علامات التهاب تميز كورونا عن الإنفلونزا
حددت دراسة بريطانية جديدة مؤشرات حيوية للالتهاب تشير إلى شدة مرض "كوفيد – 19" وتميزه عن الإنفلونزا الشديدة.
وتعد هذه الدراسة، التي نشرتها دورية "ساينس إيميونولوجي"، في عددها الأخير، هي الأكبر من نوعها حتى الآن، خاصة أنها جاءت بقيادة الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادة والناشئة في المملكة المتحدة، وبدعم من اتحاد علم المناعة ضد فيروس كورونا في المملكة المتحدة.
وحددت الدراسة مجموعات من علامات الأمراض الالتهابية، منها (GM-CSF)، و(إنترلوكين 6)، والتي تتناسب مع خطورة (كوفيد -19)، وثبت بالفعل أن العلامة الالتهابية (إنترلوكين 6) هدفا للعلاجات التي تقلل من شدة المرض في حالة (كوفيد -19)الشديد.
ولكن علامة (GM-CSF) لديها القدرة أن تكون علامة جديدة للشدة التي تميز (كوفيد -19) عن الإنفلونزا، مما يعطي نظرة ثاقبة لأسباب المرض الشديد، ويحتمل أن يقدم تركيزًا جديدًا للعلاج.
ومن المهم أن نفهم سبب إصابة بعض مرضى (كوفيد -19) بمرض شديد، بينما يتعافى آخرون بدعم طبي أقل.
بشكل عام تم تحديد الالتهاب المفرط، الذي تسببه عاصفة السيتوكينات (البروتينات التي تطلقها الخلايا المناعية)، كسبب لشدة المرض، وتوصف العقاقير المضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات (ديكساميثازون)، أو تلك التي تقاطع عمل وظيفة السيتوكين، مثل (توسيليزوماب) لتقليل الوفيات بشكل كبير في مرضى (كوفيد -19)، ومع ذلك، فإن دراسة الاستجابة الالتهابية الأساسية بمزيد من التفصيل يمكن أن تساعد الباحثين على تحديد علاجات جديدة.
ووجد فرق من الباحثين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك إمبريال كوليدج لندن، وجامعة إدنبرة، وجامعة ليفربول، جهودهم لإثبات أن سمات مختارة فقط من استجابة السيتوكين لـ(كوفيد -19) هي التي تميز أشد أشكال المرض.
وجند الباحثون 471 مريضًا من (كوفيد -19) في المستشفيات (تم تصنيفهم وفقًا لشدة المرض) إلى جانب 39 مريضًا خارجيًا يعانون من مرض خفيف، وقاموا بتحليل 33 علامة مرضية في بلازما الدم لهؤلاء المرضى.
ووجد الباحثون أن العديد من السيتوكينات الالتهابية كانت مرتفعة في حالة (كوفيد -19) الشديدة، وأن المستويات تشير بشكل عام إلى شدة المرض.
وحدد الباحثون 2 من السيتوكينات على وجه الخصوص، هما (إنترلوكين 6) و(GM-CSF)، وعند مقارنتهما بالعينات المؤرشفة من مرضى الأنفلونزا الشديدة، برزت (GM-CSF) كعلامة محددة لـ(كوفيد -19) الشديد، ويمكن أيضًا اكتشاف هذا السيتوكين المناعي في عدوى (كوفيد -19) المبكرة، مما يشير إلى أنه قد يلعب دورًا مرضيًا في التطور المبكر للمرض لدى بعض المرضى.
وبينما أظهر المرضى الأكبر سنًا استجابة التهابية شاملة أكبر، لم يكن العمر محددًا لمستويات علامة (GM-CSF) في هذه الدراسة، ولم يكن هناك أيضًا فرقا موجودا بين استجابات الرجال والنساء.
ويمكن أن تؤثر نتائج هذه الدراسة على رعاية المرضى وعلاجهم بطريقتين، أولاً، حددت الدراسة علامة (GM-CSF) كمكون رئيسي للاستجابة الالتهابية وكهدف علاجي محتمل.
ثانيا، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامها كعلامة في المرض المبكر لتحديد أولئك المعرضين لخطر الاستمرار في تطوير أعراض أكثر حدة.
وقال الدكتور رايان ثويتس، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ليفربول بالتزامن مع نشر الدراسة: "إن فهم الآلية الكامنة للاستجابة المناعية لدى المرضى الذين يعانون من مرض كوفيد -19 أمر بالغ الأهمية للسماح لنا بتحديد الأهداف العلاجية المحتملة".
وأضاف: "الاستجابة المناعية معقدة بشكل لا يصدق، ولكن من خلال تقييم مستويات العلامات المتعددة وكيفية ارتباطها ببعضها البعض، تمكنا من زيادة معرفتنا بالملف المناعي لمرضى كوفيد -19 المصابين بأمراض خطيرة".