدور الفيلم"، مضيفاً: "ندعم المخرجين الجريئين وأصحاب الرؤية الثاقبة مثل المقيمين على فيلم التشويق الساخر الاجتماعي هذا، لكننا ندرك أن الوقت غير مناسب لعرضه".

ولاقى الفيلم انتقادات لاذعة، نتيجة الشرخ العميق القائم بين الطبقات الاجتماعية الأمريكية المختلفة، إذ يُظهِر نخباً فاحشة الثراء تطارد وتقتل، من منطلق احتقار فقط، فقراء في ولايات ريفية تعتبر معاقل للحزب الجمهوري.

وأثارت مشاهد العنف التي عُرِضت في إطار مقطع الفيديو الترويجي انتقادات واسعة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تشهد حوادث إطلاق نار، كان آخرها حادثان أوديا بحياة 31 شخصاً.

من جهته علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفيلم: "هوليوود الليبرالية عنصرية إلى أبعد الحدود، مع قدر كبير من الغضب والحقد"، دون أن يذكر صراحةً "ذي هانت".